موقع متخصص بالشؤون الصينية

رئيس مؤسسة الأهرام: مبادرة “الحزام والطريق” نموذج لإدارة العلاقات الدولية عبر التعاون العادل والمتكافئ

0

قال الدكتور أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة (الأهرام) المصرية إن مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ وحظيت بدعم العديد من الدول والمنظمات الدولية تعد نموذجا لإدارة العلاقات الدولية.

جاءت تصريحات النجار خلال مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) مؤخرا، حيث ذكر أن “الصين قدمت إنتاجها في الماضي عن طريق الحرير إلى الدول العربية والآسيوية والأوروبية بشكل سلمي، لذلك عندما طرح الرئيس الصيني مبادرة الحزام والطريق كان يستعيد القيمة الرمزية لطريق الحرير، طريقا للتعاون العادل والمتكافئ دون النظر للقوة العسكرية، بالتالي لقت هوى لدى الدول النامية عموما ومنها مصر”.

جدير بالذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال خلال زيارته للصين في ديسمبر 2014 إن مصر تحتل مكانة هامة بين الدول العربية والأفريقية وتمثل قوة مهمة في بناء “الحزام والطريق”، معبرا عن دعم مصر للمبادرة واستعدادها للمضي بها قدما.

ودعا النجار إلى أن “تتحول مبادرة الحزام والطريق إلى مؤسسة تضم الدول القابلة للدخول في المبادرة، وتكون بينها علاقات تفضيلية في التجارة والسياحة والاقتصاد وغيره، وأن تعمل هذه المؤسسة على إقرار التعامل بين الدول المشاركة فيها بعملاتها وليس بالدولار أو اليورو”، متوقعا أن تشهد مكانة اليوان على الصعيد العالمي تطورا سريعا باعتباره العملة المرشحة لتجاوز اليورو.

وأضاف قائلا إن اليوان مرشح أيضا بعد عقد من الزمن إلى تجاوز الدولار الأمريكي، الذي يستحوذ على 41% من وحدة حقوق السحب الخاصة. وعزا هذا الأمر إلى أن الصين أكبر قوة تجارية في العالم، فصادراتها بلغت 2270 مليار دولار في عام 2015 مقابل 1500 مليار دولار لأمريكا، إلى جانب أن الصين صاحبة أكبر فائض تجاري في العالم بينما تعاني الولايات المتحدة عجزا تجاريا كبيرا.

ولفت رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام إلى أن الصين تتمسك بسياسة خارجية مستقلة وسلمية، وتطبق إصلاحات شاملة ومعمقة تهدف إلى رفع المستوى التعليمي لمواطنيها وتطوير صناعاتها الثقيلة، واستطاعت تسجيل إنجازات ملحوظة في مجالات عدة تشمل الصناعة التحويلية وإصلاح نظام الحضارة الأيكولوجية والإصلاح العسكري، وحققت طفرة اقتصادية منذ أن بدأت في تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح قبل أكثر من ثلاثين عاما.

ولدى الإشارة إلى تقرير لبنك التنمية الآسيوي يفيد بأن حجم الصادرات الصينية من المنتجات فائقة التكنولوجيا تجاوز اليابان عام 2014 لتصبح الصين أكبر مصدر لهذه المنتجات في آسيا وما عكسه ذلك من نجاح الصين في مساعيها لجعل الابتكار محركا رئيسيا لتنميتها الاقتصادية، لفت النجار إلى أن زيادة نصيب المنتجات فائقة التكنولوجيا في عموم الصادرات الصينية يسلط الضوء على دور دافع يلعبه الابتكار التكنولوجي في التحول الصناعي.

وفي هذا الصدد، ضرب النجار مثالا بقوله إن مؤسسة الأهرام عندما أرادت إقامة مصنع للورق وجدت أن أفضل تقنية مستخدمة في صناعة الورق من المخلفات الزراعية هي التقنية الصينية، التي لا تخلف أى مواد مضرة للبيئة، مضيفا “هناك تقنيات صينية خاصة، ولم يعد الأمر مجرد تقنيات غربية توطنت في الصين”.

وعلق النجار على إصلاح الدفاع العسكري الذي تجريه الصين حاليا حيث نوه إلى أن اهتمام الصين بخفض حجم الجيش وتعزيز كفاءته وتحديثه في آن واحد من شأنه أن يجعل جيشها أقوي ويسهم بشكل أفضل في حفظ الأمن الوطني والسلام العالمي.

أما فيما يتعلق بجهود الصين الرامية إلى مكافحة الفساد، اشاد النجار بإصرار الحكومة الصينية على مكافحة الفساد في البلاد، مشيرا إلى أن الصين تقدم من خلال النموذج الخاص بها في مكافحة الفساد “صورة إيجابية”، لأن مكافحة الفساد “جزء مكمل بالنسبة للصورة السياسية والاقتصادية الإيجابية للغاية عن الصين”.

يذكر أن الصين كثفت حملتها لمكافحة الفساد في السنوات الأخيرة وحققت إنجازات ملموسة حيث تم معاقبة مليون و10 آلاف شخص خلال الفترة من عام 2013 إلى سبتمبر عام 2016، حسبما أفاد مكتب الرقابة التابع للجنة المركزية الصينية لفحص الانضباط.

وعن العلاقات المصرية – الصينية، رأى النجار أن “الإمكانيات المصرية والصينية تكاد تكون فيها درجة من التوافق الاستثنائي، لا تتوفر لدول أخرى، فمثلا مصر مصدرة لخدمات السياحة بينما الصين أكبر مورّد للسياح في العالم”.

واستطرد قائلا “لو ساعدت الصين على تشجيع الشعب على السياحة في مصر ستكون هناك طفرة هائلة في قطاع السياحة بمصر، خصوصا أن العلاقات التجارية تشهد عجزا، فمصر لديها عجز تجاري يصل إلى حوالي 10 مليارات دولار لصالح الصين، ويمكن إصلاح هذا العجز من خلال السياحة التي أصبحت رخيصة في مصر بعد انخفاض الجنيه، كما أن اليوان الصيني أصبح مسموح التعامل به في السوق المصرية”.

ودعا النجار إلى قدوم المزيد من الاستثمارات والسياحة الصينية إلى مصر لكي يتناسبا مع الارتقاء في العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي لم يقم بزيارة دولة ثلاث مرات سوى الصين وأن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمصر حظيت بتقدير كبير. وأكد أن الصين دولة صديقة وتمتلك تقنيات حديثة وقواعد تعامل عادلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.