في السياحة الأردنية الصينية
موقع الصين بعيون عربية ـ
مروانا مروان سوداح*
تعتمل المرء مشاعر الغبطة حين يَقرأ عن تطوّر وازدهار السياحة الاردنية الصينية بالإتجاهين. وهي سعادة كبرى كذلك، ان يستمر السياح من الصين بالتدفّق نحو الاردن، برغم الأحداث المأساوية التي تشهدها المنطقة العربية، وإحجام السياح من عدة دول عن زيارة الاردن، خشية من قُربه من الأحداث الجارية في الدول المُحَادِدة للاردن.
العلاقات الدبلوماسية بين الاردن والصين أقيمت في السابع من أبريل1977، وتم تبادل أنذاك السفراء، والعمل بالتدريج على وضع أسس العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، والتي تطورت في خط صاعد بلا توقف، برغم الاختلافات بين الدولتين في النظام الاجتماعي والاقتصادي، ناهيك عن المساحة وعدد السكان. لكن هذه العلاقات كانت وهي تستمر تعرض أهليتها لمزيد من النمو والتوسّع، وهو لعمري ظاهرة ملفتة للانظار، تصلح لأن تكون مِثالاً يُحتذى على مساحة العالم كله.
أرقام السياحة الصينية للاردن ثابتة، وهي لا تتراجع برغم أحداث المنطقة العربية، وهناك شعور لدي بأنها لن تتراجع أبداً، ويكمن السبب في ذلك بإعتقادي، الى إهتمام القيادة السياسية الصينية باستمرارها، ولرغبة الحكومة الصينية والحكومة الاردنية بتطوير العلاقات الثنائية، ولجهة تعارف الشعبين على بعضهما بعضاً، وتقاربهما ثقافياً، فالسياحة هي الرافعة الاهم في هذا الحقل، والفِعل المباشر لتقارب الشعبين.
ووفقاً للإحصاءات الاردنية الرسمية، يبلغ عديد السياح الصينيين الذين وصلوا الى الاردن خلال العام الحالي 2015 نحو 9,381، بزيادة بلغت 1,6 بالمئة، مقارنة بعام 2014، حيث بلغت9,236.
مؤخراً، بحث الجانبان الاردني والصيني “آلية” التعاون السياحي بينهما، بحسب اتفاقية التعاون السياحي التي وقعت في بكين، وتتضمن العمل على تنظيم سفر المجموعات السياحية الصينية الى الاردن، وتسمية مندوبين عن إدارة السياحة الوطنية الصينية، لمتابعة أُمور التأشيرات لدى السفارة الاردنية في بكين، وتبادل المعلومات، وتعيين أدلاء سياحيين لمرافقة المجموعات القادمة الاردن، وحلّ المعيقات البسيطة إن وجدت .
وفي مجال التبادل الاقتصادي بين الصين والاردن، وهو مجال مؤثر جداً في تطوير البُعد السياحي بينهما، نقرأ عن أن حجم هذه العلاقات يقدّر باستثمارات صينية في الأردن تصل الى 100مليون دولار، وهي تتركز بمعظمها في القطاع الصناعي وفي المدن الصناعية تحديداً. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم، بينما بلغ حجم التبادل التجاري بين الأردن والصين في العام 2014 نحو 3.6 مليار دولار.
ونمت الصادرات الأردنية إلى الصين من 106 ملايين دولار في عام 2013 إلى نحو 187 مليون دولار في عام 2014، وبنسبة زيادة تقدر بنحو 76بالمئة، في حين نمت مستوردات الأردن من الصين من 2.2 مليار دولار في عام 2013 إلى 2.4مليار دولار في عام 2014.
السوق الصيني كبير وضخم للغاية وواعد، والعمل فيه يتطلب ميزانية كبيرة، لكن الأهم هنا ليس توظيف الأموال الضخمة في مجال الجذب السياحي الصيني المباشر نحو الاردن، بل هو نسج علاقات ممتازة وتواصل متميز مع الصحافة والصحفيين الصينيين، وتأسيس لوبي صحفي صيني صديق للاردن، مهمته ترويج البلاد سياحياً، وفي المقابل، العمل على تشكيل برلمان من إعلاميين اردنيين يعملون على ترويج الصين بين الاردنيين، ولعل العمل في هذا المجال مع “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين” يرتدي أهمية خاصة، إذ يرى بأنه آن الآوان لأن يتم تشغيل خط طيران اردني مباشر إلى عدد من المدن والمناطق في جمهورية الصين الشعبية, ونفس الشيء بالنسبة للطيران الصيني نحو الاردن، إضافة الى لزوم نشر قوائم الطعام الصينية في الفنادق الاردنية من مختلف الدرجات النجومية.
العلاقات الاردنية الصينية في المجال السياحي يُمكن ان تغدو مزدهرة للغاية وان تتفرع عنها مشاريع جديدة في صالح البلدين، سيّما للاستقرار في الاردن والصين، والذي يهتم به السياح ورؤوس الاموال، وتتطلع إليه السياحة بفروعها الثقافية والانسانية والثقافية والاستجمامية والصحراوية والبيئية عموماً، وغيرها من أشكال السياحات، والصِلات الصينية الاردنية قد تتطور حال الاهتمام المتميز بها، لتكون رافعة كبرى وأهم لرفد الخزينة بعملات صعبة وكثيرة وتشغيل الايدي العاملة الجديدة..
*عضو متخصِّصة في ملف المرأة الصينية في فرع الاردن للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب حلفاء الصين