موقع متخصص بالشؤون الصينية

الاجتماع الوَزاري وفَلسفة الكَسب المُشترك وَاللاتغوّل

0

marwan-yelena-china-arabs

 

موقع الصين بعيون عربية ـ

الأكاديمي مروان سوداح *

الكاتبة يلينا نيدوغينا*:

 

إنعقاد الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني – العربي في دولة عربية – قطر، يُعدُ إستمرارية محمودة لعملية التواصل التاريخي العريق العربي – الصيني العام والشامل، رغبة بالوصول إلى الانسجام في العملية الاقتصادية الكونية الأوسع فالثقافية والحضرنية، ونحو التكاملية الصينية – العربية والصينية – الآسيوية، من خلال “مشروع الحزام والطريق” الجديد، الهادف إلى إحياء سبيل التواصل الإنساني القديم الذي انطلق من الصين نحو العالمين العربي والإفرنجي في مسارات متعددة وغاية في التشعّب.

ويأتي الافتتاح بمناسبة الذكرى الستين لانطلاق العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين العربي والصيني العام الحالي، ونظرة لِما تحقّق في التعاملات والتبادلات الثقافية والمادية بين العالمين العربي والصيني، يتأكد الباحث والملاحظ والقارئ، من وجود نتائج إيجابية وملموسة جيدة جداً، إرتكازاً على العملية الدهرية التكاملية التي أرست جذورها عير التاريخ في العقل الجمعي العربي والصيني.

وفي الذكرى الستين للعلاقات الثنائية الصينية – العربية، نلحظ توسّعاً رحباً في التفاهم العربي – الصيني، يتمحور حول الكسب المشترك، الثقة المتبادلة والمصالح الثنائية والجماعية لمختلف الأطراف ذات العلاقة. ومن المهم الإشارة هنا، الى ان التبادلية العربية – الصينية على قدم المساواة، كانت هي بالذات الأساس الموثوق الذي مهّد لإزدهار العلاقات وارتقائها وتعززيها بلا وجل ولا خوف من مظاهر ما وأفكار وطبائع فكرية وفلسفية ما، كانت وللأسف سبباً غير وجيه وغير مُبرَّر في تأخير قيام العلاقات الدبلوماسية والانسانية والثقافية بين الصينيين وعدد من العرب لعشرات السنين، وقد ثبت عقم تلك التخوّفات، وبأن وراءها أنظمة خارجية واستعمارية متربولية تهتم بتوتير الصِّلات العربية – الصينية، وتضخيم التباينات بين الجانبين العربي – الصيني الى حد الخلافات والاحتقانات والمواجهات. لكن الصين قيادةً ودولةً وشعباً تتمتع برحابة صدر، وبُعد بصيرة جعلتها عابرة لكل تلك العوائق المُصطنعة، ومُنتصرة عليها بجبلةِ قيادتها وخِصال شعبها العريق الذي يتطلع دوماً نحو الشرق الذي يُشكِّل بالنسبة إليه عُمق حضاري ومَعين ثقافي لا مَندوحة عن التحالف معه والتناغم والانسجام وإيّاه.

وفي نجاحات العلاقات الصينية – العربية وجود الصين على مسافة واحدة من مختلف الانظمة السياسية العربية، وفي الخلافات العربية – العربية، مع تمسّكها بسياستها وإستراتيجيتها في كل الحقول، والتزامها برأيها القائل، أن على العرب ان يتفقوا ويتوحّدوا حماية لمصالحهم الجمعية في مواجهة العملية العالمية الجارية لتهميشهم وتفتيتهم وشرذمتهم، ودمجهم بعملية الارهاب الدولي لغير صالحهم ولغير مصالحهم.

الصين تدعم المواقف الوطنية العربية، وبضمنها الدولة الفلسطينية الحرة والمستقلة وعملية التفاوض بين فلسطين وبين الدولة الاحتلالية لفلسطين، إلا وهي “اسرائيل”، ورفض إقامة المستوطنات، ورفض سحل شعب فلسطين، وهي تشجب الارهاب المُمارس على المسالمين والعُزّل في فلسطين، وهو موقف يَتفق عليه غالبية العرب الذين يعتبرون ان قضية فلسطين هي مفتاح السلم في العام أجمع، وفي حلّها حلاً ناجعاً للقضايا الدولية التي أولها الاستعمار وتغوّل دول قوية على دول صغيرة وشعوب ضعيفة.

 

في الحقيقة التاريخية، كانت دول عربية كثيرة الاولى بدعم قضية دولة صينية واحدة وشعب صيني واحد، ورفض تقسيم الامة الصينية العريقة الى دولتين وامّتين، ومن الواجب تقوية وتمتين هذا التوجّه العربي في الظروف الراهنة أيضاً وفي الاجتماع الوزاري، سيّما لتغوّل جهات دولية معروفة على جزيرة تايوان لجعلها دولة مُجَابِهة للصين، وحربة متقدمة للتدخل في شؤونها الداخلية، ومنطلقاً سياسيا ًوعسكرياً للأجنبي على الصين، ومحاولة للانطلاق من فرموزةن ودول أسيوية اخرى، لعرقلة التنمية الصينية والمشاريع الكونية الصينية للحزام والطريق التي تـتجاوب مع أماني الامم ورغبات الشعوب والدول الثالثية التوّاقة الى الازدهار الاقتصادي والسوسيولوجي والانفراج السيكولوجي وتحقيق إزاحات طبقية لشعوبها.

 

ومن الواجب والواقع العربي – الصيني الحالي، رفض أية أمزجة تهدف لعرقلة التعاون العربي – الصيني من خلال إرسال رسائل سياسية للصين، تحاول فرض أجندات سياسية واقتصادية عليها لصالح دول عربية ما، وتصب في صالح دول أجنبية كبرى مهتمة بوقف التنمية العربية من خلال بث تخوّفات من تغوّل دول أقليمية ودول كبرى عليها، ولأجل إحتكارها العملية الاقتصادية والفكرية والصناعية والتبادلية معها هي فقط دون دول عربية اخرى.

لكن الصين الكبرى لا ترى تقوقعاً في دول ما، بل انتشاراً مُفيداً ومُنـتجاً في جميع الدول، وفي كل تلك الدول بلا انحياز لدولة ما، ولا تعرف ولا تريد أن تعرف تخندقاً في خندق دول ما، في ظل فلسفتها للكسب المشترك، المتعارضة مع فلسفة المتربولية الواحدية ذات الكسب الأُحادي الجانب في كل مجال وعلى كل حقل.

*رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.

*رئيسة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حًلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.