موقع متخصص بالشؤون الصينية

تباطؤ سرعة زيادة الصادرات الصينية يؤدى الى تحول شركات التجارة الخارجية

0


صحيفة الشعب الصينية:
منذ الربع الثانى من هذا العام، ارهق تشن تسانغ سونغ , نائب رئيس مجموعة هونغيوان، وهي مؤسسة رائجة في غزل القطن فى مدينة تشوانتشو بمقاطعة فوجيان جنوب شرق الصين، ارهق اعصابه بسبب الاوضاع القاسية التي تمر بها التجارة الخارجية.

شهدت اسعار القطن فى السوق الدولى ازديادا هائلا فى السنة الماضية , مما رفع تكاليف الانتاج لمؤسسات المنسوجات بصورة كبيرة. ولكن مؤخرا، تعرضت المؤسسات لموجة ثانية من الضربات نظرا لانخفاض اسعار القطن مؤخرا.

وقال تشن ان “المواد الخام المخزونة لدى شركتنا مثل القطن المغزول نشتريها دائما قبل ثلاثة شهور، لكن اسعار صادرات المنسوجات القطنية انخفضت نحو 20 بالمئة بسبب انخفاض سعر القطن. لذلك، كلما يزداد حجم انتاجنا، كلما تزداد خسائرنا”.

ومنذ مارس هذا العام، شهد نمو الصادرات تباطؤا مستمرا، وانخفضت نسبة زيادتها من 35.8 بالمئة فى مارس الى 29.9 بالمئة فى ابريل و19.4 بالمئة فى مايو و17.9 بالمئة فى يونيو، ما يجذب انتباه رجال القطاع الى اتجاه التجارة الخارجية فى النصف الثانى من هذا العام.

هذا وتواجه مؤسسات التجارة الخارجية الصينية دورة جديدة من الصعوبات بسبب عوامل التذبذب فى السوق الدولى وضغط البيئة الاقتصادية الداخلية. واشار المحللون الى ان مؤسسات التجارة الخارجية تدخل حاليا فى “المرحلة الحاسمة” للتحول والتجديد.

وفى مقاطعة فوجيان، مقاطعة التجارة الخارجية الكبيرة التقليدية فى البلاد ، حققت صادرات البضائع التقليدية زيادة سريعة نسبيا فى مايو هذا العام، فى حين حافظت صادرات منتجات التكنولوجيا الفائقة والجديدة والمنتجات الآلية والالكترونية على اتجاه ضعيف. وازدادت صادرات المقاطعة الى الولايات المتحدة فى مايو 10.1 بالمئة , وانخفضت نسبة زيادتها 3.6 نقطة مئوية عن الشهر الاسبق بسبب الانخفاض الهائل لصادرات بعض مؤسسات المنتجات الالكترونية.

قال هوانغ جيان تشونغ, نائب رئيس معهد الاقتصاد لجامعة شيامن , ان “وضع التجارة الخارجية فى هذا العام اكثر تعقيدا عما كنا نتوقع”، مضيفا بان الاحتياجات الدولية لا تزال غير مستقرة خاصة سوق الولايات المتحدة.

من اجل مواجهة الاوضاع الصعبة للتجارة الخارجية، لا خيار امام مجموعة هونغيوان الا ضغط حجم الانتاج ، لينخفض حجم الطلبيات لها فى الربع الثانى نحو 30 بالمئة على أساس سنوى. وقال تشن سانغ سونغ ان “المشكلة ليست نقصان الطلبيات بل ان المجموعة لا تجرؤ ولا تقدر على قبولها”.

ومنذ العام الماضى، نقلت كثير من الطلبيات الى الدول منخفضة تكاليف قطاع التصنيع مثل فيتنام واندونيسيا وتركيا بسبب الارتفاع المستمر لسعر عملة الرنمينبي، اليوان الصينى، وتكاليف المواد الخام والايدى العاملة.

“قد اصبحت الطلبيات التى تتجاوز مدتها ستة شهور “بطاطا ساخنة”، ولا احد يجرؤ على قبولها”، حسبما قاله تشن سانغ سونغ , وهو ايضا نائب رئيس جمعية فوجيان لقطاع المنسوجات والملابس الجاهزة، مشيرا الى ان الاحوال المماثلة توجد فى عموم القطاع بفوجيان، فمثلا ، تتراوح نسبة التشغيل للمؤسسات فى مدينة تشوانتشو بين 30 و60 بالمئة.

واكثر من ذلك، ادى ضغط حجم الانتاج الى هجرة العقول والايدى العاملة وهى اساس المؤسسات. وقال تشن ان عدد موظفي مجموعة هونغيوان قد انخفض من 1500 شخص الى 1100 شخص فى هذا العام.

وفى المناطق الصينية الاخرى ، تواجه مؤسسات التجارة الخارجية صعوبات مماثلة. تضم اعمال مجموعة ((أوفرسيس)) للعقارات والمنتجات الكيميائية المدنية المتفجرة والتجارة الخارجية. وقال لي باو يو , رئيس مجلس الادارة للمجموعة , “ان اسعار الاستيراد لنترات الامونيوم ارتفعت اكثر من 30 بالمئة فى هذا العام، ما خفض من ارباحنا بصورة هائلة، واضطرت المجموعة لخفض اعمال التجارة الخارجية.”

ان بقاء المؤسسات فى وسط المصاعب مثل السباحة ضد التيار , فاما ان تواصل التقدم الى الامام واما ان تتخلف. ولم توقف هذه المؤسسات جهودها لتعزيز وتحسين مستوى الانتاج من اجل مواجهة تحديات الاسواق داخل وخارج البلاد.

وقال تشن تسانغ سونغ ان مجموعة هونغيوان تتعاون حاليا مع معهد الكيمياء للأكاديمية الصينية للعلوم فى بناء مشروع “المواد النسيجية الجديدة من ليف الخيزران” وتعمل على ضغط حجم انتاج منتجات المنسوجات التقليدية فى اسرع وقت ممكن وتحويل مركزها الى بحث المواد النسيجية الجديدة.

واشار الاستاذ هوانغ جيان تشونغ الى ان الوضع الاقتصادى القاسى فى الوقت الحالى شدد “آلام المخاض” لتحول المؤسسات، وابرز حاجتها الملحة الى التخلص من انماط الانتاج منخفضة التكاليف ومنخفضة القيمة المضافة.

ويجب على الهيئات الحكومية المعنية ان تعمل على رفع مستوى الادارة والخدمات من اجل مساعدة مؤسسات التجارة الخارجية فى حل مشاكل التمويل والتوظيف والابتكار التكنولوجى، حسبما قال هوانغ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.