موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعرف على الصين من مصادر صينية وبلغتك العربية

0

china-zeifir

موقع الصين بعيون عربية ـ
م.ناصر فريد ظيفير*:

الصين بلد يزيد عديد سكانه على المليار وثلاثمئة مليون نسمة، وهم يعيشون على ارض واسعة تقدر مساحتها بتسعة ملايين وستمائة الف كيلو متر مربع ، ويوجد فيها الكثير من العجائب على رأسها سور الصين العظيم الذي يعد من عجائب الدنيا السبع والمعلم الوحيد الذي يرى من على سطح القمر .
والى السور العظيم، توجد في الصين معالم اثرية وحضارية اخرى، من اهمها المقبرة الامبراطورية، وهي مقبرة الامبراطور تشين شي هوانغ الأعجوبة الثامنة في العالم ، و كهوف موقاو التي ادرجت ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، والتي يبلغ عددها 492 كهفا و تزينها الرسوم الجدارية الرائعة .
لا يمكن لنا حصر وذكر عجائب الصين لكثرتها وتنوعها ولكنا نكتفي هنا بذكر بعضها دون الحديث عنها. فبالإضافة الى ما ذكر، يوجد نهر اليانغتسي وروعة الصور الطبيعية لضفتيه، وهناك القصر الامبراطوري والمعبد السماوي وبحيرة تشينغهاي الجميلة، و المشاهد العجيبة الخمسة في جبل هوانغشان .
ومن حيث التركيبة الاجتماعية، تتميز الصين بتركيبته اجتماعية متنوعة حيث يعيش على ارض الصين 56 قومية شكلت نسيج متجانس ومتعاون مع احتفاظ جميع القوميات بعاداتها وتقاليدها وموروثها، وقد توفرت لها حقوقها، وبخاصة لغتها ، فتم تمثيلها في المجالس البلدية والمجالس القومية لجمهورية الصين الشعبية، لتشارك في صنع القرار ووضع الخطط والبرامج لتنمية مناطقها والصين ككل .
نهضة الصين وتطورت وواصلت التقدم ، وهي متسلحة بعزيمة وإصرار ابنائها على تحقيق الحُلم الصيني الذي اصبح هدف وهم لكل ابناء الصين كونهم يرون فيه انتصار لنضالهم وتتويجا لتطلعاتهم وقطف لثمار مسيرة البناء الطويلة التي قادها بكل عزيمة واقتدار الحزب الشيوعي الصيني ، الذي قدم مصلحة الوطن الصيني على كل المصالح، وعمل على ان يكون حزباً قابلا لتحديث وتطور نظرته ونظرياته، وان لا يبقى متمسكاً بشعارات فقط ، ومن الانجازات الحزبية اليوم، تحقيق الامن والكرامة والعيش الرغيد للشعب الصيني العظيم. فبحلول العام 1978م بدأ الحزب بتطبيق سياسة “الاصلاح والانفتاح”، هذه السياسة التي نقلت الصين من دولة غير متقدمة اقتصاديا الى دولة تم نقلها الى مصاف الدول المتقدمة، وها هي تشغل القمة في مجالات عديدة .
وبتحسن وتطور الصين، دخلت في تنافس قوي مع القوى الاستعمارية التقليدية التي ظلت تنصب نفسها وصية على العالم ودوله الفقيرة والنامية، وفي ظل هذا الوضع الجديد الذي فرضته الصين بتقدمها دبت روح الخوف والاهتزاز في كثير من الانظمة التي تخشى من ان تلعب الصين دورا اكبر في العالم ، وان تعدّل موازين القوى، وان تعامل الصين مع دول العالم وخاصة النامية منها، سيكشف مدى الاستغلال الغربي لهذه الدول واستنزافه لثرواتها ومقدراتها وتشريده لأبنائها من خلال التضييق على دعاة التحرر ، ودعم كل من اعلن له الولاء، ورضي ان يكون مجرد اداة في يد المستعمر المباشر ، وفيما بعد المستعمر غير المباشر، فعمل على ان تبقى هذه الدول ضعيفة ومتخلفة لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تصنع، بل تعتمد عليه في اكلها وملبسها وكل امور حياتها .
وهكذا، عندما مدت الصين يدها للدول العالم النامي لتتعاون معها وتسهم في تنميتها، لتتم عملية تكاملية مبنية على اساس لأضرر ولأضرار وإنما استثمار حقيقيا ، يسهم في ان تنعم هذه البلدان بخيراتها وتستفيد منها في نهضتها والاعتماد على ذاتها اثر هذا التقارب والتعاون ، فشنت حملات اعلامية مغرضة ضد الصين وسياساتها واستثماراتها واستغلت ابسط الاحداث ، وتم تضخيمها كل هذا من اجل ابعاد الصين عن هذه الدول والتعاون معها ، حتى لا يعرف ويكتشف المواطن في الدول النامية ومنها العالم العربي وافريقيا ، الفرق الكبير بين التعاون مع الصين والتقارب معها، مقابل العقود العجاف التي عاشتها هذه الدول مع الاستثمارات الغربية، المبنية على النهب وسياسة المحاصصة بين الشركات والنخب الفاسدة في هذه الدول، ولكن والحمد لله، فكل هذه الحواجز والجدران التي عملت على تشييدها القوى التقليدية ومن حالفها من مقدمي مصالحهم على مصالح اوطانهم من ابناء هذه الدول، قد تصدعت بل وبدأت بالانهيار والاندثار في ظل الخطوات الواثقة والموفقة التي قامت وتقوم بها الصين، للتعريف بنفسها وبأهداف سياستها الواضحة تجاه الخارج وخاصة الدول النامية.
وفي خضم هذه الصورة، بادرت الصين الى طرح مبادرات عديدة على طريق التقارب والتعاون مع هذه الدول، ونأخذ كمثال الدول العربية و افريقيا حيث اسست المنتديات العربية الصينية والصينية الافريقية وعبر هذه المنتديات وزيادة التبادلات الودية بين الطرفين مدت الصين وهذه الدول جسور متينة من الصداقة واهتمت بالجوانب الثقافية والحضارية والاجتماعية من اجل تعريف المواطن العربي والإفريقي بحضارة الصين العريقة وموروثها الثقافي الفريد وطبيعتها الساحرة ،كل ذلك بالتوازي مع تقارب سياسي اقتصادي يركز على المنفعة المتبادلة والنجاح المشترك .
وللتأكيد على النية الحقيقية والصادقة من الجانب الصيني على تقصير المسافات وتعريف الاصدقاء بالصين وحضارتها وثقافتها وسياساتها، فقد برهنت الصين على توجهها هذا بإنشاء وسائل اعلامية بالغة العربية، فبعد اذاعة الصين الدولية وقسمها العربي، الذي ظل يُعرّف المستمعين العرب بالصين حضارة وانساناً ، ويقرّب بين الشعبين العربي والصيني ، تم كذلك فتح استوديو اقليمي لها بالعاصمة المصرية القاهرة، للتاكيد على اهتمام الصين بالمنطقة العربية وحرصها على تعرفهم على الصين من مصادر صينية ، كما استمرت مجلة (الصين اليوم) النسخة العربية بالصدور من مقرها الاقليمي بالقاهرة بأداء رسالتها وتعريف المجتمع العربي باهم التطورات في العلاقات الصينية العربية والافريقية ولتعرض التجارب الصينية الناجحة، ليستفيد العرب من هذه التجارب، كما عملت المجلة على تشجيع العرب اصدقاء الصين بالنشر على صفحاتها واتاحت لهم الإدلاء بارائهم واقتراحاتهم لكل ما يسهم في تطوير وتعزيز العلاقات الصينية العربية والارتقاء بالمجلة وتحقيق اهدافها النبيلة .
كما ان اطلاق محطة cctv” عربية ” التابعة لمحطة الصين التلفزيون المركزية جاء تتويجا لهذه الجهود فهي تعرض وجهة نظر الصين في كثير من القضايا وتعمل على تعريف المشاهدين العرب على كل ما يمكن التعريف به عن الصين ، زد على ذلك، وجود الكثير من المواقع الصينية وصفحات التواصل الاجتماعي، منها وكالات انباء، وصحف صينية جميعها باللغة العربية، لم تكتفي الصين بهذا الكم من الوسائل الاعلامية الناطقة باللغة العربية بل زادت على ذلك بان عملت على فتح قناة جديدة من قنوات التعاون والصداقة بين الشعبين.
وزد على ذلك كله ، إعتراف جمهورية الصين الشعبية بكيان دولي جديد، يُسمى الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين، وذلك منذ عدة سنوات. إذ، أن إعتراف الصين وقيادة الحزب الشيوعي الصيني بالاتحاد الدولي، ممثلة باللجنة المركزية للحزب، أضفى مشهداً جديداً على العلاقات الصينية العربية، واكسبها قفزة جديد ونوعية نحو المزيد من التعارف بين الامتين العربية والصينية، وتعبيد طريق جديد نحو علاقات صينية عربية عميقة ومبدئية وقائمة على قواعد ثابتة.
وفي نشاط اعضاء الاتحاد الدولي الكتابية في الدول العربية، علامة فارقة، ومن المفيد هنا التذكير بأن هؤلاء الأعضاء يعملون بنكران ذات كامل، وفي ظروف ليست سهلة البتة، لتطوير وتجذير الصداقة والتحالف مع الصين، وهم رفيعو المستوى أكاديمياً وأعلامياً واجتماعياً، وثقافتهم عميقة بالصين وعلاقاتها العربية، وصداقتهم معها قوية وعميقة الجذور .
واعضاء الاتحاد الدولي الذي يتشرف كاتب هذه السطور بالانتماء اليه، يسهمون بوقف التشويش على العلاقات العربية الصينية، وتدخلات اطراف ما في هذا المسار لا تريد الخير للشعبين الصيني والعربي، وهم يجهدون لتصب خطواتهم و إجراءتهم في مزيد من تحقيق أشمل لسياسة الاصلاح والانفتاح التي تطبقها الصين منذ نهايات سبعينات القرن الماضي، وهي تنطبق مع استراتيجية النمو بالمنفعة المتبادلة والنجاح المشترك . والصين إذ تنهج سياسة سلمية وتدعو الى نبذ العنف وحل النزاعات عبر الحوار ليحل السلام وليعم الامن والاستقرار، تدعم نهج الاتحاد الدولي والشعوب المحبة للسلام، وهو نهج تحقيقه كفيل بضمان مزيد من التقدم وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم لشعوب المعمورة قاطبة.
………………………….

*عضو في الفرع اليمني للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب حلفاء الصين
ومستمع دائم لاذاعة الصين الدولية
ونائب رئيس نادي قراء مجلة الصين اليوم باليمن
اليمن – شبوة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.