موقع متخصص بالشؤون الصينية

بحر الصين الجنوبي والحملات الأمريكية

1

SouthSeaChina

موقع الصين بعيون عربية – علي مهدي محمود ريا*:
تتعرض الصين لحملات مختلفة المستويات، بهدف إحباط انطلاقتها الكبرى نحو الريادة في العالم.
ولا شك أن إثارة موضوع جزر بحر الصين الجنوبي من قبل الفلبين مدعومة ـ من الولايات المتحدة الأمريكية ـ تأتي في سياق هذه الحملات.
لقد تعاملت الحكومة الصينية مع موضوع سيادتها على هذا البحر بمنتهى الدبلوماسية، حيث أعلنت مراراً وتكراراً استعدادها للتفاوض والتحاور في سبيل إيجاد حلول لجميع الإشكالات العالقة، وذلك لتحسين علاقاتها بجيرانها ومن بينهم الفلبين، وقد قامت بالعديد من المبادرات في هذا السياق كمبادرة “إعلان مدونة سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبي” والتي وقعت عليها الصين ودول آسيان في العام 2002، وحدد الإعلان بشكل واضح مبدأ “الحل السلمي لنزاعات الأراضي الإقليمية وحقوق إدارتها عبر المشاورات والمفاوضات الودية المباشرة بين الدول المعنية”. وعلى الرغم من ذلك، لا زالت الفليبين ـ وعبر لجوئها في كانون الثاني/  يناير عام 2013 إلى المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي ـ  مصرة على تدويل القضية، واستغلال هذه  المحكمة للحصول على حكم يؤيد احتلالها غير القانوني لعدد من جزر الصينية.

وللتعريف ببحر الصين الجنوبي فهو بحر هامشي متفرع من المحيط الهادئ، تقارب مساحته الـ 3500000 كيلومتراً مربعاً. ولطالما كانت الصين ومنذ آلاف السنين هي الدولة المسيطرة على الجزر الواقعة ضمن هذا البحر. إلا أنه وبعد إكتشاف مخزونات ضخمة جداً من الغاز والنفط، بدأت العديد من الدول المحيطة بهذا البحر بالمطالبة بحقوق مزعومة في السيطرة عليه. ومن هذه الدول الفلبين، والتي على الرغم أنها لم تقم بالتفاوض مباشرة مع الصين، إلا أنها قامت بالتوجه مباشرة إلى المحكمة الدائمة للتحكيم، والتي لا تملك أي اختصاص قانوني في القضية المشار إليها، إستناداً إلى الاستثناءات الصينية للنزاعات الخاصة بترسيم الحدود البحرية والحقوق التاريخية والأنشطة العسكرية من رفع الدعاوى الإجبارية المتوافقة مع المادة 298 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وبذلك يتضح أن الهدف الفليبين الأساسي من هذه الدعوة غير القانونية، هو انكار سيادة الصين فى بحر الصين الجنوبي والسعي لدعم احتلالها غير القانوني لأجزاء من جزر نانشا الصينية.
كما أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لها يأتي في إطار إزعاج الصين ومحاولة تضييق الخناق عليها من خلال إستغلال هذا الخلاف والخلافات المشابهة من أجل التدخل بين الصين وجيرانها، ومن أجل كسب المزيد من الحلفاء في مواجهة الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة تهديداً لمصالحها الاستراتيجية، وإيجاد حجة تستغلها في نشر قواتها العسكرية في المناطق القريبة من الحدود الصينية تحت غطاء دعم حلفائها وتدريبهم. وما المناورات التي حصلت في الفترة الأخيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والفلبين والمناورات بينها وبين اليابان إلا جزءاً من هذه المحاولة.

بناءً على كل ما تقدم، تعارض الصين بشدة قضية التحكيم، ولن تشارك فى عملية التحكيم ولن تقبل نتيجتها. وستظل الصين ملتزمة بحل النزاعات بشكل سلمي من خلال المفاوضات والمشاورات.

  • رئيس تحرير موقع الصين بعيون عربية
  • نائب رئيس الفرع اللبناني للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين‎
تعليق 1
  1. مروان سوداح يقول

    مقالة ذات إفادة متميزة وتركّز على جهد الصين الدبلوماسي لحل النزاعات دون حروب و مواجهات حامية، وهو مقدمة لعالم جديدة يَحتكم للمنطق في العلاقات الدولية والتعاون والإفادات الجماعية والكسب المشترك ولحماية هِبة الحياة المقدّسة للجميع.. كل عام والجميع بخير في رمضان الكريم ولنعمل سويا من اجل عالمٍ بلا حروب..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.