موقع متخصص بالشؤون الصينية

الفيتوات الصينية: أي سر وراءها (العدد 46)

0

no46mahhmoudraya

نشرة الصين بعيون عربية ـ
افتتاحية العدد السادس والأربعين ـ
محمود ريا:
الموقف الصيني الرسمي من الأزمة في سوريا واضح، تعبر عنه تصريحات العديد من المسؤولين الصينيين بشكل متواصل، وأحياناً بشكل يومي.
هي وصفة من أربعة بنود: وقف إطلاق النار، استئناف العملية السياسية، مكافحة الإرهاب بشكل جماعي، وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية.
هذه المبادئ الأربعة تنطلق بدورها من “المبادئ الخمسة للتعايش السلمي” التي تحكم السياسة الخارجية الصينية: الاحترام المتبادل للسيادة، وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء والتدخل في شؤون الغير، والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي.
ما يشغل بال العالم ليس هذا الموقف الرسمي، فهو واضح، ولكن ما يقف وراءه، وما يغطيه من أهداف تسعى بكين لتحقيقها من وراء ثباتها في موقفها إلى جانب الدولة السورية، وفيتواتها الخمسة الصاعقة على مدى سنوات الأزمة التي ألمّت بسوريا.
فهل تسعى الصين من خلال هذه المواقف إلى الإعلان عن نفسها، وحجز موقع لها في خارطة السياسة العالمية من خلال البوابة السورية؟ أم ان بكين تكيد للولايات المتحدة الأميركية، وتحاربها في ساحة من ساحات نفوذها ـ أي الشرق الأوسط ـ مقابل اللعب الأميركي في “الباحة الخلفية” للصين في شرق آسيا وجنوب شرقها؟
إن فيتوات الصين لافتة للنظر، ومن حق العالم أن يتساءل عن مغازيها، ومعها حديث الصين عن دعم الحكومة السورية في الكثير من المجالات، ومنها المجال العسكري، ولو من باب التدريب واللوجستيات، كما حصل خلال زيارة المسؤول العسكري الصيني الكبير إلى دمشق قبل أشهر.
كل هذه الأسئلة تبقى في إطار التكهنات، بانتظار تبلور سياسة صينية علنية متكاملة في الشرق الأوسط، وفي العالم ككل، تعلن بكين من خلالها تخليها عن استخدام الخَفَر والغموض والحياد الظاهري، واعتماد سياسة مبادِرة قوية واضحة تعبّر من خلالها عن تحوّلها إلى قطب عالمي، بما يشكل إعلاناً لوفاة مبدأ القطب الواحد التي تحكمت بالعالم خلال العقود الماضية، لمصلحة قيام عالم متعدد الأقطاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.