موقع متخصص بالشؤون الصينية

مؤتمر “بوآو”: عالمية الصين ومنطلق مشاريعها الكونية..

0

marwan-yelena-conference-boao

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
ـ الأكاديمي مروان سوداح – رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين، ورئيس منتدى قرّاء “مجلة مرافئ الصداقة” ومنتدى مُستمعي القسم العربي للإذاعة الصين الدولية في الاردن.

ـ  يلينا نيدوغينا – رئيسة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين ورئيسة تحرير الملحق الروسي سابقاً في الاردن.

 

ـ تنشر المادة في “موقع الصين بعيون عربية” بالإتفاق والتنسيق والتفاهم  مع القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI في بيجين.

 

التآم مؤتمر بوآو الآسيوي لعام 2016 في مقاطعة هاينان جنوبي الصين، لعدة أيام، يؤكد من جديد على: أن الصين غدت محطة هي الأنسب ليس للمؤتمرات العالمية فقط، بل ولغيرها من الفعاليات المتخصصة أيضاً على شاكلة (مؤتمر بوآو)، حيث تتفاعل فيه الحوارات ووجهات نظر القادة، من حكوميين ونخب بارزة، في حقول كثيرة منها، الصناعة والأعمال ووسائل الإعلام والصحافة في قارة آسيا والقارات الاخرى.

وتشير جماهيرية وعالمية المؤتمر الى إتّساع عناوينه بشكل مذهل، بحيث لا يمكن الإحاطة بها كلها، كما ان عدد المشاركين فيه كبير جداً، وبلغ نحو2000 مندوب، وأكثر من300 متحدث من ذوي الاختصاص، منهم مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى، واقتصاديون، واكاديميون وأصحاب إعمال مرموقين.

والجدير بالذكر، أن أسم المنتدى مُستمد من مدينة “بوآو” الصغيرة بمساحتها والكبيرة بواقعها العالمي والثقافي، وهي تقع في مقاطعة هاينان، التي عُقد المؤتمر فيها، والتي كانت المقر الدائم للمؤتمر السنوي منذ عام 2002.

العنوان الرئيس للمؤتمر: “مستقبل آسيا الجديد..

حيوية جديدة ورؤية جديدة”.. عنوان عريض يؤكد التالي:

1/ اهتمام الصين بقارة آسيا التي تنتمي إليها، من الوجوه كافة، كما لم يكن الاهتمام بها من قبل من جانب أية دولة اخرى، سيّما وان الكثير من دول آسيا، إما أنها كانت تعتدي على الصين، وعلى بعضها البعض، أو تتحالف مع قوى خارجية طامعة بالقارة والصين، وتسلك للآن سلوكاً إحلالياً فيها، لكن الصين تعالت على كل ذلك، وترغب في تواؤم دول وشعوب القارة، بغض النظر عن تاريخ البعض الغير السوي سياسياً فيها.

 

2/ قارة آسيا هي قارة الحضارة الانسانية والثقافات البشرية، والحضارة الصينية هي واحدة من أعظم وأهم هذه الحضارات الآسيوية وأكثرها إتّساعاً ووعاءً جامعاً وإنسانياً.. فهي التي أهدت العالم وثقافاته الكثير في كل المجالات؛ كما ان آسيا تحتضن أكبر عدد من الدول الناشئة في العالم، ونجحت في الحفاظ على قوة الدفع لتحقيق النمو – حيث استطاعت – بحسب المرجع الدولتي الصيني – : “الدول الاسيوية النامية وحدها تسجيل معدل نمو وصل الى6.5 في المئة في عام 2015، أي انها ساهمت بنحو44 في المئة في النمو العالمي الاجمالي.

 

وما انعقاد المؤتمر في آسيا سوى بيان بأن القيادة السياسية الصينية تولي أهمية خاصة للثقافة الآسيوية وإتصّالها وتناغمها مع الثقافات الأخرى في العالم. لذا، كانت المشاركة في المؤتمر متنوعة وذات ألوان قومية ودينية وسياسية وعلمية متعددة.

 

3/ الإقتصاد: آسيا هي الأكثر كثافة بشرية وسكانية، وألأكثر إنتاجاً سلعياً خاصة تلك السلع المُنطلقة من أرض الصين. وآسيا بالتالي قارة تكتسب قوة ومعنى جوهري لتطوير العالم ونفسها بوتائر متسارعة، حال العمل الجماعي لدول وشعوب آسيا بهذا الأمر، سيّما عند تلاقيها المُبدع مع المبادرة الصينية التي أُعلن عنها قبل “3” سنوات الرئيس شي جين بينغ، وهي مبادرة “الحزام الطريق”، الذي سيلف أسيا والعالم بمزيد من مستويات النمو الاقتصادي الصاعدة، لأجل مساعدة الشعوب في التغلّب على الفاقة والفقر والمشكلات الاقتصادية والانسانية والاجتماعية الخ، أضف الى ذلك، هدف إعادة الهيكلة الاقتصادية في آسيا بما يتلاءم مع الواقع، ووضع الاسس الكفيلة بكيفية تطوير مصادر نمو جديدة للاقتصاد العالمي، في سياق (التغييرات الجوهرية) التي يمر بها، وتغيّر مراكز القوى العالمية/ وتراجع قوى كبرى عن مكانتها الاولى/ والنمو المتعاظم لوضع الصين – القائد الاول في آسيا حالياً، والقائد الاقتصادي الول في العالم أيضاً..

4/ قيام اقتصادات آسيوية: في جوهر مؤتمر “بوآو” قيام الاقتصادات الأسيوية، تبعاً لأهمية القارة وموقع الصين فيها. وهذا البند هو أساسي ورئيسي للصين، ذلك ان القيادة الصينية تدرك ان وجود أسيا مزدهرة يَعني نجاحاً متزايداً للصين اقتصادياً وسياسياً، والعكس صحيح، سيّما في خضم التدخلات الخارجية في شؤون أسيا ومحاولة وضع العقبات بوجه الصين من جانب دول ما، خارجية. وقيام الاقتصادات الاسيوية هو بند جديد يعني الاهتمام الصيني بكل مواطن أسيوي، بغض النظر مَن هو، وما هو فكره وتوجهاته..

ويؤكد ذلك قراءتنا في أهداف المؤتمر: ان  نمو الاقتصاد الآسيوي ما زال يسجل مستويات عالية على مستوى العالم، ولكن يبقى كيفية الحفاظ على هذا الزخم، ودفع التنمية التي هي المُمَثِّلة الأكبر للتحدي في المنطقة بأسرها.. ففي هذه الكلمات تـُختصر أهداف ومناقشات المؤتمر، ووضع وصورة الخريطة الجيوسياسية لعالم اليوم وأسيا التي تحتاج كلها إلى شحذ متصل لهمم الناس وحماسهم لتنفيذ متطلبات المؤتمر لصالحهم.

 

كما نقرأ تصريحات لرئيس مجلس الدولة الصيني، لى كه تشيانغ، تؤكد ذلك، وهي أن الصين ستواصل خطّتها لتحقيق نمو يتراوح بين المتوسط والسريع مع تركيز الاهتمام بشكل أكبر على تحسين نوعية وفاعلية هذا النمو.

 

5/ هناك رأي واسع ومتّسع يومياً، يَشي بأن بنك الاستثمار الآسيوي الذي مقره الصين، سيلعب دوراً رئيساً وأفعل في كل النقالات الاقتصادية والاجتماعية الآسيوية التي يُقرّها مؤتمر “بوآو”، وغيره من الفعاليات الآسيوية – الدولية والاقتراحات الصينية، سيّما ان عدد أعضاء البنك الآن يبلغ 57 عضواً – دولة،  وهناك أكثر من “30” دولة في قائمة الانتظار للانضمام، ما يؤكد ان جوهر المشاريع الصينية يكتسب صورٍ أُممية وعالمية ويتحلى بها، وتنتظر غالبية شعوب العالم المشاركة فيها وتفعيلها، وهو بحد ذاته نجاح كبير للصين لم يَسبق له مثيل في تاريخ البشرية والدول الاستثمارية والعلاقات الاقتصادية العالمية القائمة بين الدول ذات الانظمة السياسية والاقتصادية المختلفة، التي تجمعها الصين الآن بذكاء وحنكة القيادة السياسية الصينية في بوتقة واحدة، ضمن عمل جماعي مشترك لصالحها جميعاً، وبرغبة من تلك الدول وتسارعها للمشاركة وحجز مكانها في الحِراك الصيني الأعظم.. وهو لعمري نجاح صيني باهر ومتميز في رسم صورة مشرقة لعالم الغد الذي ننتظره!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.