موقع متخصص بالشؤون الصينية

ترشيح ترامب لنافارو قد يزيد من خطر الصراع بين الصين والولايات المتحدة (العدد 47)

0

صحيفة غلوبال تايمز الصينية 22-12-2016
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”

عيّن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يوم الأربعاء (21-12-2016) أحد “الصقور” في مواجهة الصين بيتر نافارو على رأس المجلس الوطني للتجارة المزمع تشكيله‎.
تتشكل الصورة العامة لنافارو حول ثلاثة كتب له عن الصين: الحروب القادمة مع الصين، الموت من قبل الصين، النمر الرابض: ماذا تعني العسكرة الصينية للعالم.
ذكر مقال في مجلة نيو يوركر ذات مرة أن نافارو لديه وجهات نظر راديكالية حول التجارة والصين بحيث أنه من المستحيل أن “تجد أي اقتصادي آخر يوافق عليها تماماً”.
ويعتبر اختيار ترامب لنافارو كإشارة على أنه سيتخذ إجراءات أكثر جرأة ليضع المصالح الأمريكية على رأس أولوياته. من المحتمل أن الولايات المتحدة ستتبنى السياسات الحمائية التجارية المتهوّرة في المستقبل، والتي ستسبب تغييرات في نمط توزيع المنافع بين الولايات المتحدة وبلدان أخرى.
دعا نافارو إلى تعزيز حماية الولايات المتحدة لتايوان. كما دعا منشقاً صينياً منفياً في الولايات المتحدة لكتابة مقدمة لكتابه. إن الكثير من الصينيين يعتبرونه أكاديمياً مناهضاً للصين. هل قيادة مثل هذا الشخص للمجلس الوطني للتجارة ستعزز تحيّز ترامب ضد الصين وتسبّب المزيد من الاحتكاكات فى التجارة الثنائية وحتى العلاقة العامة بين البلدين؟
كلف ترامب نافارو بمنصب مهم. وهذا الأمر لا يعني إشارة إيجابية. يجب على الصين أن تواجه حقيقة أن فريق ترامب يتخد مواقف متشددة تجاهها. عليها أن تبدد أي وهم، وأن تتخذ الاستعدادات الكاملة ضد أي تحرك هجومي من قبل حكومة ترامب.اختيار ترامب لنافارو ليس بالضرورة بسبب موقفه المناهض للصين. الهدف الأساسي للرئيس المنتخب هو إنعاش الاقتصاد الأمريكي.
يعزو ترامب الانكماش الاقتصادي في الولايات المتحدة وخسارة الوظائف الصناعية إلى العولمة، ويؤمن بأن ازدهار الصين سُرق من الولايات المتحدة. هو سيستهدف جميع الاقتصادات، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة.
يبدو أن فريق ترامب حريص على تحقيق النجاح السريع والحصول على فوائد فورية. الرئيس المنتخب لا يريد المواجهة الاستراتيجية، كما أنه لا يوجد لديه مصلحة كبيرة في الصراع الأيديولوجي. إنه يهتم فقط بالمصالح، وهذا يؤثر على كيفية تعامل الصين والولايات المتحدة مع بعضهما البعض، فضلا عن ظهور خلافات في المستقبل.
الصين قوية بما يكفي لتحمّل ضغوط من حكومة ترامب. سوف تعتاد بكين على التوترات بين البلدين.
اذا ما تجرأت واشنطن على استفزاز الصين في مصالحها الجوهرية، بكين لن تخشى خوض مواجهة مع الولايات المتحدة، لإجبار الأخيرة على تقديم الاحترام للصين.
وعلى الرغم من الخلافات التي لا تنقطع، يتعين على الصين معرفة ما نقوم بالتنافس للحصول عليه مع الولايات المتحدة. النمو الاقتصادي والتضامن الاجتماعي نوعان من العوامل المحددة للمنافسة بين الصين والولايات المتحدة.
رفع ترامب لراية إحياء القطاع الصناعي في الولايات المتحدة بمجرد فوزه بالإنتخابات، يذكّرنا بأن هذا هو الأساس لتحقيق الازدهار. يمكننا أن نعزو الإنجازات التي حققتها الصين في الماضي إلى التطور الجوهري في القطاع الصناعي، ولا يمكن لها أن تخسر زخمها في المستقبل.
الاهتمام بمشاكل الصين الداخلية، خصوصاً الأمراض الإقتصادية، أهم بكثير من القلق من تعيين نافارو. طالما تستطيع الصين المحافظة على اقتصاد قوي ومواطنين واثقين، فإنها لا تخشى أي تحديات من الخارج. القضايا طويلة الأمد مثل قضية تايوان ونزاعات بحر الصين الجنوبي سيتم حلها في نهاية المطاف عندما تكون القوة الوطنية للصين قوية بما فيه الكفاية.
ترامب وحكومته ليس لديهما موارد أكثر من سابقيه لتحويل طموحاته إلى أفعال. وسوف يعود إلى قواعد التجارة العالمية الحالية إلا إذا كان يريد أن ينقلب على نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي تم التوصل إليه بصعوبة.
لم يعد بوسع الولايات المتحدة إعطاء التعليمات للصين بعد الآن‎. نؤمن بأن النظام السياسي في الولايات المتحدة يقوم بإصلاح نفسه بنفسه، ولا يمكن أن يحتمل سياسة خارجية من الممكن أن تشيع الفوضى في النظام العالمي، وتضع المصالح الأمريكية في خطر. والانقلاب على العولمة‎ لن يسود أبداً.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.