موقع متخصص بالشؤون الصينية

العلاقات الصينية الروسية اثمرت خلال العقد المنصرم

0


شبكة الصين:
تشهد الصين وروسيا تنمية صحية ومطردة لعلاقاتهما الثنائية منذ عقد من الزمان.

وستعطى الزيارة الرسمية التى سيقوم بها الرئيس الصينى هو جين تاو الى روسيا خلال الفترة من 15 الى 18 يونيو الجارى، بمناسبة الذكرى العاشرة لمعاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين البلدين، ستعطى زخما للعلاقات الثنائية.

وتنص المعاهدة، التى ينظر اليها على نطاق واسع بأنها علامة فارقة فى تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، على تعهد البلدين بأن يكونا صديقين وليسا غريمين، وان يضعا اساسا متينا للتنمية طويلة الامد لشراكتهما الاستراتيجية.

— عقد مثمر

شهدت العلاقات الصينية الروسية خلال القرن العشرين انحيازا ومواجهات لأسباب تاريخية. وبعد ان اقامت الصين وروسيا علاقاتهما الدبلوماسية فى عام 1991، قرر زعيما البلدين حينذاك اقامة روابط ثنائية تختلف عن تلك التى كانت قائمة ابان الحرب الباردة.

وفى عام 2001، وقع الرئيس الصينى حينذاك جيانغ تسه مين والرئيس الروسى السابق فلاديمير بوتين معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين الصين وروسيا.

وتؤكد المعاهدة المؤلفة من 25 بندا على نمط جديد من العلاقات بين البلدين، لا يسعى الى التحالف او المواجهة ولا يستهدف اى دولة اخرى.

كما تتمشى المعاهدة، النابعة من الحاجات الاستراتيجية للبلدين، مع الرغبة المشتركة للبلدين لتدعيم السلام والتنمية العالمية.

وخلال العقد الماضى، برهنت التبادلات المكثفة رفيعة المستوى على النمو المطرد والصحى للعلاقات الصينية الروسية، والتى تمثل آخرها فى زيارة الرئيس هو جين تاو لروسيا بمناسبة الذكرى الـ65 ليوم النصر فى مايو العام الماضى، وكذا زيارة الدولة التى قام بها الرئيس الروسى دميترى ميدفيديف الى الصين فى سبتمبر المنصرم.

وحقق الجانبان نتائج مثمرة فى التعاون الاقتصادى والتجارى الثنائى. وازداد حجم التجارة الثنائية بأكثر من سبعة اضعاف، ليحقق رقما قياسيا بلغ 56.83 مليار دولار امريكى فى عام 2008.

ورغم الازمة الاقتصادية العالمية، ارتفع حجم التجارة الثنائية مرة اخرى ليصل الى 55.45 مليار دولار امريكى فى عام 2010، ما يمثل زيادة بمقدار 43.1 فى المائة على اساس سنوى.

وقام الجانبان بتنسيق وثيق فى القضايا الدولية ودعما بعضهما فى المصالح الجوهرية والاهتماما ت الرئيسية واجريا تعاونا وثيقا فى الامم المتحدة ومنظمة شانغهاى للتعاون ومجموعة البريكس ومجموعة العشرين.

وتوصلت الصين وروسيا الى اتفاق نهائى حول حدودهما الشرقية فى عام 2005، ما وضع حدا لمفاوضات استمرت 40 عاما وجعل من حدودهما الممتدة بطول 4300 كم رمزا لعلاقات حسن الجوار والتناغم والتعايش المشترك.

وبالاضافة الى ذلك، عمل نجاح “العام الوطنى” و “عام اللغة” اللذين عقدا فى الصين وروسيا على الارتقاء بالتبادلات الثقافية والصداقات بين الشعبين الى مستوى غير مسبوق.

وفى مقابلة اجرتها معه وكالة انباء ((شينخوا)) مؤخرا، قال السفير الصينى لدى روسيا، لى هوى، ان قادة البلدين يقولون ان العلاقات الصينية الروسية فى افضل حالاتها، مضيفا ان العلاقات بين البلدين اضحت نموذجا للعلاقات الثنائية بين قوتين عالميتين كبيرتين.

— آفاق مشرقة

وفى الوقت الراهن، يتعين على الصين وروسيا اجتياز الاختبارات التى تواجه عالما يشهدت تنمية كبيرة وتغيرات جذرية، حيث تتنامى الهيمنة والقوة السياسية، وتستشرى الشرور الثلاثة، الانفصالية والارهاب والتطرف، فى بعض المناطق، كما تتفاقم الفجوة بين الاغنياء والفقراء، وكلها مشاكل تهدد التنمية فى الصين وروسيا والعالم اجمع.

وقال وزير الخارجية الصينى يانغ جيه تشى انه يتعين على الجانبين اغتنام الفرص لمواصلة تعزيز السلام والتنمية العالمية ودفع شراكتهما الاستراتيجية.

وستعمل الزيارة المرتقبة للرئيس الصينى هو جين تاو على وضع مسار لتعاون البلدين على مدار الاعوام العشرة المقبلة، على ما ذكر مساعد وزير الخارجية تشن غ قوه بينغ.

واوضح تشنغ ان قادة البلدين سيوقعان بيانا مشركا بمناسبة الذكرى العاشرة لتوقيع معاهدة الصداقة، بالاضافة الى سلسلة من اتفاقات التعاون.

واضاف انه من المتوقع ان تعمل زيارة هو جين تاو على تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة ودعم قضايا تتعلق بالمصالح الجوهرية للبلدين وتعميق الاتصال بشأن قضايا محل الاهتمام المشترك.

وقال ميخائيل تيتارينكو، رئيس جمعية الصداقة الروسية الصينية ورئيس معهد الشرق الاقصى بأكاديمية العلوم الروسية، قال لوكالة انباء ((شينخوا)) انه يعتقد ان العلاقات الصينية-الروسية ينتظرها مستقبل مشرق.

وانطلاقا من المنفعة المتبادلة، يمكن لروسيا والصين استغلال امكاناتهما للتعاون فى مختلف المجالات، بما فى ذلك التجارة والطاقة والتبادلات الشعبية.

واوضح تيتارينكو “اننا نشهد الرئيس هو واصدقاء قدامى لروسيا”، مضيفا “المجتمع الروسى بأسره وجميع الروس المتخصصين فى الشؤون الصينية متشوقون لرؤيته.”

وذكر “بلا شك، ستعطى زيارة الرئيس هو زخما جديدا للروابط الثنائية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.