موقع متخصص بالشؤون الصينية

(شي) وتحويل العالم إقتصادياً مع الأصدقاء والحُلفاء

0

alaa-sagheh-china-g20

موقع الصين بعيون عربية ـ
علاء ساغه*:
كان افتتاح قمة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية الشهيرة، حَدثاً عالمياً مميزاً، فقد عَرضت الأُبّهة والعَظَمة التي رافقت فعالية الافتتاح للصين العظيمة، التي تشتهر بحضارة تضرب جذورها في أعماق التاريخ، وأكدت عودة البلاد الصينية لتكون موئلاً للمؤتمرات العالمية التي تقرّر مصير البشرية، عوضاً عن مواقع وأماكن أخرى تقليدية، دأبت على استضافة مثل هذه القمم واحتوائها لصالح جهات وطغم محددة.
وخلال الافتتاح كان واضحاً عُمق التحالف الصيني – الروسي وصلابته، إذ عَرض له الطرفان الصديقان بجلاء خلال فعالية التقاط الصور في الحفل الافتتاحي، حين وقف الرئيس الصيني المُضيف شي جين بينغ وسط الحضور و “على يَساره” مباشرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أما “على يمينه” فوقف الرئيس الأمريكي، وقفة بروتوكولية طبعاً، لكن هذا يُشير الى ان اقتصادات البلدان الثلاثة هي الاهم في العالم، لأنها هي التي تقرّر بصيغة جماعية مصير العالم. ولعمري، فإن الاقتصادين الروسي والصيني صارا  قادرين على تقرير مصير الارض بعد تقدّمهما في سلمّ اولويات الاقتصادات العلمية النافذة والأكثر إتسّاعاً وإندماجاً وتوحّداً في عملية الانسجام الاقتصادي الجديد الذي نشهده جميعاً.
الصين كعادتها شرعت منذ كلمة الرئيس شي جين بينغ على تحويل عالمي للمنتدى الاقتصادي للدول العشرين الى فعالية جماعية للتقارب الدولي، وللانغماس الكامل في تبادل المعارف والآليات الواقعية لحلحلة الوضع المتأزم في العالم، إذ دعا الرئيس الصيني الى ضرورة تغيير مجموعة العشرين الكبرى وتحويلها من منتدى للنقاش وإلى آلية عمل حقيقية، بهدف أن تتوافق المجموعة مع “الواقع الجديد”، وبأنه يجب البحث عن طريق للسير قدماً إلى الأمام.
اقتراحات ودعوة الرئيس شي مهمة للغاية وصريحة، ولم يكن ليتقدم بها الرئيس أمام العالم وللعالَم حال عدم قدرة مِنكبي بلاده على تحمّل هذا العبئ الكبير، لكن الاعلان عنها ينوّه صينياً الى قدرات الصين لخوض مُعترك تحويل العالم، وهي دعوة غير مسبوقة سلمياً، فالدعوات السابقة للتحويل الدولي كانت بمجملها عنفية وقسرية ورداً ثورياً على الاوضاع التي لم تكن تناسب مجموع الثائرين عليها.
تريد الصين وزعيمها “المُعزِّز” لمكانة بلاده ان يكون العالم مُنفتحاً منفتحاً على بعضه بعضاً، ويُستشف من كلمته رغبته في بناء اقتصاد عالمي منفتح في صالح مجموع الناس بالذات، وللتخلي عن فرض تدابير حماية جمركية جديدة في مجال التجارة، ويُشدّد الرئيس كذلك على ضرورة مواصلة تبسيط وتحرير التجارة والاستثمار تسهيلاً للمتطلبات المتنامية للأمم والتطورات الصناعية والتكنولوجية، وزيادة عدد السكان على صعيد العالم، مايُلزم بتحرير الاقتصاد من العقبات الكثيرة التي تقنن أعماله واستثماراته، فهذه التعقيدات تقود الى أعمال لا يُحمد عقباها على صعيد عالمي، في  سياسات الدول والاوساط الجماهيرية على حد سواء، وفي صروح منتديات الأعمال وحِراكاتها.
آراء الرئيس شي إنّما تهدف الى فتح الأسواق على بَعضهما بعضاً، تمهيداً لتطبيع عَملانية إستراتيجية “الحِزام والطريق” العالمي، الذي بدأ مَسيره في وسط آسيا ونحو غربها، وفي سيبيريا الشرقية والوسطى، ونتطلع ليكون ضيفاً علينا في الاردن في الشهور المقبلة..
*علاء ساغه: عضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين وحِراكي في منتديات أصدقاء وسائل الإعلام الصينية التابعة للاتحاد الدولي، ومُلاحظ الاتحاد الدولي للشؤون الدولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.