لنفهم الصين الشعبية من مبعوثيها الشعبيين (1)

موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:

لم أتوقع أن أقرأ عن زيارة السيد قونغ شياو شنغ – المبعوث الصيني للسلام لقضية الشرق الاوسط الى الاردن، بعد أن التقيته في بكين، خلال ندوة العلماء والخبراء الصينيين والاجانب التي عقدت في جمهورية الصين الشعبية، قبل أقل من عام.

أنذاك، وبعد ان حطّت الطائرة بنا في بكين، بعد ان وصلناها من عمّان الاردنية، وخُضنا غِمار فعاليات عميقة كعرب بين بعضنا البعض، وبيننا وبين الاصدقاء والحُلفاء الصينيين، بمشاركة خُبراء عرب في العاصمة الصينية، توجّهنا الى مدينة شنغهاي الساحرة والشهيرة – عاصمة العالم الصناعية والاقتصادية، حيث التقيت السيد قونغ شياو شينغ ، فلمست ان هذا المبعوث ذكي جداً ومتقد، وبالإضافة الى ان سلوكياته هادئة، فمنه تستمع الى تصريحات وأفكار تؤكد بأنه عَالمٌ في السياسة، وخبيرٌ بدهاليزها وشِعابها، ومُتمكّن في الفكر والعلوم والاجتماعيات، ناهيك عن إحترامه للآخر الأنساني وأفكار وتوجّهات الآخرين، تماماً ككل مواطن ومسؤول صيني، وهي خُصلة صينية جادة وجديرة في الوقت نفسه بالاحترام وعظيم التقدير.

السفير المبعوث لمنطقة الشرق الاوسط، السيد قونغ شياو شينغ، تحدّث بلغة الواثق في السياسة الصرف والفكر الكامل، في بكين وفي عمّان على حد سواء. فمن فِيِهِ تستمع الى شخص يَعرف حقائق الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية والقضايا المختلفة فيه سواء تلك الحالية أو تلك السابقة ، ويُدرك عُمق الجراح الثخينة النازفة التي تركت ندوباً في الجسد العربي، ويتالم لذلك، لذلك تراه يَقول في عمّان ان الحضارة العربية عظيمة جداً، وبأن الحضارة العالمية ولدت هنا في الشرق العربي، لكنها لم تولد هناك في الغرب الغربي، ونشكره على هذه الاشارة الذكية التي نُقدّرها عميقاً، فنحن نعلم أبعاد هذه الأقوال الشريفة، عندما يُطلقها مُمّثل رفيع المستوى ومسؤول قادم إلينا حاملاً بغصن صداقة وتضامن، يُعبّر أعمق التعبير عن مَجمع المسؤولين والمسؤولية في جمهورية الصين الشعبية الحليفة.

، ناهيك أيضاً عن تاريخ العرب وثقافتهم وحضارتهم، وأنماط تفكيرهم في مختلف بلادهم، لذلك هو يستطيع الحديث مع كل العرب، الخاصة والعامة، كبيرهم وصغيرهم، وهو لا يخطئ في السياسة والفكر والثقافة واستعراض الحضارة، بل يزدهر شخصه خلال حديثه عن الآخر العربي، الذي يحبه ويُقدّره كل التقدير وللحديث بقية.

*مسؤول الملف الاسلامي بالصين وملفات المطبوعات والمنشورات للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.