موقع متخصص بالشؤون الصينية

حجاج الصين في الديار المقدسة

0

saleh-aydarous-ali-china-hajj

موقع الصين بعيون عربية ـ
صالح عيدروس علي*:

الحج عند المسلمين ركن من اركان الاسلام الخمسة ومن اعظم شعائر الاسلام وهو فرض على المسلم المكلف المستطيع مرة واحدة في العمر؛ وفيه يجتمع المسلمون من شتى انحاء المعمورة في وقت معلوم ومكان مرسوم؛يأتون رجالاً وركباناً من كل فج عميق بمختلف الانواع والالسنة والاجناس العربي و الاعجمي.
فالمسلم يخرج من بيته تاركاً اهله ووطنه وماله وتجارته مهاجراً الى الله يرجو رحمتة ويخشى عذابة لا يعبد معه ولايشرك به احدا.
وتشير السجلات التاريخية الصينية ذات العلاقة بالحج الى ان تاريخ قوافل الحج الصينية يعود الى اسرة مينغ ومنذ عهد اسرة تشينغ والحج بالنسبة لمسلمي الصين حيث كانو يحجون الى بيت الله الحرام سيراً على الاقدام ويقطعون الاف الكيلو مترات وتستغرق رحلتهم الى الديار المقدسة سنه تقريباً ويتعرضون في سفرهم الى المخاطر و الاهوال لذا كان الحج بالنسبة لهم صعباً للغاية حيث يشكل بعد المسافة حاجزاً كبير حال دون تحقيق المسلمين الصينيين لامال و أحلام طالما تمنوا تحقيقها بادائهم هذة الشعيرة المقدسة بالاضافه الى بعد المسافة فإن مسلمي الصين من الفقراء ولا يستطيعون تحمل نفقات الحج الى بيت الله الحرام.
بعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949م ولتعريف شعوب العالم باحوال مسلمي الصين الحقيقية وتعزيز التبادلات الودية بين المسلمين في الصين وخارجها؛نظم المجلس التمهيدي للجمعية الاسلامية الصينية بعثة حج صينية مكونة من 16 فرداً برئاسة الامام دابوشنغ من قومية هوي.
في اوائل اغسطس عام 1952م توجهت بعثة الحج الصينية الى باكستان مروراص بهونغ كونغ و الهند حيث كانت موانئ الصين البحرية محاصرة بالاضافة الى ذلك لم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين الصين والمملكة العربية السعودية لهذا عادت بعثة الحج من منتصف الطريق بسبب عدم حصول اعضائها على تأشيرة الحج في باكستان.
وبأنعقاد مؤتمر باندونغ إبريل 1955م فتح ذلك المؤتمر بوابة العلاقات الدبلوماسية الصينية العربية حيث جرت اتصالات واسعه ومكثفة بين رئيس مجلس الدولة الصيني انذاك ( شو ان لاي ) مع الأمير فيصل بن عبدالعزيز ولي العهد وزير خارجية المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت مما سمح بالتعارف المتبادل الذي تم تحقيقه والهدف من ذلك اللقاء كان ترتيب اجراءات سماح دخول الحجاج الصينيين لاداء فريضة الحج الى الديار المقدسة؛حضر اللقاء الأمام دابوشنغ  نائب رئيس الجمعية الاسلامية الصينية كمستشار لرئيس مجلس الدولة الصيني خلال المؤتمر قدم الأمام دا بو شنغ لحضور المؤتمر من الدول الاسلامية سياسة حرية العقيدة في الصين وتقدم وتطور مسلمي الصين في الصين الجديدة؛بفضل جهود رئيس مجلس الدولة الصيني شو ان لاي و الامير فيصل بن عبدالعزيز وفي هذا الاجتماع وافق الامير فيصل على ان تمنح المملكة لعدد محدود من المسلمين الصينيين( 20 فرداً ) قائلاً سوف تمنح المملكة الخجاج الصينيين تأشيره للدخول اليها كما تمنح غيرهم اياها ان شاء الله.
سافرت اول بعثة صينية للحج من الصين الشعبية الى السعودية في اغسطس عام 1955م برئاسة الأمام دا بو شنغ نائب رئيس الجمعية الاسلامية الصينية بنجاح واسترعت بعثة الحج الصينية باهتمام العالم وبخاصة الدول الاسلامية.
في اغسطس عام 1956م سافرت بعثة الحج الصينية الثانية المكونة من ( 37 فرداً ) برئاسة الشيخ برهان الدين الشهيدي رئيس الجمعية الاسلامية الصينية الى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج وقوبلت بترحيب كبير واستقبلها الملك سعود بن عبدالعزيز ثلاث مرات وقد حضر رئيس بعثة الحج رئيس الجمعية الاسلامية الصينية مراسم غسل الكعبة؛وخلال الفترة ما بين عام 1955م الى عام 1964م ارسلت الجمعية الاسلامية الصينية عشر بعثات للحج و بلغ عدد الحجاج ( 132فرداً ).
منذ خريف عام 1958م وما عرف بالقفزه الكبرى حتى انتهاء الثورة الثقافية الكبرى مايو عام 1966م_اكتوبر 1976م وقعت اخطاء كبيرة في تنفيذ السياسة الدينية وقعت حوادث تمنع حرية العقيدة وتعرقل الحياة الدينية المشروعة حيث تم المساس بمشاعر المسلمين وخاصة رجال الدين وتم اغلاق المساجد وافراغها من الأئمة وتعطيل اقامة الشعائر الدينية فيها وتوقف رحلات الحج فيها.
بعد تطبيق سياسة الاصلاح و الانفتاح بداء تصحيح الاخطاء في المجال الديني و التي نجمت عن القفزة الكبرى و الثورة الثقافية الكبرى حيث تم استئناف رحلات الحج و أرسلت الصين بعثة الحج الحادية عشرة في 19أكتوبر عام 1979م بعد توقف دام 14عاماً برئاسة الشيخ محمد علي تشانغ جيه نائب رئيس الجمعية الاسلامية الصينية و الأمام صالح ان شي وي عضو اللجنة االدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري للشعب الصيني؛وخلال الفترة 1955م_1980م لم يتجاوز عدد الحجاج المسلمين الصينيين( 200فرد ).
في عام 1980م سافرت بعثة الحج الصينية الثانية عشرة برئاسة السيد شن شيا شي نائب رئيس الجمعية الاسلامية الصينية عبر كراتشي الباكستانية حيث حصلت على تأشيرة الدخول للمملكة وقال القنصل السعودي في كراتشي في حديثة مع بعثة الحج الصينية ( ان تقديم التسهيلات الى مسلمي الصين هو واجب لا مندوحه بالنسبة لنا وسوف امنح الحجاج الصينيين ولو كان عددهم مليوناً).
بعد اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة العربية السعودية عام 1990م اخذ عدد الحجاج يتزايد عام بعد عام ففي ذلك العام بلغ عدد الحجاج الصينيين 1459 فرداً ؛ اما خلال هذا العام 2015 وبحسب الجمعية الاسلامية الصينية ان اجمالي 14500 مسلم صيني سيذهبون في 47 رحلة جوية مستأجرة الى مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج.
ولتسهيل حج المسلمين الصينيين تقوم الجمعية الاسلامية من خلال فروعها التي يقطنها المسلمون الصينيون بإرسال بعثة عمل الى المملكة العربيية السعودية قبل موعد الحج لترتيب السكن والمواصلات والمأكل والخيام وغيرها من المستلزمات للحجاج اضافة الى مساعدتهم في الحصول على تأشيرة الحج من السفارة السعودية في بكين و اختيار مرشدين مجربين لافواج الحجاج وكذا اقامة دروس في تعليم الحجاج مناسك واداء الحج وتطعيمهم ضد الامراض الوبائية وتوفير نسخ بالنص الاصلي للقران الكريم و الاحاديث النبوية مع ترجمات باللغة الصينية وباللغات المحلية المستخدمه في بعض مناطق المسلمين وتعريفهم ببعض قوانين المملكة العربية السعودية اضافة الى تقديم خدمات السفر بالطائرات الخاصه ذهاباً واياباً والرعاية الطبية والاطباء المرافقين والمترجمين المرافقين لبعثة الحج.

*كاتب يمني ممثل رئيس الاتحاد الدولي للاعلاميين والصحفيين والكتاب العرب حلفاء الصين
باليمن و رئيس نادي قراء مجلة الصين اليوم باليمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.