موقع متخصص بالشؤون الصينية

“هنا موسكو” !.. أَين أنتَ ؟!

0

mhamad-tweimi-russia-houna-moscow

موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*

منذ سنوات توقّف الصوت العربي التقليدي والقديم المتوارث في فضاء موسكو ومنها في فضاءاتنا (أعني “صوت موسكو”؛ “صوت روسيا”). وتوقّفه في موسكو يَعني لنا وأده، و نأمل ان تستولدهُ موسكو من جديد. فمنذ أيام الاتحاد السوفياتي كنت أستمع الى القسم العربي لإذاعة موسكو بأجهزة راديو أحدها قديم وأثري ومُمتع وشكله جاذب، بينما الاجهزة الاخرى كانت مُتجدّدة. لكن، وبعد رحيل الاتحاد السوفياتي عن هذه الدنيا، ويا للأسف، أصاب صوت موسكو العربي هناك الضمور والعجز فرحَلَ عن الأثير هو الآخر.. ولكأن الصوت العربي مرتبط أساساً بالسوفييت والاتحاد السوفياتي..
لا أعرف هل توقّفت إذاعة موسكو العربية عن البث الأثيري؟.. أم أنها ما تزال موجودة وتبث برامجها للآن.. لكنني تعبتُ.. تعبتُ جداً جداً من البحث عنها وتقصي المعلومات في رحلة لا تنتهي لإيجادها في الأثير وبين الأمواج في الفضاء المفتوح واللانهائي.. وآثرتُ ان أتوقفت عن بحثي بعد أن تملّكني العَجز في عمليات ملاحقتها.. وكأنني أُلاحق شبحاً يَتفَلّت مني.. وخيَالاً هلامياً ما…
بحثي عن إذاعة موسكو الروسية، وإذاعة السلام والتقدم، هو بحث مَحبة وود ومَودّة.. وهو ليس موجّه لعنوان الإذاعتين فقط.. بل ولروسيا أيضاً.. بقيادتها وشعبها ووجودها المُتميّز في هذا العالم الذي تفرض فيه قوى اخرى سطوتها.. لأن روسيا كانت دائماً الى جانبنا.. وتتعاطى معنا في كل المجالات بإيجابية.. فقد أُسقط جنود السوفيات وروسيا في العالم العربي مُضرّجين بدمائهم الزكية دفاعاً عن أرض العرب.. أُسقط أولئك بالتحديد في القرنين التاسع عشر والعشرين، واليوم في القرن الحادي والعشرين.. وكان الجنود السوفييت “يَعملون” في فلسطين ولبنان، حيث قدّموا يد المساندة لأحرار جبل لبنان.. وفي الجزائر فكّكوا مليون ونصف المليون لُغم فرنسي أو أكثر أو أقل.. ومن الجزائر توجّهوا لحماية سيادة سوريا الحضارة في السبعينات من القرن الماضي.. ومصر الثقافة والتاريخ، وغيرها من بلاد العرب العرب، ولم تكن سانكت بيتربورغ وموسكو تعلنان أنذاك رسمياً عن حماية روسيا للمصالح العربية، لأن ذلك كان في ملف الأسرار والأحداث المكتومة عسكرياً وسياسياً.
واليوم يَنشر البعض عنا.. عنا نحن العرب مسلمين ومسيحيين.. بأننا: “رُعاع.. بدو هَمج.. ومتخلفون”.. ويُعمّمون هذه الصورة على أطفالنا حتى.. لترسَخ أبدياً في الإعلام.. ولتتعمّق الهوّة بين الشرق والغرب.. لينالوا أطماعاً لديهم من أرضنا وامتنا.. ضمن شعارهم الحربي والتوسعي: “الغرب غربٌ والشرقُ شرقٌ ولن يلتقيا”..!
نريد من روسيا الدولة الآسيوية بامتياز والصديقة والحليفة والحبيبة.. ان تكون دائماً الى جانبنا كما عهدناها.. وان تصرخ معنا لنصرة العدالة والحرية والثقافة والاخوّة بلغة عربية اعتدنا سماعها سابقاً.. وان تـتحدث عنا بموضوعية باللغة الروسية أيضاً، بعيداً عن دهاء البعض ودسائس أولئك المندسين بيننا نحن العرب والروس. لماذا تحديداً نريد ذلك؟.. لأجل أن نعود الى سابق العهود منذ قرون جال خلالها التُجّار العرب في “أربات” – الشارع الجميل الحالي، كما أراه في الصور.. الذي يُجاور وزارة الخارجية الروسية (ويا لها من مصادفة جميلة ومعناها عميق).. ليكون الروس الى جانب جيرانهم العرب الجنوبيين وليكون العرب باستمرار الى جانب روسيا الصديقة والجميلة والحلوة بهيئتها وألوانها ومفاهيمها.. ولنقول لها أهلاً بعودتك.. أهلا بطلّتك إلى أجوائنا وأهلاً بك روحاً ولغة وبشراً في بيوتنا.. وبين أفراد عائلاتنا وفي أوساط الاصدقاء الكهول منهم والشباب والاطفال أيضاً..
روسيا لا تُميت الهويات الوطنية كما الغرب مع الاستعماري.. بل هي تُحيي هويات أصدقائها.. فهي تقيمُ الوعي الجَمعي الفكري بيننا وبينها.. بينما آخرون يعملون على احتراق الأخرين وحرقهم ضمن حربين: ناعمة وساخنة.. إعلامية ومالية ومعنوية واقتصادية وتجارية الخ.. فأين هي روسيا وأين هو صوتها الحبيب من ذلك كله؟
روسيا ليست ضعيفة بل قوية.. والغرب ليس قوياً بل هو “قوي” بضعفنا وهواننا..

ـ ـ ـ وللدلالة على التراجع المأساوي لصوت موسكو السوفياتي.. صوت روسيا بعده.. أُورد بموضوعية ما سمعته وطالعته من فضائية روسيا اليوم:-

ـ “..إنهيار الاتحاد السوفييتي والأزمات التي رافقته غيرت كثيراً في مسيرة هذه الإذاعة التي مازالت تحاول حتى الآن تجاوز العديد من المشاكل الادارية والاعلامية ، ومنها قلة الرواتب وغياب التأمين الصحي وانخفاض مستوى اهتمام الجمهور بالاخبار الصوتية ، وصعوبة اختيار الكوادر المؤهلة . لكن يبدو أن دخول صحفيين شباب جدد إلى الإذاعة هو خير دليل على أن لهذه الإذاعة مستقبلاً جيداً”.
ـ و.. “إضافة إلى الضوء الأخضر الذي يحمله الجيل الجديد، بدأت “صوت روسيا” تستخدم أحدث أنواع البث عبر الانترنيت وحتى الهواتف الخلوية، وتقدمت كثيراً في تطوير موقعها الالكتروني. ان إذاعة “صوت روسيا” تحاول مواكبة التطور في هذا المجال ومتطلبات المستمعين للإعلام المعاصر. وليس ذلك بالأمر الهين، لكن تفاؤل الشباب من ناحية وخبرة الشيوخ من ناحية أخرى قد تعيد هذه الإذاعة إلى سابق مجدها الذي لا تزال تفخر به””. صحيح ان التطوير مطلوب وجيد، لكنه برأيي لا يجب ان يَعني قطع صوت موسكو من الاثير الكوني، وإقصاره على “الالكترونيات”..

ـ و “كانت برامج اذاعة موسكو الخارجية تحمل منذ بدايتها طابعا ايديولوجياً بحتاً. إلا أنها حظيت بشعبية كبيرة وباهتمام المستمعين البالغ بما يحدث في الاتحاد السوفيتي. ولعبت الاذاعة دوراً هاماً في ترويج الثقافة الروسية. وعلى سبيل المثال فان الممثلة الشهيرة للمسرح الفني اولغا كنيبر – تشيخوفا قدمت برنامجاً بمناسبة الذكرى اليوبيلية لانطون تشيخوف باللغة الفرنسية . كما شارك المؤلف الموسيقي الروسي الكبير سيرغي بروكوفيف وغيره من الفنانين والعلماء السوفيت في البرامج الاذاعية الثقافية التي كانت تبث للمستمعين الاجانب.”.

ـ و”استطاعت اذاعة موسكو الدولية خلال السنوات الكثيرة لعملها استقطاب ملايين من جمهور المستمعين اللذين رؤوا في اذاعة موسكو مرجعا جديا للمعلومات. وتضمن بريد الاذاعة الدولية في السبعينات والثمانينات 300 الف رسالة يوميا.”.

لاحظت شخصياً، ان موقع الاذاعة متوقّف، أقصد إذاعة “صوت روسيا”، لأن “صوت موسكو” السوفياتي توقف منذ وقت طويل، بعد تغيير الاسم. الموقع الشبكي الموروث من الماضي غير البعيد لا تغيير فيه ولا زيادة ولا نقصان على صفحته، لكنه مع ذلك يُعطي انطباعاً بأن الاذاعة ما تزال تبث وتتحدث لمستمعيها لأنها تدعو المستمعين بكلمات مثل “تابعونا”.. لكنها يبدو بأنها لا تبث بالزخم والاتساع السابق.. ولا تتحدث كالسابق.. ولا تتزحزح أخبارها القديمة “المكتوبة” عن مكانها “بالنت” ولا تجديد لها.. وجاء في التعريف بالاذاعة على صفحتها القديمة التالي:-

ـ ـ ـ “”إذاعة صوت روسيا.. 2005— 2016 إذاعة صوت روسيا.. جميع الحقوق محفوظة. في حال الاستخدام الكامل أو الجزئي للمواد التي تعود الى إذاعة صوت روسيا، جميع الحقوق محفوظة. في حال الاستخدام الكامل أو الجزئي للمواد التي تعود الى اذاعة “صوت روسيا” يتوجب الاشارة الى موقع الاذاعة على (الانترنيت ).موقع الاذاعة الالكتروني: post_ae@ruvr.ru..
ـ وللتوثيق التاريخي قرأت التالي أيضاً على موقع القسم العربي للاذاعة الروسية في الانترنت.. وأقتبس هنا التالي حرفياً في صفحة بعنوان “حول المشروع”:..
ـ ـ ـ “صوت روسيا إذاعة حكومية تبث برامجها إلى مختلف بلدان العالم. وبدأت بثها في التاسع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1929. وتقوم الحكومة الروسية بتمويل عملها.
ـ تمارس صوت روسيا نشاطها على أساس الوثائق التي أقرتها الحكومة. لكن الصحفيين يعملون فيها بشكل مستقل.
ـ والمهمة الرئيسية للإذاعة هي تعريف المجتمع الدولي بحياة روسيا وتقديم لوحة واقعية لما يجري في بلادنا..
ـ وتبث إذاعة صوت روسيا برامجها باللغة الروسية وبأربعين لغة أجنبية بما فيها العربية. وتقدم البرامج عن مختلف جوانب الحياة في روسيا. ويقوم المستمعون في أكثر من مئة وستين بلدا بمراسلة الإذاعة مستخدمين في ذلك وسائل الاتصال التقليدية والبريد الإلكتروني..
ـ استمع سكان البلدان العربية لأول مرة عبارة “هنا موسكو” في 15 أغسطس (آب) سنة 1943 عندما بدأ القسم العربي في إذاعة موسكو ببث برامجها. وفي الأيام العصيبة للحرب العالمية الثانية أصبحت بلادنا روسيا تخاطب المستمعين في الأقطار العربية حاملة لهم حقيقة ما يدور في جبهات القتال. ولم يكن القسم العربي في ذلك الحين كبيرا فكان يتألف من 3 موظفين فقط. أما فترة البث الإذاعي فكانت نصف ساعة. واتسمت البرامج بطابع إخباري بحت. وبالإضافة إلى نشرات مكتب الإعلام السوفيتي أذيعت أيضا في ذلك الوقت أخبار تتعلق بنضال الأقطار العربية من أجل الاستقلال، ثم ظهرت التعليقات وغير ذلك من البرامج.
ـ واكتسبت إذاعة صوت روسيا سريعا شهرة وشعبية واسعة في الأقطار العربية وقامت المجلات والصحف العربية واسعة الانتشار بنشر المعلومات عن موجات ومواعيد بث برامج إذاعة موسكو. ثم بدأت مرحلة جديدة بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية مع عدد من البلدان ونهاية الحرب العالمية الثانية. وهذه المرحلة ما زالت مستمرة حتى الآن.
ـ ونحن في إذاعة صوت روسيا نقوم بتعريف المستمعين بما يجري من أحداث في بلادنا وفي البلدان العربية وبقية دول العالم. كما نقوم بتغطية كل التطورات في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين روسيا والبلدان العربية””….

كما يمكن قراءة التالي في الموقع نفسه عن انتقال الاذاعة لوضع وطبيعة اخرى لا وجود لها فيه صوتاً وإسماً ، ولا مراسلةً بينها وبين اصدقائها العرب.. ولا دعوات منها لهم لزيارة روسيا الجديدة والتعرّف إليها كما كانت تدعوهم إذاعة صوت موسكو: “”متابعينا الأعزاء، يسرنا إبلاغكم أن “صوت روسيا” سوف يتغير اسمه إلى “سبوتنيك”، وبالتالي يصبح الاسم الرسمي لوكالتنا الآن هو وكالة الأنباء والإذاعة الدولية “سبوتنيك”. لمتابعتنا ومتابعة أحدث الأنباء وآخر التطورات تابعونا على موقعنا الجديد: http://arabic.sputniknews.com الرجاء تحديث المراجع لديكم وإبقوا معنا!””..
ـ ـ ـ في إعلانات صوت موسكو – المُتوقّف حالياً في الأثير الفضائي-: “..ونحن في إذاعة صوت روسيا نقوم بتعريف المستمعين بما يجري من أحداث في بلادنا وفي البلدان العربية وبقية دول العالم. كما نقوم بتغطية كل التطورات في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين روسيا والبلدان العربية”.. و”اكتسبت إذاعة صوت روسيا سريعا شهرة وشعبية واسعة” الخ.. ولكن السؤال الذي يَطرح نفسه تعليقاً على ما تقدّم: حين يكون صوت موسكو وصوت روسيا شعبياً وشهيراً بشكل واسع وتسارع وسائل الاعلام العربية للتعامل معه.. وحين تعمل الاذاعة بنشاط للتعريف بروسيا وبالبلدان العربية و بقية دول العالم.. لماذا يتوقف الصوت في الأثير؟.. ولماذا يُراد له ان لا يكون صوت موسكو، بل “إذاعة سبوتنيك” – كما تعرّف الآن الإذاعة عن نفسها بالصوت المباشر عبر الانترنت.. وهو إسم لا يُعبّر عن موسكو وعن روسيا لمَن لا يَعرف الروسية وروسيا..؛ ولا يتم الاستعانة “إذاعة سبوتينك” إعلامياً من طرف الصحافة ووسائل الإعلام العربية ولا حتى الإشارة لأخبارها وتحقيقاتها في الصحافة العربية بشكل عابر – كما لاحظت من خلال جردة و “تمشيط” قمت به على الانترنت.
أن يتم شطب إسم موسكو وروسيا من التاريخ الروسي والإذاعي العالمي خاطئ جداً، وها أننا نرى كيف يكون له انعكاسات أعلامية سلبية. وربما كان يُرايدُ بذلك لإسم موسكو العريق والجاذب والمُحبّب جداً ان يَموت وينتهي في الأثير الواسع، وأن يُدفن ويتحلل بالتراب، وان يَبتعد عن عَالم الصحافة المَسموعة مذياعاً والورقية على شاكلة ازدهار عشرات الاذاعات الاجنبية والاوروبية والامريكية والاسيوية التي ما تزال تبث كسابق عهودها، وتحافظ على إتّساعها العربي واصدقائها من المُستمعين العرب ( منها على سبيل المِثال لا الحصر : صوت أمريكا، و دويتشه فيلله الالماني ، البي بي سي ، و مونت كارلو ، و إذاعات اليابان ، تركيا و بخارست و سيؤول ، و الهند وإندونيسيا ، إسبانيا ومالطا ، الفاتيكان و طهران ).. ولا نغفل هنا أبداً القسم العربي للإذاعة الصينية الصديقة والحليفة للعرب وللاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب حُلفاء الصين، وهي ناشطة جداً وجماهيريتها واسعةً وتجذرها عميق في البلدان العربية..
وهنا أقول: لدينا ألف سؤال وسؤال، وألف استفسار واستفسار عن ذلك كله، ولا جواب عليه منذ وقت طويل.. أهي الطامة الكبرى في المندسين الذين أقاموا في روسيا دولة على النّمط التأمري – التاريخي – السرّي المعروف بِ : “دولة داخل الدولة”-“State in State”!!!

ـ ـ ـ في موسكو اختفى “صوت موسكو” الأثيري ، واختفت معها دعوات اصدقاء الاذاعة الى موسكو وروسيا، وتوقفت هداياها الممنوحة لهم في مسابقات متواصلة، وشهادات تقدير كانت تمنحها لكل منهم..، لقد تلاشى الصوت فجأة وبدون سابق إنذار وتفسير وأسباب.. برغم شعبيته وشهرته.. وبذلك اختفىى “صوت روسيا” بعوالم العرب والأفارقة وآسيا.. إلا أنه يبدو، ويا ليتني مخطئاً، بأن صوت موسكو انتهى تماماً فأنهوا بذلك أحاسيسنا وعواطفنا نحو “موسكو التي تؤدي إليها طُرق العالم”، وانتقل لإسم آخر على الانترنت بالذات. لكن وكما هو معلوم، أن يَستمع المرء بوساطة الانترنت الى صوت “سبوتنيك” طوال ساعات وساعات بثه الطويل – بسبب الشغف بموسكو وروسيا – مُكلف مالياً للغاية.. ويحتاج الى ميزانية مالية خاصة – فالإشتراك في الانترنت في عدد من الدول العربية مرتفع، وهذا وضع يُحتم على المرء اختصار وقت الاستماع الى “سبوتنيك” الى الأقل المُمكن، فيكون دقائق وليس عدة ساعات.. ناهيك عن التقطّع والتوقّف الذي يُصيب البث من خلال الانترنت..
يُولي الشاعر الاردني الكبير حيدر محمود، في تصريحاته لوكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا، نقلتها عنها صحيفة “الرأي” الاردنية اليومية (بتاريخ الأربعاء 2013-02-13)، أهمية كبرى للتأثير الإذاعي الأثيري على المستمعين، ويرى اعتبار الاذاعة أثيرية بمعناها العلمي المطلق (جزء من الروح )، بحيث تتجاوز المكان والزمان ، فمهما بلغت الاختراعات من اهمية سواء أكانت بالصورة أو الكتابة الالكترونية، أو المطبوعات الورقية وغيرها، تبقى الكلمة المسموعة الاكثر تأثيرأ .
وبمناسبة الاحتفال بيوم الاذاعة العالمي، ينصح الشاعر حيدر محمود العاملين بالاذاعات بأن لا يحزنوا إذا انصرف الناس قليلاً عن الاستماع، وتحولوا الى المشاهدة أو القراءة المباشرة للصحف المطبوعة أو الالكترونية , لأن مجال الاستماع أثناء المشاهدة أو القراءة مُتاح دائماً، وسيظل خالداً الى الأبد .
وليس ختاماً في هذا الملف المهم، نتساءل بملء الفم: لماذا جَرى تفكيك لِ “صوت موسكو”؟.. إنه تساؤل برسمِ الإجابة عليه من ألسنة الأصدقاء الروس أنفسهم.. ونطرحه كذلك على القيادة السياسية الروسية الصديقة التي بيدها مُفتاح الاستعادة الإعلامية لعملية البث الاذاعي وتفعيله، من خلال الأثير، وللتآخي اليومي الإعلامي والنفسي والتصاهري بيننا، نحن عالم العرب وأنتم عالم الروس – الصقالبة..

ـ المراجع:-
1/ موقع سبوتنيك الروسي؛ 2/ موقع صوت روسيا (بالعربي – قديم و مُجمَّد)؛ 3/ فضائية روسيا اليوم؛ 4/ موقع روسيا فور أراب؛ 5/ موقع عرب روسيا؛ 6/ روسيا ما وراء العناوين؛ 7/ وكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا.

*عضو ناشط في مجموعة الإعلاميين والصحفيين والكتّاب والأُدباء والشعراء العرب أصدقاء ومُحبي روسيا بوتين..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.