موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقابلة خاصة: منتدى الشعوب الافريقية والصين جسر جديد لتعميق الروابط التاريخية

0

china-africa
شبكة الصين:
اعتبر رئيس شبكة المنظمات الوطنية السودانية (شموس) عمار باشري، أن منتدى الشعوب الافريقية والصين، الذي اختتم الثلاثاء بالخرطوم شكل جسرا جديدا لتعميق الروابط التاريخية بين القارة السمراء وبكين.

وقال باشري في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) الخميس ” نحن سعداء لاستضافة المنتدى بالخرطوم يومى 12 و13 مايو الجارى لأنه يعبر عن التواصل الشعبي الحقيقي بين الشعب الصيني والشعوب الافريقية “.

ونظمت شبكة المنظمات الوطنية السودانية (شموس) المنتدى يومي الاثنين والثلاثاء.

وتضم شموس عشرات المنظمات التي يزيد عددها عن 50 منظمة تعمل في مجال العمل الطوعي الانساني داخل السودان وخارجه على مستوى المحيط الإقليمى والدولي، وتهتم بمجالات الصحة والإغاثة والتعليم والبيئة وفض النزاعات.

وتابع باشري أن ” أهمية المنتدى تكمن في أنه منتدى شعبي تلتقي فيه منظمات المجتمع المدنى المهمومة بقضايا شعوبها وجماعاتها بغية تحقيق أكبر قدر من الفوائد بما يعود بالنفع على الشعوب الافريقية والشعب الصيني “.

ورأى ” أن المنتدى حقق أهدافه بفضل التنسيق الجيد والتفاهم العالي والثقة المتبادلة بين شبكة المنظمات الوطنية السودانية (شموس) وشبكة المنظمات غير الحكومية للتبادل الدولي الصينية “.

وشدد على أن المنتدى خرج بعد يومين من التداول بمخرجات مهمة وإيجابية ستساعد على تعزيز العلاقات والروابط بين الشعوب الافريقية والشعب الصيني.

وأصدر المنتدى في ختام أعماله الثلاثاء “تقرير الخرطوم” الذي تضمن التأكيد على ضرورة تضافر الجهود بين الصين وافريقيا لتفعيل التواصل وتنفيذ المشروعات المشتركة بين المنظمات غير الحكومية الصينية والمنظمات الافريقية.

وركز على أهمية التواصل وتبادل الزيارات بين الشعوب والمنظمات الافريقية والصين، وتقديم الخدمات والتعاون بين المنظمات لخدمة المراكز التنموية ورعاية الأمومة والطفولة.

ودعا إلى توسيع مجالات التعاون بين الجانبين في برامج التكنولوجيا والبيئة والصحة والثقافة ومكافحة الفقر ، وإنشاء المشروع الصيني لحماية البيئة في افريقيا وتشجيع المنظمات الصينية غير الحكومية على العمل المشترك في المشروعات الصغيرة مع المنظمات الافريقية.

وأكد التقرير على ضرورة تفعيل آليات العمل المشترك، والعمل على تطوير العلاقات بين الشعوب الصينية والافريقية وتبادل الخبرات والثقافات.

وأوضح باشري أن تقرير الخرطوم شمل أربعة محاور رئيسية، هي التبادل الشعبي، وبناء القدرات والتدريب للمنظمات، وتنمية وتطوير المشروعات المعيشية، والعمل الطوعي وهو العمل الانساني من ملفات الاغاثة وتقديم المساعدات للمتضررين من الكوارث والنزاعات المسلحة.

وتابع ” فيما يتعلق بمحور تطوير المشروعات المعيشية للشرائح الضعيفة فقد قدمت الصين الكثير من المشروعات لافريقيا تقارب نحو 500 مشروع أسهمت في تغيير واقع مجموعات سكانية عديدة في القارة السمراء”.

ومضى قائلا إن المنتدى ركز أيضا خلال مداولاته على قضية مكافحة الفقر باعتبارها قضية جوهرية تشكل هاجسا لمعظم الدول الافريقية.

وأضاف في هذا الصدد ” لقد جرت مشاورات مفيدة فيما يتعلق بهذا الموضوع، وكانت فرصة جيدة للتعرف على التجربة الصينية في مجال مكافحة الفقر، واستقر رأينا على ضرورة الاستفادة من التجربة الصينية في هذا المجال “.

واعتبر أن القارة السمراء ” ستذهب بعيدا في مجال مكافحة الفقر ” في حال ” استطاعت تطبيق التجربة الصينية في مجال مكافحة الفقر وبناء قدرات المنظمات ثم معالجة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة والمجتمعات الهشة وختمت ذلك بالملف الطوعي الخدمي “.

ورأى باشري أن تجربة منتدى الشعوب الافريقية والصين مفيدة جدا للجانبين، مبينا أن ” هناك عملا تحقق، ونحن نبنى على ما تم انجازه ولا نبدأ من الصفر ونتطلع لتحقيق أكبر قدر من الفائدة لشعوبنا “.

وقال ” إن افريقيا مليئة بالموارد وما نحتاجه هو استغلال هذه الموارد “.

وأضاف ” هناك تفاؤل كبير بعد نجاح هذا المنتدى، خاصة مع الاحساس العميق لدى الأفارقة بأن التعاون مع الصين يحقق مصالح مشتركة، وهو ما جاء نتيجة احترام الصين لثقافة الآخر وبعده عن الأجندة ذات الطابع السياسي وأن شراكتنا معها ذات طابع أساسه التعاون والصداقة لما يعود على الشعوب بالنفع “.

وطالب باشري الحكومات الافريقية بأن تعطي قوة الدفع اللازمة للشراكة بين المنظمات غير الحكومية الافريقية والصينية.

وقال في هذا الصدد ” لقد وجدنا من الشعب والحكومة الصينية دفعا قويا، وأعتقد أيضا أن الحكومات الافريقية مستعدة لتقديم قوة الدفع المطلوبة بعد أن تلمست صدق وإخلاص الجانب الصيني لتقوية دول القارة “.

وتابع أن رسالة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فعاليات المنتدى هي أكبر دليل على عزيمة وإرادة الصين حكومة وشعبا لتعزيز الشراكة مع الشعوب الافريقية.

واضاف ” لم يكتف الجانب الصيني بإرسال وفد يتكون من أكثر من 200 شخص، بل بعث الرئيس الصيني بنفسه برسالة محبة لأعمال المنتدى شكلت دليل نجاح للمنتدى ودليل محبة من الصين لافريقيا، ووجدت صدى واسعا لدى أعضائه “.

وحث باشري دول القارة السمراء على أن تستثمر الرغبة الصينية الحقيقية في مساعدتها على النهوض والتنمية.

وقال الرجل في هذا الصدد ” إن الصين ترسل الآن إشارات واضحة حول عزمها الجاد على مساعدة افريقيا، ومن ذلك الجولة التاريخية الأخيرة لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لافريقيا والتي شملت أثيوبيا ومقر الاتحاد الأفريقي ونيجيريا وأنغولا وكينيا، بالإضافة إلى حضور المنتدى الاقتصادي العالمي حول أفريقيا لعام 2014 بأبوجا “.

واعتبر باشري أن ” المنتدى هو إحدى ثمرات قمة التعاون الصيني الافريقي “، مضيفا أنه ” حتى تقرير الخرطوم سوف ترفع خلاصاته ونتائجه إلى قمة التعاون الصيني الافريقي التي ستعقد في جنوب افريقيا في عام 2015 “.

وعقد منتدى الشعوب الافريقية والصينية بالعاصمة السودانية الخرطوم يومى 12 و13 مايو، بمشاركة ممثلين عن 26 دولة افريقية، بجانب وفد صيني يضم 210 أشخاص.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.