موقع متخصص بالشؤون الصينية

أتبدأ اليابان والأمريكان حرباً بالوكالة على الصين؟!

0

marwan-soudah-china-japan1

موقع الصين بعيون عربية ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:

في الأخبار المتلاحقة، وهي مُقلقة للغاية وخطيرة، أن اليابان باتت تنتهج سياسةً باطنية لتهيئة دول في أسيا، الشرقية لتشن حروباً ونزاعاتٍ مسلحة مع الصين!

وتسترسل الأخبار، أن “الحكومة اليابانية تعتزم إبرام اتفاقية من شأنها أن تسمح بتصدير المعدات الدفاعية إلى إندونيسيا وماليزيا، وذلك في وقت تعكف فيه الصين على زيادة أنشطتها العسكرية في بحر جنوب الصين”، بينما إذاع راديو طوكيو “أن إندونيسيا أبدت اهتمامها بطائرة بحث وإنقاذ برمائية تابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية”.

وجاء في خبر لوكالة الأنباء الاردنية الرسمية بترا بالحرف: “تأمل الحكومة اليابانية في توطيد التعاون الأمني مع الدول المُطلّة على بحر جنوب الصين، سعياً لمراقبة تحركات الصين ومواصلة الضغط عليها”. وزاد الخبر: “وتتنازع الفلبين مع الصين على خلفية “”مزاعم”” سيادة على مناطق في بحر جنوب الصين، وسوف تكون أول دولة عضو في رابطة آسيان توقّع إتفاقاً دفاعياً مع اليابان”! واستطردت الوكالة: “وكانت اليابان والفلبين قد قررتا بالفعل إبرام اتفاقية لتعزيز نقل المعدات الدفاعية والتعاون التقني.
وبرغم علاقات الاردن الطيّبة بالصين على كل صعيد، إلا أن الخبر “يَغمز على الصين”، لناحية ما يَصفه بـِ”مزاعم” للسيادة على مناطق في بحر جنوب الصين، في حين أن مختلف الأدلة تؤكد أن هذه المناطق تابعة جغرافياً وطبوغرافياً وتاريخياً للبر الصيني الواسع.

ما يجري في شرقي آسيا ليس سوى دق طبول الحرب القارية، من خلال دول أصغر بكثير مساحةً من أمريكا والصين، لكن تلك الدول تستطيع ان تندفع في مغامرة عسكرية بضغط أمريكي، يبدو أنه بات يتقمّص “خطة تاناكا” التاريخية لإحتلال أسيا، وصولاً لربط إحتلالي لشرقيها الأجنبي بغربيها العربي!

لماذا الآن فقط بدأت اليابان بمغازلة القوى الأُخرى تسليحياً؟، عِلماً بأن إتفاقيات ما بعد الحرب العالمية الثانية، التي انكسرت بموجبها اليابان واستسلمت لأمريكا، لا تؤهّل طوكيو لا شنّ الحروب والنزاعات، ولا تجييش الآخرين للقيام بها، فهل ما نشهده اليوم هو تدخّل أمريكي عميق في الشؤون الداخلية لأسيا الشرقية، من خلال اليابان وأموالها، لإضعاف عدة دول بضربة واحدة ثم إحتواءها (على النمط الكيسينجري)، حتى يُتاح للإمبرطورية فيما بعد، العودة على بسط سيطرتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية على مناطق أوسع في أسيا؟!

جمهورية الصين الشعبية دولة قوية عسكرياً وإقتصادياً، وهي لا تسعى الى الحرب، فهذا ليس في قاموسها ولا في مصالحها وسياساتها، وتحالف الصين مع روسيا يُشكّل سداً مَنيعاً وموثوقاً للدولتين، ولكل أسيا، لوقف التغوّل على هذه القارة القديمة من أي طرف كان.

واهمٌ وموتور كل مَن يعتقد بأن تجييش دولة ما أو دول ما، يَستطيع ان يخُيف الصين، أو أن يَلجم سعيها لبسط سيادتها الوطنية على كل أراضيها والإحتكام للقانون الدولي في هذا الملف، سيّما حين تسعى امريكا سوياً مع اليابان ذات التطلعات الامبرطورية لمُعَارضةِ الحقائق التاريخية سعياً لمنع التطوّر القانوني لتسوية الملف، من خلال توريط طوكيو في خرق عميق له، ما يتبعه نشر الفوضى المطلوبة أمريكياً في العلاقات الدولية، وفي منطقة أسيا الجغرافية برمتها، فجعل شرقيها مسرحاً لمعارك مشؤومة، ومشابهاً لواقع غربيّيها المُؤلم حيث “يتطاحن الكل مع الكل”.
• رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.