موقع متخصص بالشؤون الصينية

ملاحظات على زيارة المَبعوث قونغ شياو شنغ

0

nabila-kaed-china-jordan-envoy

موقع الصين بعيون عربية ـ
نبيلة القائد*:

تناول المبعوث الصيني الخاص لمنطقة الشرق الاوسط، قونغ شياو شنغ، خلال مباحثاته وتصريحاته في زيارته القصيرة للاردن مؤخراً، عدة ملفات رئيسية، لكن الملف الأكثر أهمية لديه بينها كان ملف السلام والأمن في المنطقة وللمنطقة، وضرورة نوفير السُبل الأنجع لإحلاله، وتوفير الراحة لشعوب الاقليم.

المبعوث الصيني الرفيع المستوى بحث ملف العلاقات الثنائية بين الدولتين، مع وزير الخارجية والمغتربين في الاردن ناصر جودة، وتطرّق المبعوث الصديق لهذا الملف في سياق لقائه الصحفيين المحليين أيضاً، وفي ردوده على اسئلتهم، وأبدى ارتياحاً كبيراً لجهة التطوّر الكبير جداً في علاقات البلدين، الذي طرأ عليها منذ العام 2008، وهو يتواصل في تطوّره الى اليوم. وثمّن النقلة الكبيرة والواسعة التي شهدتها تلك العلاقات، وهو ما يُريح القيادة السياسية الصينية، لجهة ان علاقاتها مع الاردن تسير في الاتجاه الصحيح والمطلوب للبلدين، سيّما لِمَا للزخم الذي تتسم به تلك العلاقات، والذي يَعكسها كذلك، ليس المشاريع المشتركة فحسب، بل كذلك زخم الوفود اليومية التي تصل الى البلدين منهما، وهي رسمية واجتماعية، اقتصادية وتجارية، وما تعدّد تلك الوفود وصفاتها ومُسمّياتها، سوى رافعة مهمة وضرورة ومطلوبة لتعزيز تلك العلاقات، ومُحفّزة للمزيد منها.

وفي هذا السياق، يُمكننا ملاحظة، أن تأكيد الطرفان على عمق ومتانة العلاقات الثنائية القائمة بينهما وعلى مختلف المستويات، والتنسيق والتشاور المستمر بين مؤسسات الدولتين بشأنها، يكشف عملياً عن العمل الحثيث المَبذول لصيانتها، وحمايتها من أية تقلّبات قد تحدث لسبب أو لأخر، وللإبقاء عليها مُنتجة، واستمرار جاذبيتها للطرفين .
لذلك، وعندما نقرأ الملفات التي تطرّق إليها الطرفان الاردني والصيني في لقاءاتهما في عمّان، نرى تعدّدها وإتّساعها، لكن الأهم فيها على صُعد سياسية، هو الأحر بينها – القضية الفلسطينية والمُشكل السوري. فقد إستعرض البلدان تطورات الوضع على الساحة السورية، والجهود المبذولة لـ”إيجاد حل سياسي.. لا سيّما بعد اجتماعات فيينا”، حيث أكد جودة موقف الاردن “الثابت الداعي الى اهمية التوصّل الى حل سياسي، يَضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية، بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري، استناداً الى مقررات جنيف1″، الذي، كما نلاحظ، رعته الدول الكبرى، وتوافقت حوله كذلك دول الاقليم..
المبعوث الصيني قونغ شياو شنغ إذ بيّن أهمية “الحل التفاوضي وصولاَ الى إقامة الدولة الفلسطينية، المستقلة، والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية، واستناداَ الى المرجعيات الدولية، ومبادرة السلام العربية، وتعيش بأمان الى جانب اسرائيل ودول المنطقة”، أكد ان القضية الفلسطينية لم تمت، بل هي حيّة في السياسة الصينية، وتفرض نفسها على مختلف دول العالم، وعلى الحِراك الدبلوماسي والدولي والاقليمي، برغم كل المُعيقات التي تقف في وجهها، وفي مواجهة الشعب الفلسطيني القابع تحت احتلال طويل الامد، لم يَشهد له التاريخ الحديث مثيلاَ، في طبيعته ووعورته، حدّته وأهدافه الكونية.
وفي لقاء المبعوث شياو شنغ مع الوزير ناصر جودة، أكد جودة اهمية الدور الصيني تجاه قضايا المنطقة، “خاصة وان الصين عضو دائم في مجلس الأمن”، مُعرباً عن تقديره لدعم الصين للأردن. لكننا لم نقرأ أي شيئ في تصريحات المَبعوث الصيني عن مبادرة السلام الصينية السابقة في فلسطين والشرق الاوسط، فهذه الخطة كانت قاب قوسين أو أدنى من التطبيق الشامل لِما للصين من مصداقية عند مختلف الاطراف، لو جَهدت الصين أكثر في متابعتها مع تلك الأطراف المختلفة في المنطقة.

  • كاتبة وعضوة ناشطة في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.