موقع متخصص بالشؤون الصينية

الأهداف الخفية وراء نشر نظام ثاد في كوريا الجنوبية‎

0

THAAD

موقع الصين بعيون عربية ـ
علي مهدي محمود ريا:
حاولت واشنطن وسول تخفيف وقع إعلانهما، يوم الجمعة 8 تموز/يوليو 2016، اتفاقا على نشر منظومة دفاعية مضادة لصواريخ تعد من الأكثر تطورا في العالم، صممت لاعتراض وتدمير الصواريخ المعادية من خلال التأكيد على أن هذه المنظومة تهدف لحماية كوريا الجنوبية من ما يسمى التهديد النووي لجارتها الشمالية.

لكن هذه المنظومة تفوق الحاجات الدفاعية لكوريا الجنوبية كثيراً، حسبما يرى العديد من الباحثين والمحللين، الذين يعبرون عن اعتقادهم بأن هدفها الأساسي كسر التوازن الإقليمي في منطقة شرق آسيا، من خلال مراقبة الولايات المتحدة الأمريكية لكامل منطقة شرق الصين وجزء من روسيا.‎

في هذا الإطار يقول وزير الخارجية الصيني وانغ يي : “نحن نؤمن بأن نشر منظومة ثاد هو أكثر بكثير من إحتياجات شبه الجزيرة”.

من جهته يؤكد البروفيسور في جامعة الدفاع الوطني في الصين لي داغوانغ أن منظومة ثاد يمكنها أن تغطي منطقة شمال شرق آسيا بالكامل.

ويضيف أن إصرار كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الإمريكية على نشر منظومة الثاد يعرض أمن المنطقة ودولها بما فيها كوريا الجنوبية للخطر.

كذلك يقول جيونغ سي- هيون، الذي سبق وأن شغل منصب وزير التوحيد في كوريا الجنوبية لمدة عامين ونصف اعتبارا من عام 2002، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا، إنه “لوحظ عدم وجود مراعاة دبلوماسية في السياسة (الخارجية) لجمهورية كوريا”.‎

وذكر جيونغ أن الحكومة لم تفكر قط في المكاسب والخسائر الدبلوماسية الناتجة عن قرار النشر الذي أعرب عن اعتقاده بأنه سيضع كوريا الجنوبية في وضع صعب جدا فيما يتعلق بممارسة الدبلوماسية ونزع السلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية في ظل معارضة الصين وروسيا بشدة لنشر ثاد في كوريا الجنوبية.

إن رادار منظومة ثاد من طراز AN/TPY-2 يبلغ مداه ما بين 600 و 800 كلم، ويمكن زيادة هذا المدى إلى حوالي 2000 كيلومتر ليتمكن من تغطية جزء كبير من شرق آسيا، كما يمكنه رصد الصواريخ التي تنطلق من أغلب مناطق شرق الصين قبل وصولها للغلاف الجوي. ويشكل هذا النظام تهديداً لمقاتلات جيش التحرير الشعبي الصيني الشبحية.‎

وأعلن الجيش الكوري الجنوبي أن العاصمة سول والمنطقة المجاورة لها ستكونان محميّتين من قبل صواريخ باتريوت الاعتراضية الأمريكية القادرة على إسقاط صواريخ على ارتفاع يتراوح بين 15 و30 كلم. وقد تم تصميم منظومة ثاد لتعترض الصواريخ على ارتفاع يتراوح بين 40 و 150 كلم فيما تحلق صواريخ كوريا الديمقراطية على ارتفاع منخفض يتراوح بين 20 و 30 كلم.

وستتولى القوات الأمريكية في كوريا عملية تشغيل بطارية ثاد التي سيتم نشرها على أراضي كوريا الجنوبية، وهو ما يعني عمل الولايات المتحدة على الحفاظ عسكريا على “وضعها المسيطر وهيمنتها” في شرق آسيا.

إذاً، فإن إتخاذ كوريا الجنوبية ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية للتهديد النووي الكوري الشمالي كغطاء لنشر هذه المنظومة في منطقة شرق آسيا ما هو إلا حجة واهية في سبيل السيطرة على المجال الجوي في هذه المنطقة،  لإبقاء القدرات العسكرية والصناعية الصينية تحت المراقبة ومنع الصين من النمو.‎‎

  • رئيس تحرير موقع الصين بعيون عربية
  • نائب رئيس الفرع اللبناني للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين‎
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.