موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: هل الصين ستحل محل الولايات المتحدة من أجل النفط العراقي؟

0


صحيفة الشعب الصينية:
من المحتمل أن عام 2011 نقطة تحول للعراق: وفقا للاتفاق بين العراق والولايات المتحدة، ستتم الولايات المتحدة سحب قواتها في العراق ما يقرب من 50 ألف شخص. والصين ستزيد استثماراتها حسب الطلب من الحكومة العراقية وتشارك في أعمال إعادة أعمار العراق بعد الحرب بالإضافة إلى تنمية النفط. لهذه الأسباب، فجذبت زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الصين في الفترة بين يوم 18 ويوم 20 يوليو اهتماما كثيرا.

قال نوري المالكي في المقابلة قبل مغادرة الصين إن الصين دولة كبيرة اقتصاديا في العالم، ويأمل أن يرى المزيد من الشركات الصينية تشارك في السوق العراقية. في الوقت الراهن، فإن التمويل هو عامل مهم يقيد اعادة اعمار العراق. وأفيد أن العراق يقدم ثلاثة برامج للصين، أولها زيادة الاستثمارات واستخراج المزيد من النفط للتصدير، والثاني هو إقامة الصندوق لمساعدة اعادة اعمار العراق، والثالث هو أنه يأمل أن الصين تقدم قروضا منخفضة الفائدة لاستعادة مرافق المواصلات في بغداد العاصمة العراقية.

هذا هو أول زيارة يقوم بها نوري المالكي منذ تولى رئااسة الوزراء، وتعتبر فرصة ممتازة للصين. ولكن اقتراب الصين من العراق أدى إلى قلق الولايات المتحدة. وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الصين لم تشارك في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، ولم تساهم في معركة عسكرية دموية في العراق. لكنها أصبحت مستفيدة عندما فتح العراق بابه أمام الاستثمارت الأجنبية. وحصلت شركات صينية على ثلاثة عقود لتنمية حقول النفط من 11 عقدا وقعتها وزارة النفط العراقية خلال العامين الماضيين، وفقط شركتان أمريكيتان حصلتا هذه العقود.

من الواضح أن الولايات المتحدة تحذر من اقتراب الصين من العراق. كما نعلم جميعا، شنت الولايات المتحدة حرب العراق بسبب القوة المحركة من النفط. في يونيو عام 2003، ذكر نائب وزير الدفاع بول وولفويتز لحكومة جورج بوش بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في العراق أن النفط هو السبب الرئيسي للولايات المتحدة لشن الحرب ضد العراق. وعندما سئل عن سبب الاختلافات بين تعاملات قضية كوريا الشمالية وقضية العراق، قال إن أكبر فرق هو الاقنصاد الكامن لكوريا الشمالية والعراق، ويجب علينا أن نشن حرب العراق لأن العراق غني بالنفط.

يعتقد أحد الخبراء لقضية العراق أن انسحاب الجيش الأميركي من العراق تماما مستحيل رغم الاتفاق بين الولايات المتحدة والعراق، لأن انسحابها يعني تسليم “الأرباح” التي كسبت في الحرب إلى الآخرين خصوصا الصين، مما يجعلها يصعب قبوله.

ومع ذلك، فإن الكثير من الشؤون الدولية متغير ولا يمكن التنبؤ بها، غالبا ما يتغير بعض الأشياء في اللحظة الأخيرة. لذلك، علينا ألا نكون متفائلين بانحساب الجيش الأميركي من العراق. وأقل ما يقال، حتى ولو انسحب الجيش الأميركي من العراق، لن يضعف موقفه، خصوصا تسليمه إلى الصين. في الواقع، بدأت شركة بتروتشاينا وسينوبك تدخل السوق العراقية، وقد وقعت بعض العقود لاستخراج النفط في العامين الماضيين. ولكن بسبب اتفاق التعاون للنفط الذي وقعته حكومة العراق مع شركات النفط للولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عام 2007، أخذت هذاتان الدولتان معظم ايرادات النفط. فحصة الصين لتنمية النفط في العراق في المستقبل سوف تكون قليلة للغاية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.