موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: مبادرة ” الحزام والطريق” تعيد ترميم آثار العيوب الثلاث في التنمية العالمية

0

wang-yi-chi

صحيفة الشعب الصينية ـ
بقلم/ وانغ يي تشي، باحث في معهد تشونغ يانغ للدراسات المالية في جامعة الشعب الصينية:

عقد في مدينة شيآن شمال غربي الصين الندوة الدولية حول مبادرة “الحزام والطريق” يوم 26 سبتمبر الجاري، وقال اونونايجو مدير مركز الدراسات الصينية في نيجيريا في الكلمة التي القاها خلال الندوة:” “الحزام والطريق” أصبح معلما للتنمية البشرية المتنوعة، لذلك سيحدث هزة كبيرة في العالم.” كما اقتبس محتويات كتاب صاحب المقال ” مبادرة ” الحزام والطريق” : ماذا يقدم صعود الصين للعالم”، وقال إن ” الحزام والطريق ” تجاوز الاستعمار والامبريالية والهيمنة في العصر الحديث ، وخلق نموذجا جديدا للتعاون الدولي.

تتماشى مبادرة ” الحزام والطريق ” مع متطلبات عصر السلام والتنمية في العالم، وتماشيا مع التطلعات المشتركة للتنمية العالمية ، ويصالح دفع التنمية والسلام في العالم. وبات الصديق في نيجيريا يشعر بذلك باستمرار. وتنجز مبادرة ” الحزام والطريق ” ثلاث اهداف: حيث يغيرالتحام وترابط الحكمة والإعلام والأنشطة مظهر العالم تدريجيا.

دخلت مبادرة “الحزام والطريق ” بعد ثلاث سنوات من طرحها مرحلة التجذر والتطوير الدائم. وقدم ليو وي رئيس جامعة الشعب الصينية في كلمة افتتاح القاها خلال الندوة شرحا حول تقرير نتائج مبادرة ” الحزام والطريق” الذي قدمه معهد تشونغ يانغ لمجلس الشعب بمناسبة مرور ثلاث سنوات على طرح المبادرة، ونال اهتماما واسع النطاق. ويشير التقرير الى أن مبادرة ” الحزام والطريق” انتقلت من مرحلة التشكيل الى مرحلة فرز الانجازات، حيث انضم نحو ربع دول العالم الى مبادرة ” الحزام والطريق”، وباتت المشاريع المختلفة ومناطق التنمية الاقتصادية واتفاقيات التجارة الحرة مثل النار في الهشيم.

لماذا حققت مبادرة ” الحزام والطريق” خلال السنوات الثلاث الماضية انجازات أكثر مما كان متوقعا؟ يعود السبب الى أنها تعيد ترميم آثار العيوب التي خلفها التاريخ في العالم. وبعبارة أخرى، يمكن لـ ” الحزام والطريق” أن يحل مشاكل السلام والتنمية التي خلفتها العصور الحديثة، والتي لا يمكن ولا يرغب النموذج الغربي في حلها.

قال أزولاي٬ المستشار الثقافي لملك المغرب خلال افتتاح معرض طريق الحرير الثقافي الدولي المنعقد في مركز دونهوانغ للمعارض الدولية، لماذا لا يمكن أن نفعل اليوم ما حققه اجدادنا من الانسجام الديني والحضاري لآلاف السنين؟ هل العالم في تقدم أم في تراجع؟

يقول المثلان الصينيان: “الفقر يولد اللصوص”، “الفقر لا يقلق، الذي يقلق عدم المساواة”. ويعود سبب الفوضى التي يشهدها العالم اليوم الى الفقر وعدم المساواة. والمشكلة الرئيسية في البلدان النامية هو الفقر والمشكلة الرئيسية في البلدان المتقدمة الفجوة بين الاغنياء والفقراء.

كيف يمكن أن تساهم مبادرة ” الحزام والطريق” في القضاء على آفة الفقر؟ هناك قول في الصين “إصلح الطريق اذا أردت أن تصبح غنيا، وإصلح الطريق السريع اذا أردت ان تسرع في أن تصبح غنيا”. وما فعلت مبادرة ” الحزام والطريق” هو من خلال بناء البنية التحتية، لتعويض عينة التنمية الاقتصادية. ولذلك، فإن غالبية البلدان النامية اتفقت كثيرا مع مفهوم مبادرة ” الحزام والطريق”، وتتبادر لجذب الاستثمارات الصينية في البنية التحتية بنشاط.

كيف يمكن أن تساهم مبادرة ” الحزام والطريق” في القضاء على مشكلة الفجوة بين الاثرياء والفقراء؟ يقول المثل: “الانسداد يسبب الألم ، ولن يزول الألم الا بفك العقدة”. وتربط مبادرة ” الحزام والطريق” بين الشرق والغرب بحرا وبرا، شمالا وجنوبا، لمحو الفجوة بين تنمية الأراضي الداخلية والساحلية، وبين الشمال والجنوب، لذلك تلقى ترحيبا من قبل بلدان المناطق والدول الداخلية.

وخلاصة القول، مبادرة ” الحزام والطريق” ليست لتحدي النظام الدولي القائم، على العكس من ذلك، تعيد ترميم آثار العيوب الثلاث في العالم:ـ

أولا، ترميم ما تركته العقيدة الاستعمارية والهيمنة الامبراطورية من عيوب، خاصة في التنمية الاقتصادية في المنطقة الافريقية. وقد طرحت الصين ” ثلاث شبكات وتصنيع واحد”( شبكة السكك الحديدية عالية السرعة وشبكة الطرقات السريعة، شبكة الطيران الإقليمية، والتصنيع)، ولقيت ترحيبا على نطاق واسع في افريقيا.

ثانيا، ترميم عيوب الاقتصاد العالمي. ادت الازمة المالية العالمي الى خلق ركود في الاقتاص العالمي اليوم، خصوصا وأن النمو التجاري اقل دائما من معدل نمو الاقتصاد العالمي. وتقوم مبادرة ” الحزام والطريق” بترمم النقص في الاستهلاك، وتسد الفجوة بين الاقتصاد الحقيقي والاقتصاد الافتراضي.

ثالثا، ترميم عيوب العولمة. حيث ورثت العولمة التقليدية مشكلة الترابط غير السلسل والتواصل غير مباشر. وتربط مبادرة ” الحزام والطريق” اوروبا وآسيا وافريقي على نطاق واسع، وتشكل الاثار النظامية، وتدعو لتطوير السوق الثالث، وغيرت مفهوم الفوز بين الجانبين الى الفوز المتعدد المشترك. وهذا واضح من خلال الانجازات الكبيرة في العالم.

وبالتالي، مبادرة ” الحزام والطريق” برنامج صيني للتنمية الشاملة، وتبين بزوغ الحكمة من الشرق. وتعمل مبادرة” الحزام والطريق” على المساهمة في برنامج إدارة العالم وفي نفس الوقت تحقيق النمو والتنمية والتوازن لاعادة ترميم آثار العيوب والنواقص في تنمية العالم وهذا هو سر نجاح مبادرة “الحزام والطريق”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.