موقع متخصص بالشؤون الصينية

ما الذي يتطلع إليه العرب من الصين الشعبية

0

fouad-rajeh-china-arabs

موقع الصين بعيون عربية ـ
فؤاد راجح*:

– في ظل تآكل المنطقة وتفاقم المشاكل وتمدد الفوضى والصراعات إلى أكثر من بلد عربي، يتطلع العرب إلى دور أوسع “ربما أفضل لجمهورية الصين الشعبية في الشرق الأوسط.
– صحيح أن الصين ليست جزءا من مشاريع الفوضى والصراع في المنطقة الملتهبة، فهي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول ولا تستقوي عسكريا، وهو ما يعطيها حضوراً خاصاً في أذهان كل شعوب المنطقة، إلا أن كثيراً من العرب يعتقدون أن دور الصين يجب ألا يقتصر على ذلك فقط.
– يرى الكثير أن الصين أصبحت قوة بإمكانها أن تحدث الفرق هنا أو هناك في ظل هيمنة الغرب وانهماكه في مخططات الفوضى وزعزعة إستقرار بلدان الشرق الأوسط وربما غير الإقليم أيضا! ومثلما لا يختلف إثنان على أن الغرب هو “الصديق العدو للعرب”، بل وربما لمعظم دول المنطقة وليس العرب فقط، لا يختلف إثنان على أن الصين “قوة مغايرة لقوى الهيمنة والعبث والإستقواء”!
– إن توجه الصين السلمي هو ما يؤهلها لتكون العامل الأهم في تحقيق السلام العالمي والمساهمة في تحقيق رفاهية الشعوب. ولا يشك العرب في أن الصين تمتلك العقلية المناسبة في الوقت الذي تستمر في بناء القدرات المطلوبة للعب الدور الأمثل في المنطقة خصوصا والعالم بشكل عام في ظل تنامي إحترام وقبول الجميع لها وتزايد الحاجة لحضورها يوما بعد يوم.
ومهما يكن، لعل أهم ما يتطلع له العرب هو أن تقدم الصين نفسها كقوة ترفض العقيدة الثابتة للغرب والتي ترتكز على نشر الفوضى وإذكاء الصراع للإبقاء على هيمنته، على أساس أن العالم أصبح مجتمعا واحدا وما يحدث في أي إقليم يعني الصين ويفرض عليها إبداء موقف يتضمن الإعتراض المُجْدِي، على الأقل.
أيضاً، يتطلع المواطن العربي إلى مزيد من الإنفتاح الصيني الكلي على المجتمعات العربية وتقديم مزيدا من الدعم لها، إذ يرى البعض أن على الصين أن تنافس سخاء الغرب والذي غالبا ما يأتي “لحاجة في نفس يعقوب”. في هذا الخصوص أيضا، يرى البعض ألا يقتصر تعاون الصين على الجهات الرسمية بل لابد أن يشمل انفتاحا وتعاونا مع منظمات المجتمع المدني.
بالنسبة للخبراء، فهم يرون أن المنظومة الدولية بحاجة إلى إصلاح وأن دول كالصين وروسيا وغيرهما تستطيع أن تلعب دورا يساعد في تحديث المنظومة الدولية بما يتوافق مع واقع الأزمات و يضمن إيجاد حلول مباشرة لها بدلا من مواصلة الدوران في حلقة مفرغة حول المشاكل الدولية خصوصا المزمنة.

*مراسل وكالة أنباء الصين الرسمية شينخوا في صنعاء، وعضو ناشط ومساعد يحمل رتبة مراقب إعلامي وتنظيمي لرئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.