موقع متخصص بالشؤون الصينية

ينبغي على وسائل الاعلام الصينية تبديد الصورة النمطية الآسيوية (العدد 49)

0

صحيفة غلوبال تايمز/
 3- 1- 2017
لي جون آن
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”:

استخدمت الصين نفوذها التجاري والمالي لبناء قوة ناعمة من خلال وسائل الترفيه. ومع ذلك، لا تزال العديد من الصور النمطية العنصرية المهينة للشعب الصيني شائعة في الصين.
قد يبدو أن الصين لا تعبأ بتمثيل يحط من ثقافتها، إلا أن القانون الجديد الذي يحظر عرض أي صورة مسيئة في الأفلام يقول خلاف ذلك. ولكن لماذا تواصل الصين السماح بعرض صور مهينة ومناهضة للبلاد في أفلام مثل “السور العظيم” (The Great Wall) ، و”المملكة المحرمة” (Forbidden Kingdom) و”سكيبترايس” (Skiptrace)؟
السبب هو أن معظم الشعب الصيني يفتقر إلى الوعي العنصري – فهو لا يفهم تماما ما الذي يندرج تحت إطار التصوير العنصري وما لا يندرج. وعلاوة على ذلك، إن الشعب الصيني لا يدرك أن جميع الصور المسيئة للآسيويين تضر بالشعب الصيني لأن معظم الأجانب، سيما الغربيين، ينظرون إلى جميع الآسيويين بالطريقة نفسها .
غالبا ما يتم تصوير الرجل الأبيض في الأفلام بوصفه الرفيق المثالي لجميع النساء بينما يُوسم رجال الأعراق الأخرى بصور نمطية. إن التمثيل المشوه للآسيويين قد شجع العنصرية في المجتمع الأمريكي ولاحقا في صناعة السينما العالمية. ينبغي على الصين أن تفهم أن الصور التي تُبث في وسائل الإعلام يتلقاها المشاهد على أنها حقيقة واقعة. لذلك، ينبغي أن تتحكم الصين، لا الغرب،  بهذه الصور.
لقد كرست وسائل الإعلام الغربية صفاتها العرقية الخاصة. فربطت الرجل الأبيض بالقيادة والسلطة والثروة والجاذبية والرياضة وهلم جرا. فيما يرتبط الرجل الصيني بالخصائص السلبية مثل الصغر، والغرابة، والبلاهة، والضعف والخبث.
ومع تكرار عرض هذه الصور، فإنها تصبح متأصلة ب “المنطق السليم”. وهكذا، يُستعبد الناس عقليا عن طريق الصور النمطية العنصرية طوال اليوم وكل يوم.
أوضح مثال على ذلك هو التناقض الحاد الموجود بين الآسيويين الذين يعيشون في الغرب والبيض الذين يعيشون في الصين. في الدول الأنجلو-أمريكية، هناك عداء غير مبرر ضد السكان الصينيين المنتجين والمتعلمين، وذوو السعة، الذين يلتزمون بالقوانين. وفي تناقض حاد، هناك امتياز غير مستحق يتمتع به المهاجرون البيض غير الماهرين نسبيا في الصين على غرار مدرسي اللغة الانكليزية، والذين يتعامل العديد منهم مع الشعب الصيني بازدراء.
وتشمل بعض أمثلة الصور العنصرية والضرر الواقع على الشعب الصيني عقودا من أدوار “الخطر الأصفر” التي تصور الصين والشعب الصيني باعتبارهما خطرا على العالم الغربي، والتي ترسخ الاعتقاد بأن الصينيين “غير جديرين بالثقة بشكل طبيعي.”
إن الدفق الذي لا ينتهي من الرجال الآسيويين المثيرين للاشمئزاز جنسيا (مخنثين، كارهون للنساء، ضعفاء، وبلهاء) بما يتناقض مع صورة النساء الآسيويات والمقترن بصورة الرجل الأبيض يخلق ما يسمى بالتفضيلات الرومانسية. فالأساطير العرقية التي تمجد الرجولة البيضاء وتشوه سمعة الذكورة الآسيوية يمكنها أن تثني النساء الآسيويات الأميركيات، والنساء من مختلف الاعراق، عن اعتبار الرجال الآسيويين الأمريكيين شركاء رومانسيين مرغوبين. وصور النساء الآسيويات الخاضعات تجذب الرجل الأبيض العنصري أو المتحرش جنسيا، أو الكاره للنساء لاعتبارهن ضحية سهلة.
تُقدم النساء الآسيويات في معظم الوقت، بوصفهن ضعيفات ومغيّبات وهادئات وخانعات وخاضعات بشكل مفرط، ومتاحات للرجل الأبيض. مثل هذه الصور للنساء الآسيويات تجعل المرأة أكثر عرضة لسوء المعاملة من قبل الرجال الذين يعتبرونهن أهدافا سهلة.
تولد جميع أشكال الكراهية المعادية للصين تقريبا وتُغذى في وسائل الإعلام الغربية السائدة ومن ثم تنتشر عالميا بعد ذلك.
يسيء الشعب الصيني فهم بعض الأمثلة على العنصرية المعادية للصينيين بوصفها “مزاحاً غير مؤذٍ” بما في ذلك تعزيز صورة المرأة الصينية مع الرجل الأبيض، في حين أنها صورة تروّج للذل والقهر – لا لـ “الانسجام” أو “التفاهم بين  الثقافات.” فعندما تُصور الرجل الأبيض “كمُنقذ” للصين أو “كمُنقذ” للمرأة الصينية، فإنك تروّج للهيمنة الذكورية للرجل الأبيض وتبعية الشعب الصيني. وعندما تقدم الرجل الصيني كمهرج مثير للاشمئزاز أوعجوز حكيم عاجز جنسيا، فإنك تخصي الرجال الصينيين وتوجه الناس اجتماعيا على عدم احترام الرجال الصينيين بوصفهم يفتقرون إلى خصائص الرجولة، والعشق، أو القيادة.
هل يمكن أن يتقبل العالم النفوذ الصيني فيما تمجد وسائل الإعلام الصينية نفسها الرجل الأبيض بدور المنقذ وهو يقود الصينيين كما رأينا في فيلم “السور العظيم”؟
وهل ستُشعر وسائل الاعلام الصينية شعبها بالفخر العرقي المستحق عن جدارة أم أنها ستواصل تكريس الشعور بالدونية في غير محله؟
يجب أن تتنبه الصين للعنصرية المعادية للصين وللآسيويين في وسائل الإعلام، وينبغي عليها بعد ذلك وبشكل أكثر أهمية استخدام قوانينها لحفظ كرامة الصين وشرفها وأمنها. إن الفشل في التحكم بهذه الوسائل يعني الفشل في السيطرة على القوة الناعمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.