موقع متخصص بالشؤون الصينية

الخَوف مـِــــــن الآخــــــــر.. المَجــــال الإعلامي مِثالاً

1

ahmad-kaysi-media

موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي*:

بَرزت في السنوات الأخيرة مُمَارسات غريبة، مُستغربة وبعيدة عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وهي كذلك لا تمت بصِلة لأوساط مجتمع الإعلاميين والكتّاب والأدباء, ولا ترتبط بأخلاق الأمة وأخلاق الكتّاب والأدباء، الكتابة والأدب، وجميع المجالات الآخرى، سيّما الدينية والسياسية والثقافية والفكرية.
وحينما نعود إلى الأسباب الرئيسة لهذه الممارسات المَرضيّة التي تعمل للنيل من الآخر بأشكال شتى، نجدها تكمن وللأسف الشديد في ما يُسمّى بالخوف من الآخر.. أي خشية شخصٌ من شخص آخر قد يَستطيع الاستحواذ على مكانه؛ أو الصراع على منصب دنيوي معيّن له علاقة بمكانة ومنصب في دولة ما أو حزب ما أو غيره. وإذا إعتبرنا ممارساتهم من حسن النيّة، فنتيجتها تنافسٌ وصراع غير شريف، الهدف منه إظهار مَن هو “أفضل” من الآخر في المجال الذي يَكتب عنه، حتى يَبقى هو “الأفضل” من غيره، وفي الصراع يتم توظيف كل السُبل الشيطانية مِن جانب زميل بحق زميل آخر.
لذلك، يَنتج عن هذا الصراع والتنافس الغير الشريف بعض الأكاذيب، الإدّعاءات والشكوك، التشكيك والظنون إتجاه الآخر, وتبدأ هذه الممارسات السلبية بين هؤلاء الكتّاب والأدباء والإعلاميين في إطار حملات لإثارة المشاعر على بعضهم البعض, وبالتالي تبرز نوايا مُبطّنة هنا وهناك، لدسِّ بعض المقالات وبعض “الأسطر”، وأحاديث وكلام مُريب ومَشبوه، يتطاول به البعض على مقامات عالية في الكتابة والأدب والسياسة والثقافة والدين, وهي مقامات معروفة بتعفّفها وحُسن أخلاقها ونواياها والعمل بكل جهدها ليلاً ونهاراً حتى يتم ربط العلاقات والمعرفة والمحبة والتعاون بين الشعوب والأوطان والقادة, دون مقابل وبلا مَكسب مِن أحد.
ويّلزم هنا التنويه الى ان العاملين بهذا المجال الشريف يَعكسون في سياق عملهم وطنيتهم وأمميتهم وأخلاقهم الدينية والسياسية والإجتماعية والثقافية والتوعوية الأرقى، إذ يؤكد ذلك تصميمهم على نشرها بين الأمم, وهذا لعمري واجبهم إتجاه دينهم وأمتهم العربية والإسلامية، فقد نشأوا على ذلك السبيل وفي إطار دعوات الأنبياء والمرسلين وأفاضل القوم.
وتلك القامات لا تحمّل أحداً مِنّة ولا فَضل، لأنها تحاكي ضميرها الإنساني الحُر فيما تقول وفيما تكتب وتنشر, وهي كذلك قامات تعمل على تواصل شعوب الأمتين العربية والاسلامية مع الأمم الأخرى، التي تتحلى بنفس القِيم والأخلاق والمبادئ، وتعمل على نفس الخط والمِنوال الإنساني، لمد جسور التواصل واللُحْمة مع أمتينا العربية والإسلامية.
البعض يكذّب ويدّعي ويُشكّك ويَقلَب الحقائق رأساً على عَقب، حتى لا تبقى صورة ناصعة عن بعضٍ لدى بعض، ولغايات أخرى في أنفسهم المريضة والمشوّهة. فيسرّبون الأوهام بين السطور لأسماء قامات عالية معروفة على مستوى داخلي وخارجي من خلال كتاباتها التي يَشهد لها القاصي والداني، وغاياتهم في ذلك كله مُخططات وأوهام للسيطرة على كل ما يَخص الأمة العربية والإسلامية وعلاقاتها مع الدول الصديقة والحليفة.
قبل عدة سنوات تأسس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين. وقد أحرز الاتحاد فور تأسيسه التاريخي نجاحات كُبرى في العالم العربي لم يَسبق لها مثيل في كامل النقلات والمراحل في الصِّلات والعلاقات العربية – الصينية منذ تأسيس الدولة الصينية الشعبية.
كما انسحب عمل “الاتحاد الدولي” – وهو عمل تحالفي جاد – على علاقاته النافعة مع مختلف المؤسسات الصينية التي اعترفت به وشرعت على أعلى المستويات الحزبية والقيادية والإعلامية بالتعامل معه، وإقامة الجُسور وإيّاه.
يَنص النظام الداخلي للاتحاد الدولي على أنه هيئة تطوعية، تعمل بشرفٍ وروحية ثقافية – إجتماعية – تطوعية على تطبيق إستراتيجية العلاقات التحالفية مع الصين. ورئيس الإتحاد ورؤساء الفرع الاتحادية والأعضاء في الدول العربية لا يتلقون أية مبالغ مالية ولا رواتب شهرية لا من الصين ولا من غيرها، ولا يَصلهم أية تحويلات مالية من أي مسؤولين إعلاميين صينيين، ولا من وسائل الإعلام المَقروء والمَكتوب والمَرئي المَبثوث صينياً باللغة العربية، وهي ممارسة تنظيمية وفكرية وثقافية جديدة بطبيعتها وبما تكتنفه من إستراتيجيات للحوز الثقافي على الأفضل من الأعضاء، والأكثر نكراناً للذات منهم.
كما يتم بوساطة الأعضاء توزيع عام ومتواصل وهادف لمجلات صينية تُنشر بالعربية منها: “مجلة الصين اليوم”؛ و “مجلة مرافئ الصداقة” التي يُصدرها القسم العربي العّامر بضياء الضاد وإشعاع مديرته النابهة الاستاذة تساى جينغ لي (سميرة)، والكادر النبيه والصديق في إذاعة الصين الدوليةCRI، وبرغم أن أعمال توزيع المجلات مُكلف مادياً ومعنوياً ووقتاً وجهداً، إلا أن الأعضاء الاتحاديين العامرة قلوبهم بصداقة الصين ومحبتها، يَحملون كل تلك الجهود والاعمال باسِمين ومبتسمين كـ”جِمال مَحامِل” قوية العزيمة والسواعد، وصَلدة الأكتاف، لكونهم يَعتبرونها أنشطة تحالفية وإستراتيجية مع الصين.
لذا، فإن الأعضاء الاتحاديين يَبذلون راضين لقاء تنفيذ هذه الأنشطة ما يَسعهم من جيوبهم وعقولهم، ومن مُخصّصات عائلاتهم وأبنائهم، ويقتطعون ذلك من ميزانياتهم الآنية والمُستقبلية، لأجل تفعيل الصداقة الحق مع الصين، وهو لعمري قمّة العطاء، وسؤدد العمل ورفعته، تأكيداً لتقارب الشعوب وانسجامها في بوتقة الإنسانية.
فيا لها من روحية جديدة ومُضيئة وعاملة على تعميق مَضمون العمل المدني والاجتماعي والدولي الهادف والأكثر شرفاً وإشراقاً، ما يَعكس إدراكية عميقة لدى الاعضاء الاتحاديين بالفكرة التي يؤمنون بها، وضرورتها ولزومها في الراهن من الأيام والسنوات العصيبة التي يَعيشها العالم العربي حالياً.
ومِن هنا، فإن الأغلبية من أصحاب القلم والمُبدعين قد عرضوا عن هذه الأعمال، وأداروا ظهورهم لها، وابتعدوا فراسِخ عديدة عنها، لأن كثيرين منهم اعتادوا تلقي المكافئات المرتبطة بإنحناءات حادة، خاصة من دول وجهات ما غربية وعربية.
البعض يَعتقد أن الاعضاء الاتحاديين أغنياء ومرفّهون صينياً واجتماعياً، لكن العكس هو الصحيح. فالمعاناة اليومية تدفع بهم لتبنّي مواقف شريفة وتاريخية وعملية، على قاعدة العطاء لا الأخذ، فيكونون بذلك أصدقاء حقيقيين لأُمتهم وللصين في آن واحد، وحُلفاء للقضايا الانسانية وشعوب العالم. والكلمة المكتوبة التي ينشرها الأعضاء مسرورين، يقومون بإنجازها على حسابهم الشخصي حصراً.
بينما يتم توزيع المجلات الصينية على بعض المؤسسات والهيئات الإنسانية والتعليمية والأكاديمية وغيرها، من جانب رئيس الإتحاد الدولي، ومسؤول المطبوعات والنشر الأخ محمد التويمي ومعهما كاتب هذه السطور – الكاتب والباحث أحمد إبراهيم أبو السباع القيسي، وغيرهم كثيرون.
وقد علمناً بأن الأقلاّء عدداً مِن أصدقاء الصين هم مَن يَسيرون في إتجاه تحصيل مكافئات مالية. فهؤلاء يتلقونها كما قيل وهو ليس بالأمر السّري، مقابل خدمات نشر اللغة الصينية، وقد يَعتقد هؤلاء “المُتلقين” بأن الآخرين يَعملون كما هم يَعملون، ويَسلكون كما هم يَسلكون!
وقد أكد رئيس الإتحاد الدولي في عدة مقالات ومناسبات، ومِن على منبر “موقع الصين بعيون عربية”، وفي لقاءات دولية له, بأن الإتحاد وأعضاء الاتحاد ينجزون تجربة نادرة وفريدة من نوعها في العالم، فهم يعملون على توزيع المطبوعات الصينية الصادرة باللغة العربية كنشاطات تطوعية وثقافية لازمة، دون أن يتلقّوا أي فلس أو أية تسهيلات صينية أو من طرف أية مؤسسات أخرى. فالمهمة التي يقومون بها هي مهمة تطوعية نبيلة وشريفة وحضارية وذات أبعاد مستقبلية للتواصل الثقافي والمَعرفي والحضاري والإجتماعي والاستراتيجي بين الأمة العربية والإسلامية وبين الأمة الصينية.
والغريب هنا، أن مقالات ومواضيع رئيس الإتحاد الدولي وهو خبير بالشأن الصيني منذ عشرات السنوات، ومقالات بعض الأعضاء الاتحاديين النشطاء، لا تنشر سوى نادراً في تلك المجلات, برغم تواصل نشرها في موقعنا الاتحادي “الصين بعيون عربية”.
بينما البعض الآخر من كتّابنا يَناله وللأسف تجريح شخصي، ويتعرض لألفاظ لا تمت للرقي الحضاري والعلو الثقافي بصِلة، وهو ما يُعتبر إستهانة من جانب البعض بالعمل التطوعي والاستراتيجي مع الصين، ورغبة من جانبهم بوأد دعوات وأنشطة وأعمال التحالف مع الصين، ووضع حدٍ لها، وتعطيل أبدي لأنشطة أصحابها.
“الإتحاد الدولي” قياداتٍ وكوادر يتمتعون بنظرة ثاقبة وبصيرة تعمل على تعبيد الطريق لمستقبل أخوّة وصداقة وثيقتين بين الشعوب والأمم، وهم يقفون في وجه مُثيري الفتن بين الأمة العربية والإسلامية وبين الأمة الصينية, لأن علاقاتهم مع الصين مُكرّسة بالكامل لصالح أجيالنا العربية والصينية القادمة، ولتعزيز مكانتها ومشتركاتها ونفعِها ومصالحها الندية.. فليَحذوا حذو “الاتحاد الدولي” وليتّبعوا طُرُقِه في نشر المشاعر الإنسانية الحقيقية والمَحبّة الحق، والأخوّة والصداقة الشريفتين، والتعاون الفاعل والأنفع والأفعل بين الأمم جميعاً.
قال تعالى في كتابه العزيز: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان), لذلك يجب على كل الكتّاب والإعلاميين والأدباء في كل مكان، أن يعملوا بقلب واحد ورجل واحد مُمتلئين بالإنسانية والمحبّة والصدق والإخلاص التي تربينا عليها وتعلّمنا الإخلاص لها، وفي كل المجالات الفكرية والسياسية والدينية والثقافية والحضارية التي يجتمعون من حولها, لا أن يتحاربوا أو يتهاتروا لإشعال نار الفتن، وحينها فقط سيَنظر الآخرون لأصحاب القلم والفكر نظرة جُلّها التقدير والاحترام، وسيَلتفت إليهم الأصدقاء والحُلفاء، وسيكونون وسيبقون بمواقفهم وذواتهم قدوةً للآخرين.
* عضو ناشط بالاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين وباحــــــــث وكاتــــــب أردنـــــــــــــــي

تعليق 1
  1. مروان سوداح يقول

    مقالة مهمة جدا.. شكرا صديقنا أحمد القيسي الكاتب الكبير والعملاق في فضاءات الكتابة والفكر والصداقة بين الشعوب..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.