الأول من أكتوبر عنوان الصّمود والنجاح
موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع*:
بعد حرب ضروس خاضها الشعب الصيني البطل ضد الاحتلال الياباني المتحالف مع ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية في الحرب العالمية الثانية، انتصرت الصين على ذلك العدوان الشرس البغيض وانبثقت جمهورية الصين الشعبية في ألأول من أكتوبر عام 1949 ، وكرّس ذلك الحدث التاريخي أعلان قرأه الرفيق والرئيس ماو تسي تونغ في احتفال مهيب في ميدان تيان إن مِن .
أنذاك، تركّز ثِقل المسؤولية الكبيرة على قادة الحزب الشيوعي الصيني والدولة الصينية لإدارة تلك الدولة الكبيرة، وبرزت ضرورات إيجاد سُبل كفيلة بالنهوض بتلك الجمهورية التي خرجت من حرب طويلة، وبتوليد الوسائل الناجعة لانخراط الشعب الصيني في هذه العملية الضخمة..
في بداية الإعلان عن تأسيس الدولة، اتّجه الحزب إلى انجاز الإصلاح الزراعي حيث الأراضي الشاسعة للجمهورية و 90% من الشعب الصيني يمارس الزراعة، وقد وزعت نحو 47 مليون من الهكتارات الزراعية على أكثر من 300 مليون فلاح، عملوا بكل جد وإخلاص من أجل بناء بلدهم، فكان اختباراً لهذا الشعب الكادح الذي نجح وحقق انجازات مدهشة وأثبت لقيادته انه شعب يستحق كل التقدير.
اتجهت بعد ذلك الصين للبناء الاشتراكي وعلى نطاق واسع، وازداد الدخل الوطني الصيني بزيادة الإنتاج الزراعي وبعض المنتجات الصناعية الوطنية، وفي الفترة ما بين 1966 و1976 وهي عشرة سنوات من “الثورة الثقافية الكبرى” ، نزلت فيها أخطر نكسة وأفدح خسارة بالشعب الصيني والبلاد منذ تأسيس الجمهورية، ونتيجة لذلك انتفض الحزب والشعب الصيني ليسحق طغمة جيانغ تشينغ المعادية للثورة في ألأول من أكتوبر عام 1976 ، لتعود الصين إلى خطها الوطني معلنة انتهاء “الثورة الثقافية الكبرى” وإعادة قيادة الحزب والدولة إلى دنغ شياو بينغ ألأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ، الذي أعلن بداية سياسة ألإصلاح و الانفتاح على العالم الخارجي عام 1979 ، حيث تم إصلاح النظام ألاقتصادي والسياسي الصيني الذي نجح نجاحاً باهراً في النهوض بالصين، بفضل التغيرات الكبيرة والعميقة على ملامح الصين، وقد أخذ اقتصادها بالتطور السريع وارتفع مستوى معيشة الفرد الصيني، واليوم تقف الصين في مقدمة دول العالم بفضل سياسة الحزب الشيوعي الصيني ودعم الشعب لقيادته .
نحتفل هذا اليوم ألأول من أكتوبر بالعيد الوطني السابع والستين لجمهورية الصين الشعبية، ومعنا يحتفل به كل الخيرين المحبين للصين وقيادتها، وقد شهد النصب التذكاري لأبطال الشعب الصيني في ميدان تيان آن مِن وضع أكاليل الزهور من قِبل زعيم الحزب ورئيس الجمهورية الرفيق شي جين بينغ وقادة الدولة وكبارها وقيادات جيوشها ومختلف فئات الشعب وبضمنهم الاطفال، إحتفاءً بذكرى ألأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلدهم ، وبهم وبالذكرى العزيزة احتفل واحتفى كل المحبين والأخيار واصدقاء الصين في العالم.
ونحن في العراق لا يَسعنا إلا أن نُقدم أزكى التهاني والتبريكات لقيادة الحزب الشيوعي الصيني والصين وشعبها بهذه المناسبة العظيمة، متمنين لهم المزيد من التقدم ومزيداً من السؤدد، ومتمنين على قادتنا السير على نهج قادة الصين من أجل ألارتقاء ببلدنا العراق الحبيب، فنجاح تجربة الصين هي مَثار اهتمام العالم أجمع، وما تواصلها المدهش واستمراريتها الحيوية إلا فتح جديد في تاريخ البشرية يُدهش الدنيا .
* الاستاذ بهاء مانع شياع – رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الاولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين، ورئيس منتديات مستمعي الاذاعة الصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي في جريدة الاضواء المستقلة ووكالة الاضواء الاخبارية، وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين.