موقع متخصص بالشؤون الصينية

“الصينية”.. لغة العباقرة.. فتعلمها!

1

  iad-tweimi-chinese

موقع الصين بعيون عربية ـ
إياد محمد حسن التويمي*:
أن تدرس اللغة الصينية يَعني ان تكون عبقرياً على مِثال عبقرية الصينيين. وبدراسة اللغة الصينية لسنوات كما أفعل أنا، يُدرك غير الصيني إدراكاً كبيراً وعميقاً، هذا إن تعمّق وتفرّس بمعاني وأشكال تلك اللغة، أن الصينيين فطاحل وعباقرة لأسباب وجيهة، لعل السبب الرئيس في تلك التميّزات أنهم يتقنون أصعب وأعقد لغة تتقنها ألسنة وعقول شعوب الأرض.. لغة تحتاج الى فكر وتفكير ودماغ قادرة على الاحتفاظ في خزائن الذاكرة بألوف من الأحرف الصينية كصور، ترسخ في العقل، ولا تغيب ابداً في السبيل الطويل لحياة الانسان الصيني.
وبالتالي ولذلك نستنتج أن الصينيين هم أكثر عدداً بين المخترعين والمكتشفين والعاملين والكادحين و.. هم كذلك أكثرية الحَالمين بكرة أرضية واسعة مزدهرة بعلومها واختراعاتها، تماماً كما هي اللغة الصينية نفسها، واسعة ومُتّسعة بمفرداتها وصورها، وِسع الفضاء والأرض الخلاء.iad-tweimi-shahada1
في اللغة الصينية ألوف الأحرف ويمكن تسميتها أيضاً بصورٍ، وبرغم ذلك على المرء الصيني أن يُدركها، وأن يَعرف الألوف منها، وأن يَحفظها عن ظهر قلب، ويَكتبها ويَرسمها بدقة متناهية وبلا أخطاء، وأن يفرّق بين مفردة وأخرى، برغم تشابُهِهَا كما يُخيّل لِمَن لا يَعرف الصينية.
تتضارب الآراء حِيال اللغة الصينية.. تختلف وتتعاكس وتتناقض وقد تكون مفترقة لا تتلاقى. وبرغم كل ذلك، يَرى بعض البعض من فريق غير قليل العدد، أن اللغة الصينية لا يجب ان تكون لغة مُعقّدة بالنسبة لنا نحن العرب، لأن لغتنا العربية هي “أيضاً” لغة صعبة كما يقولون، و”ليست أقل صعوبة” من اللغة الصينية.. فالصينية ليست صعبة للصينيين الحاملين لها والمتكلّمين بها..، وترى مجموعات ثالثة ورابعة أن الصينية هي عند التدقيق فيها، لغة تشبه الهيروغليفية، فهي صوتية وليست مصوّرة، مع أنها كما يرى أخرون عبارة عن رموز.
هناك أكثر من نظام للغة الصينية، ولكن وبحسب المراكز الثقافية الصينية – كما تقول مراجع وأفكار مُتوافرة في الشبكة المعلوماتية الدولية – فإن في قواميس اللغة الصينية الكبيرة (47,035) مقطعاً، لكن كي تصبح قارئاً جيداً للغة، فإنك تحتاج لمعرفة وحفظ (5000-7000) مقطع “فقط”، وباقي المقاطع قليلة الاستعمال. بالإضافة الى ضرورة معرفتك لـ3000 مقطع كي تقرأ جريدة، وفي حال لم تكن تعرف أكثر من2000 مقطع فإنك أمّي.iad-tweimi-shahada2
قبل أيام تسلمت شهادة النجاح باللغة الصينية للمستوى الثالث، بعد دراسة طويلة للغة الصينية التي لا أرى فيها صعوبة أو تعقيداتٍ، بل متعة ورغبة بأن اصبح حاملاً لعلوم صينية كبيرة وكثيرة ونافعة كالصينيين العباقرة. وقد حصلت على علامات متقدمة في الامتحان الرسمي الذي أجراه لي أساتذة صينيون أجلاّء، ابتعثهم معهد كونفوشيوس المركزي من بكين للاردن لتدريس الصينية للاردنيين كباراً وصغاراً.
وهولاء الأساتذة يبلون بلاءً حسناً في تدريس اللغة، وليس هذا فحسب، بل أنهم يروّجون بطلعتهم وإنسانيتهم وإخلاصهم لعملهم، للمستوى العلومي والتعليمي والثقافي المتقدّم للاساتذة الصينيين، والانسان الصيني، وهم يحملون لنا هذه اللغة على طبق جميل وبهيج، لا نشعر فيه بصعوبة في التعلّم بل رغبة بمعرفة المزيد لغوياً وثقافياً وحضارياً، إذ أن نمط تعليم اللغة لديهم هو من نمط جديد، وفي إطار مبتكرات جاذبة، تحبّب الطلبة بهم وببلادهم وترسخ فكرة إنسانية المواطن الصيني والصين وبرامج رئيسها الصديق شي جين بينغ الذي نتابع أنشطته، ومبادراته ومشاريعه الثقافية والحضارية والحضرنية لرفعة الانسان كل إنسان، بغض النظر عن دينه ومعتقده، لون بشرته ولسانه، توجهاته وقوميته وجنسه ووضعه الطبقي والاجتماعي.
*مسؤول الاستقطاب الطلابي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين وناشط في منتديات قرّاء “مجلة الصين اليوم”؛ ومجلة “مرافئ الصداقة” للقسم العربي للاذاعة الصينيةCRI؛ ومنتدى الفضائية الصينية – العربيةCCTV.

تعليق 1
  1. عبداللطيف سيد محمد عبد الودود يقول

    سلام عليكم
    ألف مبروك بمناسبة نجاحك وحصولك علي شهادة في للغة الصينية
    وبهذا ستكتسف حضارة وعلوم …….
    وألف مبروك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.