موقع متخصص بالشؤون الصينية

بحر الصين الجنوبي: أصالة الانتماء ومحاولات الاقتطاع

0

bahaa-mane3-china-south-sea

موقع الصين بعيون عربية ـ
إعداد: بهاء مانع*:

يقع بحر الصين الجنوبي في الجنوب من البر الصيني وهو منطقة بحرية مهمة تربط المحيطين الهادي والهندي وتنتشر في بحر الصين الجنوبي من شماله الى جنوبه جزر نانشا وشيشا ودونغشا وتشونغشا وهي تسمى مجتمعا (بحر الصين الجنوبي ).

ويجزم بأن تلك الجزر هي جزء من الاراضي الصينية منذ القدم والصين بكونها أقدم دولة من الدول ألمطلة على البحر تعد أول من قام بأكتشاف هذه الجزر وتسميتها وتطويرها وفرض السيطرة الفعالة عليها فقبل اكثر من الفي سنة بدأ الشعب الصيني أكتشاف وتطوير بحر الصين الجنوبي ووجد جزره من خلال الانشطة المعيشية طويلة المدى، وقبل اكثر من ألف سنة أدرجت الحكومة الصينية هذه الجزر في إطار إدارتها .

وخلال الحرب العالمية الثانية احتل المستعمرون اليابانيون مجموعة من الجزر في بحر الصين الجنوبي أثناء إحتلال الصين وقد إعتبرت من الاراضي المسروقة من الصين وهذا مامنصوص عليه في الوثائق الدولية مثل إعلان القاهرة وبوتسدام وفي السجلات الملاحية التي اصدرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر للبحرية البريطانية “ان الصينيين هم الوحيدون الذين كانوا يمارسون الانشطة التطويرية والتجارية على جزر بحر الصين الجنوبي”.

في عام 1947 أعادت الحكومة الصينية تسمية مجموعة الجزر في بحر الصين الجنوبي بعد إجراء مسح جغرافي وفي عام 1948 تم رسم خط منقط على الخرائط الرسمية للتأكيد على حقوق الصين السيادية والاخرى المتعلقة بها في تلك المنطقة ومنذ أول اكتوبر عام 1949 اتخذت اجراءات للحفاظ على الحقوق التاريخية وحمايتها.

وبحسب الوثائق الرسمية سواء معاهدات تحديد الاراضي الفلبينية بما فيها “معاهدة باريس الاسبانية الامريكية عام 1898 “و”معاهدة واشنطن الاسبانية الامريكية عام 1900 “و”المعاهدة البريطانية الامريكية عام 1930 “او الدستور الفلبيني ما قبل عام 1997 تؤكد بأن الاراضي الفلبينية لا تضم جزر نانشا او هوانغيان اللذان يقعان في بحر الصين.

في صفحات التاريخ المتاحة، ان الصيادين الصينيين مارسوا الصيد لمدة 7 قرون في محيط جزر نانشا في بحر الصين الجنوبي، بسبب ان مياه تلك الجزر غنية بالاسماك والموارد الطبيعية الاخرى.

وفي عهد أسرتي “مينغ 1368 _1644 “و تشينغ 1644 _1912 ” اعتاد الصيادين الصينيين من جزيرة هانيان الصيد بانتظام في المياه المحيطة بجزر نانشا، وعاشوا في تلك الجزر ودفنوا أمواتهم فيها، وكان لدى الصيادون الخبرة الكبيرة في الملاحة وعلمها نتيجة لذلك .

لقد اعترف المجتمع الدولي منذ زمن طويل بسيادة الصين على الجزر الواقعة في بحر الصين الجنوبي في الكثير من المطبوعات الاجنبية فقد سجلت هذه الوثائق والكتب التاريخية انشطة الصيادين الصينيين على تلك الجزر ومنذ العصور القديمة نوجزها بما يلي:

1.دليل بحر الصين الذي نشرته الادارة الهيدروجغرافية لبريطانيا العظمى عام 1868؛

2.دليل بحر الصين الذي نشرته الادارة البريطانية عام 1912؛

3.مجلة لوموند كولونيال الفرنسية المصورة عام 1933؛

4.الرحالة الياباني اوكورا انوسوك عن رحلته الاستكشافية لجزيرة بيزي عام 1918 في كتاب الجزر العاصفة؛

5.كشف مسح لجزر الجنوب المنشور في اليابان.

كل ما سبق يؤكد إن للصين السيادة الكاملة على جزر بحر الصين الجنوبي، ولكن الاطراف المعادية للصين تحاول وبأصرار ان تحول دون ذلك من خلال تحريضها للدول المجاورة للصين مثل الفلبين لجعل المنطقة غير مستقرة وتسودها حالة من التوتر وعدم الاستقرار من اجل الاستحواذ على مقدرات الشعوب، ولأن لجزر نانشا اهمية اقتصادية مهمة، فهي غنية بثروتها الطبيعية كمصايد الاسماك. ووفقا للمسوحات الاولية، تحتوي تلك الجزرعلى النفط والغاز الطبيعي مما جعلها مطمعاً للعديد من الدول ومحلاً للنزاع بينهم من اجل الاستحواذ على تلك الثروات .

وفي ردهم على المشككين بشرعية سيادة الصين على جزر بحر الصين الجنوبي قال المتحدث بأسم الخارجية الصينية هونغ لي “ان الصين تمارس حقها بموجب المادة رقم 298 الخاصة بمعاهدة الامم المتحدة حول قانون البحار في عام 2006 حيث إن لب النزاع الصيني – الفلبيني حول بحر الصين الجنوبي هو الاحتلال غير القانوني لجزر نانشا من قبل الفلبين وان باب الحوار دائما مفتوح ولم يغلق حسب ادعاءات الفلبين.

وبيّن سفير الصين لدى بريطانيا ليو شياو مينغ قائلا “ان قضية بحر الصين الجنوبي يجري تضخيمها من قبل اشخاص في بريطانيا والولايات المتحدة يتهمون فيها الصين بالتسبب في التوتر بالمنطقة وينادون بمبدأ حرية الملاحة والطيران ولكن في الواقع يمارسون التحامل والتحيز والذي لا يؤدي سوى الى مزيد من التوتر، وان مايقولونه عن الموقف الصيني المتشدد ازاء القضية محض افتراء، علماً إن الصين اول دولة تكتشف جزر نانشا والنتوءات الصخرية وتقوم بتسميتها، واول دولة قامت على إدارتها وان اكثر من 100ألف سفينة تعبر المياه سنويا دون معوقات، وان الصين أصدرت بيانا واضحا وفقا لاتفاقية ألامم المتحدة لقانون البحار في عام 2006 لاستبعاد التحكيم الالزامي في النزاعات السيادية والترسيم البحري وان اكثر من 30 دولة بما فيها بريطانيا اصدرت بيانات مماثلة “.

لم تكف الولايات المتحدة عن التدخل في شؤون الصين الداخلية وتهويلها لما تقوم به الصين من انشطة دفاعية في اراضيها، وتشويهها للحقائق وارسالها لقطعها البحرية وطائراتها العسكرية بالقرب من حدود الصين وخصوصا منطقة بحر الصين الجنوبي، حيث اتهم المتحدث بأسم وزارة الدفاع الصينية الولايات المتحدة بأنها لا تكف ابدا عن استعراض قواها العسكرية في منطقة بحر الصين الجنوبي بإرسال طائراتها وسفنها الحربية واكد ان الصين ملتزمة بسياستها العسكرية ذات الطبيعة الدفاعية وان التغييرات التي تقوم بها تهدف لتعزيز الاصلاحات العسكرية والحفاظ على سيادتها وامنها ووحدة اراضيها وضمان عملية تنميتها السلمية.

* صحفي وكاتب في جمهورية العراق وناشط في قِوام الإتـّحادُ  الإلكتروني الـْدّوُليُّ  لِلْـصَّحَفِيّينِ  والإعْـلاَمِيِّينِ  وَالْكُتَّابِ  الْـعَرَب  أصْدِقَـاءُ  الـصِّينِ

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.