موقع متخصص بالشؤون الصينية

يجب على الحكومة الصينية أن تحافظ على استقرار العملة لإعادة الثقة بالاقتصاد (العدد 47)

0

صحيفة غلوبال تايمز الصينية
15-12-2016
هو ويجيا
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”

يجب على الصين أن تكون حازمة في المحافظة على استقرار سعر صرف اليوان، إذ أن شهية السكان مفتوحة على تحويل أموالهم إلى الدولار الأمريكي وسط تزايد المخاوف بشأن مزيد مــــن الاستـهـلاك.
يسمح للسكان الصينيين بصرف مبالغ مالية تصل إلى ما يساوي 50000 دولار أمريكي باليوان الصيني سنوياً، وتشير التقارير إلى أن بعض الناس يخططون لاستخدام حصتهم السنوية في أول فرصة ممكنة في بداية العام 2017.
إذا قام 13 مليون مواطن، أو ما يعادل 1% من إجمالي عدد سكان الصين، باستعمال مستوى الصرف الأقصى المخصص لهم، هذا سيسبب تدفقاً في رأس المال.
وعلى الرغم من أن العملة الصينية من المرجح أن تظل مستقرة على المدى الطويل، اعتماداً على الأسس الاقتصادية المتينة، فإن تدفقاً كبيراً لرأس المال سيسبّب ضغطاً استهلاكياً قصير المدى على اليوان بتأثيره على سوق الصرف الأجنبي‎.
يجب على الحكومة أن لا تسمح بانخفاض حاد، على الرغم من أن ضعف العملة يزيد من احتمالات رفع الصادرات. انخفاض قيمة اليوان أصبح أكثر بكثير من مجرد ظاهرة اقتصادية، فإنه يهز أيضا الثقة في الاقتصاد الصيني. وعلى الرغم من أن سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الأخيرة تظهر علامات على التحسن، فإن الثقة بالإقتصاد المحلي من طرف الجمهور ورجال الأعمال قد ضعفت، مع استمرار الإنخفاض (في سعر اليوان) كأحد الأسباب الأساسية.
في السنة الماضية، انخفض سعر صرف اليوان اليومي مقابل الدولار‎ من 6.45 إلى 6.90، ويتوقع العديد من الناس أن يكسر حاجز ال 7.0 قريباً.
إذاً من الممكن أن يقع الاقتصاد الصيني في أزمة ثقة إذا قامت الشركات والأفراد بنقل أموالهم خارج البلد، في محاولة للرد على المخاطر المرتبطة بانخفاض قيمة اليوان.
يجب على بنك الصين المركزي أن يكثف جهوده للحد من تغير سعر اليوان، وكسر توقعات الناس بخصوص ضعف العملة. من الضروري أن يتم استعادة الثقة في الاقتصاد الصيني، وهي القضية التي من المرجح أن تناقش (الموضع منشور قبل انعقاد المؤتمر بيوم واحد) في المؤتمر السنوي المستمر “العمل الاقتصادي المركزي”، حيث سيحدد كبار صناع السياسة في البلاد الأولويات الاقتصادية لعام 2017.
تملك الصين الإمكانيات للمحافظة على إستقرار عملتها، كما أن البلاد لا تزال لديها احتياطيات وفيرة من النقد الأجنبي.
وعلى الرغم من الافتراضات بأن البنك المركزي قد أطلق كمية كبيرة من الدولارات لمواجهة تدفق رأس المال ودعم اليوان، إلا أن البلاد لا يزال لديها احتياطي من النقد الأجنبي يقدر بـ 3.05 ترليون دولار أمريكي في تشرين الثاني/ نوفمبر.
يتعين على الصين البحث في رفع ضوابط‎ رأس المال والحد من المضاربة المفرطة على اليوان في سوق الصرف الأجنبي حيث يهرع الناس لشراء الدولار. إن الحكومة لديها التزام بمنع اليوان من السقوط بسرعة كبيرة جداً، في سياق التحكم في تقلبات السوق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.