موقع متخصص بالشؤون الصينية

لماذا يختار وزير الخارجية الصيني القارة السمراء كأول وجهة له في زيارته الخارجية التي يقوم بها مع كل بداية سنة جديدة؟

0

يفتتح وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارته الخارجية في عام 2017 بزيارة رسمية إلى خمس دول افريقية منها مدغشقر، زامبيا، تنزانيا، الكونغو ونيجيريا. وتعتبر هذه الزيارة مواصلة للتقليد الدبلوماسي الصيني الذي بدأ منذ عام 1991، حيث يختار القارة السمراء كأول جولة خارجية رسمية لوزير الخارجية الصيني مع كل بداية سنة جديدة.

وتبرز هذه المواصلة التي دامت 20 عاما، مدى أهمية افريقيا بالنسبة للصين، التي تتعامل مع الشعب الافريقي بكل الصدق، وتتطلع الى أن ترتبط التنمية الصينية ارتباطا وثيقا بالتنمية في افريقيا، وتتسع منافع التنمية الصينية لتشمل مصالح افريقيا، وتسريع تنمية افريقيا وتحسين معيشة شعبه.

بعد المؤتمر الوطنى الثامن عشر للحزب الشيوعى الصينى، تواصل القيادة الصينية الجديدة تعزيز تنمية الصداقة بين الصين وأفريقيا، وعلاقة ذات المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. وفي مارس 2013، شملت الوجهة الخارجية الرسمية الاولى التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ بلدان افريقية. وخلال الزيارة ، لخص شي العلاقات الصينية الافريقية في اربع كلمات” حقيقية”، “واقعية”، ” حميمية”،” صادقة”، لتعزيز مفهوم “مجتمع ذي مصير مشترك بين الصين وإفريقيا”. وفي ديسمبر 2015، ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ مع رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما قمة منتدى التعاون بين الصين وأفريقيا في جوهانسبرغ، بحضور 50 رئيس دولة افريقيا ورؤساء حكومات وممثل رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، واتفق القادة الصينيون والأفارقة على رفع العلاقة الاستراتيجية الجديدة إلى شراكة التعاون الاستراتيجية الشاملة للعلاقات الصينية- الأفريقية، وصدر «إعلان جوهانسبرغ»، و«خطة عمل جوهانسبرغ للأعوام 2016- 2018»، وهي خطة الصين الشاملة تجاه تعاونها مع أفريقيا في السنوات المقبلة. وقدم شي إجراءات هامة متمثلة في «عشرة خطط تعاون كبرى» لتطوير العلاقات الصينية- الأفريقية في مجالات تطبيق التصنيع، وتطبيق التحديث الزراعي، وبناء المنشآت التحتية، والتنمية الخضراء، وتسهيل التجارة والاستثمار، والحد من الفقر، والصحة العامة، والتبادلات الإنسانية والسلام والأمن. وأصبح تنفيذ نتائج القمة قوة دافعة جديدة لتنمية التعاون بين الصين وافريقيا.

ويشير وزير الخارجية وانغ يي خلال زيارته الى القارة الافريقية هذه المرة، الى أنه في ظل المفهوم الجديد للعلاقات بين الجانبين الذي اعلن عنه في قمة المنتدى، خلق ثلاث تغييرات جديدة للتعاون ذات المنفعة المتبادلة بين الصين وأفريقيا: أولا، الانتقال التدريجي من ريادة الحكومة الى تشغيل السوق. ثانيا، ترقية التعاون تدريجيا من تجارة البضائع الى تعاون قدرة الانتاج وتجارة تحويلية. ثالثا، الانتقال التدريجي من المقاولات الهندسية البسيطة الى مجالات الاستثمار والبناء والتشغيل.

التغيرات الثلاث الجديدة وأهميتها على البعيدة المدى

أولا، التعاون بين الصين وأفريقيا يواكب العصر

يتوجه المزيد من الشركات الصينية الى افريقيا للاستثمار وإنشاء المصانع، ويتغير مكانة الحكومة تدريجيا من ” المسرح” الى ” الكواليس”، والتوجه الى خلق البيئة المرنة التي تتحسن فيها سياسات تفضيلية وقوانين مكملة وخدمات ذات كفاءة، والبيئة الواقعية التي تتكامل فيها مرافق البينة التحتية. وأظهر التعاون بين الصين وافريقيا مشهدا جديدا ” قيادة الحكومة، ريادة الشركات، وإعادة المنافع الى الشعب.”

ثانيا، ترقية هيكل التعاون بين الصين وأفريقيا

التعاون بين الصين وافريقيا لم يبقى في مستوى منخفض، وأنما شهد تقدما كبيرا في مجالات راقية مثل التعاون في قدرة الانتاج والاستثمار والبناء والتشغيل. وفي الوقت نفسه، فإن استثمارات الشركات الصينية المباشرة والقروض التجارية في افريقيا تتجاوز بكثير المساعدات والقروض التفضيلية، الأمر الذي يظهر فيه دور السوق.

أخيرا، الابتكار في مفهوم التعاون بين الصين وأفريقيا

التعاون بين الصين وافريقيا ليس مساعدة يعرضها الصين من جانب واحد، ولكن المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. وترى البلدان الافريقية أن الصين تشهد حاليا تطورا سريعا، وتتطلع الى تعلم خبرة التنمية الناجحة للصين. ولهذا السبب، تعمل العديد من الدول الافريقية على تحسين بيئة الاعمال لترحب بالعديد من الدول بالشركات الصينية للاستثمار هناك. واستثمار الشركات الصينية في مجال الزراعة، التصنيع، البنية التحتية وغيرها من المجالات يساعد افريقيا على تحسين وظيفتها لضخ ” الدم”.

تولد التغييرات الجديدة امكانات التعاون بين الصين وأفريقيا. وتبلغ حرارة ونطاق ووتيرة التعاون والتبادلات الثنائية ارتفاعا غير مسبوق، ودخل التعاون بين الصين وافريقيا مرحلة جديدة من التحول والارتقاء. ويعتبر 2017، سنة الحصاد وسنة حاسمة في تنفيذ نتائج قمة منتدى التعاون الصيني الافريقي، وتتطلع الصين وافريقيا الى ثمار وفيرة للتعاون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.