موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين الشريك الأفضل للقارة السمراء

0

uyhgyh

بعد حوالي ثلاثة عقود ونصف على مرور القادة الأفارقة على الصين مرور الكرام، من الواضح أن العلاقات بين الصين وإفريقيا ابتعدت قليلاً عن قاعات الاحتفالات الكبرى في بكين، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للقارة السمراء، التي تخطت الشريك الأمثل وهو الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدر تجارتها البينية السنوية في إفريقيا بـ200 مليار دولار، وقفز الاستثمار الصيني في القارة تقريباً أربعة أضعاف منذ عام 2008، إلى أكثر من 260 مليار سنويا.

وبحسب موقع ساوز شاينا مورنينج بوست، فإن القوى الاستعمارية القديمة مثل المملكة المتحدة لا تزال تفخر بأن لديها مخزون أكبر على المدى الطويل للاستثمار الأجنبي في القارة السمراء، لكن سرعان تآكل ذلك المخزون أمام المارد الصيني.

العلاقات الاقتصادية بين الصين وإفريقيا أصبحت كبيرة وسريعة النمو لدرجة خلقت العديد من الأساطير، أولها أن الشركات الصينية كانت تسعى لمصلحة بلدها في بناء علاقات اقتصادية وثيقة مع إفريقيا بقوة منذ أربعة عقود، وظهر ذلك واضحا في رسومات ماوتسي تونج في كثير من الأحيان عندما كان يصور في لوحات السيراميك وهو يؤدي التحية لإفريقيا وشعوب العالم، من الرجال والنساء من كل الأعراق الذين يتجمعون حوله رافعين ماو وكتابه الأحمر الصغير.

والأسطورة الثانية، أن المسؤول الصيني في إفريقيا الذي يقود الشركات المملوكة للدولة يمسك ذيل معطف القادة الصينيين، وقد يكون هذا صحيحا قبل ثلاثة عقود، لكنه ليس صحيحا اليوم، حيث ركزت الصين مؤخراً على المشاريع البارزة في القارة السمراء كالنفط والغاز، والمعادن، أما مشاريع البنية التحتية الكبيرة كالسكك الحديدية، بالطبع تقودها الشركات المملوكة للدولة، مع دعم مالي قوي من حكومة بكين.

وتضاعفت استثمارات الصين في إفريقيا، حيث آمنت الأولى أن انتشارها داخل القارة السمراء سيأتي بالعمل طويل الأجل من خلال تشغيل المطاعم وإدارة الفنادق والتجارة والاستيراد والتصدير حتى يتعين لها الاحتكاك مع الناس، ليكون هو الهدف الأهم بالنسبة للصين أكثر من التعامل مع الحكومات، ويظهر ذلك واضحا في دولة كمصر التي أصبح الصينيون من خلالها يخترقون منطقة الشرق الأوسط والأسواق الإفريقية.

أما الأسطورة الثالثة، أن الصين لديها هاجس بأن الاستثمار ينمو بسرعة في إفريقيا والقارة مليئة بالفرص ومنجم الذهب الذي لا ينضب، ما جعل الصين تركز بكل ثقلها على إفريقيا على حساب العالم.

والحقيقة، أن التجارة والاستثمار في إفريقيا يمكن أن ينمو بسرعة، لكنها لا تزال صغيرة بالنسبة للصورة الأكبر للعلاقات الاقتصادية بين الصين وأجزاء أخرى من العالم، لذا يبدو أن سمعة الصين للمشاركة في إفريقيا تلوح بصورة أكبر من الواقع؛ بمعنى أن الصحافة العالمية توضح أن اهتمام الصين بالقارة نوع من أنواع الاستعمار الجديد، لدرجة أنهم يصورون بأن الصين تعمل على أن تكون إفريقيا أرضها البديلة وقارتها الثانية، لكن مشاركة الصين في إفريقيا مختلفة عن باقي الدول العظمى.

وبحسب اقتصاديين، فإن الصين تتعاون مع الديمقراطيات وكذلك تتعامل مع الأنظمة الاستبدادية، وميزانية مساعداتها ضئيلة، وترسل عددا قليلا من قوات حفظ السلام، لذا مشاركتها لحفظ مصالحها فقط وليس نوعاً من أنواع الاستعمار، فالصين تحتاج المعادن، كما تحتاج للنفط والغاز، لذلك تستثمر في مجال النفط والغاز، ومهما كانت نوع السياسة للنظم الإفريقية سواء كانت ديمقراطية أو استبدادية هي لا تتدخل في ذلك؛ لأنها لا تلعب لعبة الدول العظمى، كما كانت القوى الاستعمارية الأوروبية الطامحة تفعل في القرنين الـ18 والـ19، ومازالت تفعل حتى اليوم بزعم حماية الشعوب من الاستبداد ونشر الديمقراطية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.