موقع متخصص بالشؤون الصينية

اللغة الروسية في الاردن.. جِسر للتفاهمِ والتناغم فالتصاهر

0

marwan-soudah-russian-language2

وقع الصين بعيون عربية ـ
مروان سوداح*:

كان نجاح الحفل الكبير لـ(اليوم الثقافي الروسي) على خشبة مسرح الجامعة الاردنية، قبل أيام قليلة، مؤشراً على الانتشار الكبير للغة الروسية في الاردن؛ وجماهيريتها؛ وتطوّر العلاقات الثقافية بين الاردن وروسيا على مِثال “الاردنية” ومع رئاستها، والنشاط الكبير الذي تحرص على ديمومته وإفاداته شُعبة اللغة الروسية بالجامعة؛ ومعرفة الشبيبة الاردنية بروسيا، وإحاطتها بالفلكلور والفنون الروسية؛ وتمثّل صورة “الروسية” في عقول الطلبة ببهاءٍ، وترسيخها في نجيعهم.

وفي مَعاني الحفل الذي حاز على إعجاب الحضور، نجاح التواصل الطلابي الاردني المُتّسع مع روسيا؛ وإتمام جَسر العلاقات الثقافية والسيكولوجية، والروابط السيوسيولوجية ما بين الاردن وروسيا، ما يؤكد أن ذلك كله غدا أمراً يَسيراً ويومياً وبدعم رسمي واجتماعي من البلدين ومؤسساتهما الرسمية والشعبية، ونلمس ذلك بخاصة عندما يتم عرض هذه الفنون وهذا الفلكلور، وتلك الثقافة الروسية على خشبة مسرح الجامعة، التي توصف بأنها “ُأم الجامعات” المحلية، وبحِراكات شرع بتأديتها طالباتها وطلابها، كانت غاية في التنوّع والروعة والجاذبية، فكانت أفضل المَشاهد.

ومن اللوحات الفنية التي عُرضت في الحفل، فقرات أدبية وغنائية بالإضافة الى مجموعة من الأغاني قدمتها سيدات فرقة “كالينكا” الروسية التابعة للمركز الثقافي الروسي بعمّان، وقصائد شعرية مترجمة من اللغة الروسية للعربية، فضلاً عن رقصات روسية، وعروض للأزياء الشعبية والفلكلور الروسيين، الذي يُمثّل قوميات وإثنيات عديدة في روسيا، وتم عرض “فيديوهات” تعرض لروسيا ومطبخها، بحلوياته وأطعمته ومَيّزاته.

الحفل كان من تنظيم وترتيب كلية اللغات الأجنبية في الجامعة الأردنية، وبالتعاون مع المركز الثقافي الروسي في عمّان، وبحضور نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور موسى اللوزي، ومدير المركز الثقافي الروسي الدكتور فاديم زايتشيكوف.

في الحفل استمعنا الى كلمات الدكتور موسى اللوزي، الذي أشاد خلالها بالثقافة الروسية وأهميتها ومحوريتها في عالم اليوم، وباللغة الروسية التي قال بأنها رئيسية وتُعدُ من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وخاصة أنها توحّد كل القوميات التي تعيش على أرض الفيديرالية الروسية. وأكد من جديد، أن هذا الحفل أنما يُتيح الفرصة لطلبة الجامعة الإطلاع على تراث وثقافة وحضارة الروسيا، وأبرز ما يُميّزها من عادات وتقاليد.

كان الحفل حدثاً مناسباً للمتحدثين من المسؤولين للإسهاب في استعراض العلاقات الثقافية والعلمية والتعليمية بين روسيا وبين الاردن. فعميد كلية اللغات الاجنبية الدكتور عدنان الصمادي، بيّن أمام العدد الكبير من الحضور، “عن اعتزاز الجامعة بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع البلدين، فكانت شُعبة اللغة الروسية إحدى ثمارها؛ لتكون منارة لنشر الثقافة والفكر الروسيين في الأردن والعالم العربي، وِفقاً لما يتمتع به الاردن من موقع مميز في قلب العالم، يضمن له أن يزود سوق العمل في الدول العربية بخريجين يتقنون اللغتين العربية والروسية بالاضافة للإنجليزية، ويسهمون بمد جسور التواصل بين تلك البلدان الشقيقة”.

بينما تطرّق رئيس قسم اللغات الآسيوية الدكتور أحمد العفيف، الى إن “تخصص اللغة الروسية يُدرّس في الجامعة منذ ثمان سنوات، والكلية تمكّنت من تخريج طلبة يتقنون اللغة الروسية ومؤهلين للانخراط مباشرة في سوق العمل، مشيراً إلى أن عدد الطلبة الذين يدرسون هذه اللغة حتى الفصل الجاري وصل 160 طالباً وطالبة”.

وكانت كلمة الدكتور فاديم زايتشكوف – مُمَثِّل المؤسسة الثقافية لروسيا في الاردن، التي هي الوكالة الفيديرالية الروسية للتعاون الدولي، مهمة عندما كشف عن أن “الأردنية” هي أول جامعة في “الشرق الأوسط” تستحدث برنامج البكالوريوس في اللغة الروسية، وأول جامعة تم افتتاح المركز الروسي فيها، مُنوّها الى أن اللغة الروسية تُعدُ إحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، وهي الأكثر انتشاراً من الناحية الجغرافية في روسيا، فضلاً عن أنها أكبر اللغات الأم في أوروبا، ويتحدث بها ما يقارب 300 مليون نسمة حول العالم.

وبرغم ان روسيا دولة كبيرة المساحة وكثيرة السكان بأضعاف مساحة الاردن، وبأضعاف عديد سكانه، إلا أن العلاقات الثنائية بين الجانبين، الاردني والروسي، بقيت المِثال الذي يُحتذى، واستمرت تحافظ على زخم تطورها الصاعد منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين العاصمتين عمّان وموسكو بتاريخ21 أغسطس/آب من عام1963، وواصلت بثبات تفعيلاتها في الحقول التي بُدِئ العمل فيها منذ سنوات طويلة، وتلك التي طرقها الطرفان منذ عهود قريبة وأخرى متوسطة، ومنها التعليمية كاللغة الروسية، وتدريس الاردنيين في تخصصات علمية وأدبية غاية في التنوع، في المئات من الجامعات الروسية، ما أفضى بالتالي الى تنظيم هذا الحفل، وإكتساب الثقافة الروسية جماهيرية في الاردن، الى جانب شعبية اللغة الروسية وثقافة روسيا وشعبها بالذات، الذي تصاهر مع شعب الاردن، فتقاربت الثقافتان الاردنية والروسية، وعادات الاردنيين والروسيين، وتقاطعت وتناغمت وتفاهمت. وللحديث بقية..

*كاتب متخصص بالشأن الروسي، ورئيس مجموعة الصحفيين والإعلاميين والأُدباء العرب أصدقاء ومحبي روسيا في الاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.