موقع متخصص بالشؤون الصينية

العلاقات السعودية الصينية: ماض راسخ ومستقبل مشرق

0

saleh-aydarous-ali-china-saudi

موقع الصين بعيون عربية ـ
صالح عيدروس علي*:
ان العلاقات بين جمهورية الصين والمملكه العربيه السعوديه تعود الى تاريخ طويل,وكان اول اتصال بين الصين الجديده والسعوديه في مؤتمر باندونغ الذي عقد في الفترة من 18-25 ابريل 1955 والذي كرس ولاده ماعرف بالمجموعه الافرواسيوية كظاهره معاديه للاستعمار,وفتح مؤتمر باندونغ اقامه العلاقات الدبلوماسيه الصينيه العربيه عقب الحرب العالميه الثانيه,حيث جرت اتصالات واسعه ومكثفه بين رئيس مجلس الدوله الصيني انذاك شو ان لاي مع الامير فيصل بن عبد العزيز ولي العهد وزير خارجيه السعوديه في ذلك الوقت مما سمح بالتعارف المتبادل الذي تم تحقيقه والهدف من ذلك اللقاء كان ترتيب اجراءات سماح دخول الحجاج الصينيين لاداء فريضة الحج بعد ان منعت السعوديه دخول الصينيين الى اراضيها بعد تاسيس الصين الجديده وتولي الحزب الشيوعي الصيني مقاليد السلطه في الصين,وفي هذا الاجتماع وافق الامير فيصل على ان تسمح لعدد محدود من المسلمين الصينيين (20 شخصاً).
وارسلت الجمعيه الاسلاميه الصينيه بعثة الحج برئاسة الامام دابو شنغ نائب رئيس الجمعيه الاسلاميه الصينيه الى مكه لاداء فريضه الحج في اغسطس 1955 واسترعت بعثة الحج الصينيه اهتمام العالم وبخاصة الدول الاسلاميه.
استمرت القطيعه بين البلدين اذ لم تكن هناك اي علاقات دبلوماسية تجمعهما,ففي عام 1975 رفضت السعوديه التي تقيم علاقات صداقة مع الصين الوطنية (تايوان) الاعتراف بجمهوريه الصين الشعبيه كدوله على الرغم من رغبه الصين لاقامه علاقات صداقة وتعاون.
بعد انتهاج الصين لسياسه الاصلاح والانفتاح اواخر العام 1978 والقيام بالاصلاحات الداخليه والانفتاح الصيني على العالم الخارجي شجع ذلك الكثير من الدول على اقامة علاقات دبلوماسيه مع الصين, ومن ثمارة عقد اول اجتماع رسمي بين الصين والسعوديه في عمان في نوفمبر 1985 نحو تاسيس العلاقات الدبلوماسيه بين البلدين.
وفي نوفمبر 1988 تم توقيع مذكرة لتبادل التمثيل التجاري بين اللبدين مما ارسى اساساً وطيداً لتاسيس العلاقات الدبلوماسيه بينهما.
ثم وقع السيد تشيان تشي تشن وزير الخارجيه الصيني (حينها) وصاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجيه السعودي الاسبق, بياناً مشتركاً ايذاناً باقامه العلاقات الدبلوماسيه وتوثيقها بين البلدين بتاريخ 21 يوليو 1990, وبذلك تكون الصين قد اقامت علاقات دبلوماسيه مع جميع الدول العربيه.وتحول المكتب التجاري السعودي الى سفارة للمملكه السعوديه في اغسطس 1990.
كما افتتحت سفارتها بالرياض بتاريخ 28 يوليو 1990 وكان السيد ان سون بي قان اول سفير صيني لدى السعوديه.
وفي ابريل 1993 افتتحت الصين قنصليه في مدينه جده السعوديه وفي ابريل 1998 وافقت الصين ان تفتح السعوديه قنصليه عامه في هونغ كونغ بعد اعاده سيادة الصين عليها عام 1997.
سعى البلدين الصديقين الى تعزيز هذه العلاقه بينهما من رغبه وعزم قيادتي البلدين لتطوير هذة العلاقه بينهما,فبعد سنه واحده من تاسيس العلاقات الدبلوماسيه قام رئيس مجلس الدوله الصيني الاسبق لي بينغ بزيارة الى السعوديه في يوليو 1991.
في حين كانت زيارة ولي العهد السعودي عبد الله بن عبد العزيز الى بكين في اكتوبر 1998 لتعد حينها الزيارة الاعلى مستوى من ناحيه الوفد الرسمي للجانب السعودي الى الصين وهي الزيارة التي وصف فيها ولي العهد عبد الله الصين (كافضل صديق للسعوديه).
وفي عام 1999 قام الرئيس الصيني السابق جيانغ تسه مين بزيارة الى المملكه شهدت التوقيع عدد كبير من الاتفاقيات بين البلدين في مجالات مختلفه.
وقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بزيارة الصين في يناير 2006 وهو اول عاهل سعودي يقوم بزيارة الى الصين منذ اقامه العلاقات الدبلوماسيه بين البلدين في عام 1990, كما انها الزيارة الاولى التي يقوم بها خارج منطقة الشرق الاوسط منذ توليه الحكم في اغسطس 2005.
واعقبها بعد ثلاثه شهور زيارة الرئيس الصيني السابق هو جين تاو الى الرياض.
في عام 2008 زار شي جين بينغ حين كان نائباً للرئيس الصيني المملكه وجرى توقيع بيان مشترك وسمي (البيان المشترك لتعزيز التعاون وعلاقه الصداقه الاستراتيجيه بين الصين والسعوديه).
وفي فبراير 2009 قام الرئيس الصيني هو جين تاو بزيارة ثانيه الى السعودية شهدت الزيارة حينها توقيع 5 اتفاقيات للتعاون في مجال الطاقة والصحة والحجر الصحي والمواصلات والثقافة.
كما قام رئيس مجلس الدولة الصيني ون جياو باو بزيارة للسعوديه في اطار جولة خليجيه حيث التقى في الرياض مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الخامس عشر من يناير 2012.
وفي مارس 2014 قام ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز بزيارة الى الصين منذ توليه ولاية العهد ولهذا فان الزيارة تتمتع باهميه كبيرة في توطيد العلاقات بينهما وتعميق التعاون المتبادل .
كما بعثت الصين الممثل الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ عضو مجلس الدولة يانغ جيه تشي التوجه الى السعوديه لتقديم واجب العزاء الرسمي في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتقديم التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز.
كما سيقوم فخامه الرئيس الصيني شي جين بينغ قريباً بزيارة رسميه الى المملكه وسيكون القائد الـ25 الذي يزور المملكه منذ تولي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم.
فضلاً عن ذلك زارت الصين عشرات الوفود السعوديه الرفيعة المستوى, وكذا العكس تماماً قامت وفود سعوديه بزيارات الى الصين وهذه الزيارات المتبادله الرفيعة المستوى بين البلدين انما تدفع بقوة التعاون القائم على المنفعه المتبادله بينهما.
تعد السعوديه من اهم شركاء الصين في التعاون في المجال الاقتصادي و التجاري واكبر شريك تجاري للصين في غرب اسيا وشمال افريقيا حيث شهد التعاون الثنائي بين البلدين تطورات سريعه في مجالات الاقتصاد والطاقة, حيث كان التبادل التجاري بين البلدين ارتفع من حوالي 15 مليار دولار عام 2005 الى نحو 70 مليار دولار حالياً بمعدل زياده سنوية 18,6% .
في عام 2005 كان في السعودية 31 مؤسسة باستثمارات صينيه و37 مشروعاً قيمتها الاجماليه 2,41 مليار دولار في عام 2014.
بلغ عدد المؤسسات الاستثماريه الصينيه في السعوديه في عام 2014 160 مؤسسة اضافة الى 176 مشررعاً للمؤسسات الصينيه قيمتها الاجماليه 27,17 مليار دولار بمعدل زياده سنوية 31% وتعمل هذة المؤسسات في مجال الانشاءت والاتصالات والبنيه التحتيه والبتروكيمائيات.
السعوديه اكبر مصدر للنفط الى الصين في عام 2013 استوردت الصين 53,9مليون طن من النفط الخام السعودي ما يمثل خمس اجمالي واردات النفط في الصين, وفي عام 2014 استوردت الصين 49,665 مليون طن من النفط الخام من السعوديه تحتل 16,1% من اجمالي واردات الصين من النفط الخام.
وفقاً لاحدث البيانات السعوديه للتجارة الخارجيه خلال الربع الثاني من عام 2015 تصدرت الصين قائمة اكبر مصدر للمملكه مرة اخرى حيث بلغت قيمه الواردات السعوديه من الصين نحو 6,6 مليار دولار بزياده 31% عن العام الماضي واهم المنتجات الصينيه المصدره للسوق السعوديه الآلات والمعدات ومعدات النقل والمعادن العاديه.
كما قام رجال الاعمال السعوديين بحضور معرض كانتون في دورته 116 في الخريف الماضي وقدر عدد الزوار ورجال الاعمال السعوديين بـ2520زائر.
اما في مجال التعاون الثقافي والتعليمي فان هذا الجانب يحظى بدعم قيادتي البلدين من خلال جميعه الصداقه بين البلدين الصديقين او من خلال الملحقيات وغيرها من الجهات في البلدين المهتمه بتطوير هذا الجانب.
في عام 2010شاركت السعوديهفي معرض اكسبو شنغهاي العالمي كاكبر مشارك في مشاركتها في معارض الاكسبو وفي ختام المعرض اهدت المملكه جناحها للصين وهذا دليل على الصداقة المتميزة بين البلدين.
في الفترة 21-25 يوليو 2010 اقيم الاسبوع الثقافي السعودي متزامناً مع الذكرى العشرين لاقامه العلاقات الدبلوماسيه يبن البلدين.
وفي ابريل 2013 شاركت الصين كضيف شرف في الدورة الثامنه والعشرين لمهرجان الجنادريه الوطني السعودي للتراث والثقافه واختيار شعار بين(الصين بلاد تتالق جمالاً).
كما شاركت المملكه في معرض بكين للكتاب في دورته العشرين وبوصفها ضيف شرف لعام 2013 م كاول دولة عربيه واسلاميه تحظى بهذة الصفة.
كما اشرفت الملحقيه الثقافيه السعوديه ببكين على برنامج شهر اللغه العربيه في صيف عام 2013 الذي اقيم في عده مدن صينيه لمده شهر كامل.
كما ان تطور قطاع التعليم بين البلدين يحظى باهتمام كبير من خلال اعداد الطلاب المبتعثين بين البلدين حيث يدرس اكثر من 1200 من الطلاب والطالبات السعوديين في حوالي 83 جامعه صينيه وفي 57 تخصصاً.
في المقابل يدرس اكثر من 500 طالب صيني في الجامعات السعوديه كما ان عدد من الجامعات السعوديه تدرس اللغه الصينيه للطلبه السعوديين, وفي المقابل قررت السعوديه فتح فرع لمكتبه الملك عبد العزيز العامه بجامعه بكين.
اما في المجال العسكري فالعلاقات بين البلدين تعود الى بدايه عام 1985 عند توقيع اول صفقه سلاح عندما اشترت السعوديه متوسطه المدى css2 او مايسمى (رياح الشرق) والتي شكلت مفاجاه بالنسبه الى الكثيرين في المنطقه العربيه وفي الدول الغربيه.
وفي 1990 اشترت السعوديه من الصين 60 صاروخاً باليستياً متوسط المدى قادر على حمل رؤس نوويه وهناك تعاون عسكري استراتيجي بين البلدين ويعتقد الخبراء ان الصين قد ترسل اكثر من 1000 من مستشاريها العسكريين الى منشأت صواريخ سعوديه,كما ان الصين قدمت للسعوديه عرضاً لشراء انظمه صورايخ حديثه اما في المجال النووي فقد وقع الرئيس الصيني ون جياو باو اتفاق التعاون المشترك في مجال الطاقه النوويه
مع العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في 15 يناير 2012 والهدف من ذلك تعزيز التعاون بين البلدين في مجال تطوير واستخدام الطاقه الذرية للاغراض السلميه مع التركيز على مجالات مثل صيانه وتطوير محطات الطاقة النووية وتفاعلات الابحاث وكذا مكونات الوقود النووي.
وفي المجال الصحي هناك زيارات متبادله بين مسؤولي البلدين الصديقين للتعاون في هذا المجال الهام يث يتوجه العديد من متخصصي التمريض الصينيين للعمل في مستشفيات الممكله.
اما في المجال الرياضي يسعى البلدين الى تنسيق المواقف في المحافل القاريه والدوليه وتبادل التعاون في مجال تاهيل كوادر فنيه رياضيه والتنسيق حول الاستفاده من قدرات المدربين الرياضيين في مختلف الالعاب الرياضيه والعمل على اقامه معسكرات التدريب الرياضيه في كلا البلدين بالتناوب من خلال المؤسسات الرياضيه واللجنه الاولمبيه في كلا البلدين وهناك اتفافيه تعاون في المجال الرياضي بين البلدين والموقع عليها في عام 2004.
كما شاركت السعوديه في دورة الالعاب الاولمبيه ببكين في عام 2008.
كما ان السعوديه تؤيد الصين في استضافه الالعاب الاولمبيه الشتويه عام 2022.
اما في المجال الانساني فان الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز يعتبر اول زعيم اجنبي يرسل تعازيه للقياده الصينيه و الشعب الصينين بعد زلزال ويتشوان الذي هز الصين في 12 مايو 2008 وقدمت السعوديه مساعدات بـ60مليون دلاور كاكبر مساعده خارجيه للصين.
ومن رموز الصداقة بين الصين والدول العربيه قطار المشاعر المقدسه الذي يقدم خدمات خدمات التفويج للحجاج ابتداء من محطات الجمرات ومنى والمزدلفه ومنها الى عرفات وقامت بصناعته الشركه الصينيه لانشاء السكك الحديده وهو اكبر مشروع من حيث طاقة النقل وتم انجازة خلال 16 شهراً وفقاً للمواصفات السعوديه الامريكيه الاوربيه وبدا تشغيله في موسم حج العام 2010.
وتعد مبادره الحزام والطريق التي طرحتها الصين سيخلق فرصه للتعاون والمنفعه المتبادله والازدهار المشترك للبلدين الصديقين وتعد السعوديه نقطه التقاء مهمه في هذا الحزام.
العلاقات الصينيه السعوديه راسخه وتتميز بالتطور المستمر والتنوع على مستوى العلاقات الثنائية او من خلال الاتفاقيه الاطار للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والتكنولوجي بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربيه او من خلال منتدى التعاون العربي الصيني باعتباره منصه هامه واساسيه للعلاقات العربيه الصينيه في كافه المجالات.
*كاتب يمني وممثل رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء الصين باليمن
ورئيس نادي قراء مجله الصين اليوم باليمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.