موقع متخصص بالشؤون الصينية

فلتتوقف #سيول عن الرقص على أنغام #ثاد الخاطئة

0

صحيفة تشاينا ديلي الصينية 6- 3- 2017
ليانغ تشيدونغ
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
وقّعت وزارة دفاع الجمهورية الكورية صفقة تبادل للأراضي مع مجموعة لوت يوم الثلاثاء لنشر نظام ثاد المضاد للصواريخ في البلاد، والذي تعتقد الصين وروسيا أنه يهدد بخرق الأمن الإقليمي بشكل أكبر. وتفيد  التقارير أن نظام ثاد قد يتم تركيبه مطلع شهر حزيران/ يونيو وقبل أن تنتخب الجمهورية الكورية رئيسها الجديد.
الأمر المفروغ منه هو أن نشر نظام ثاد سيصّعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية المتوترة بالفعل. والصواريخ الاعتراضية، التي سيتم نشرها في طليعة نظام الولايات المتحدة المضاد للصواريخ غرب المحيط الهادئ، لا تجعل كوريا الجنوبية قطعة شطرنج يمكن الاستغناء عنها فحسب في لعبة واشنطن “لإعادة التوازن إلى آسيا”، وإنما قد تشعل أيضاً “حربا باردة” جديدة شمالَ شرق آسيا حيث يسود انعدام الثقة بالفعل.
يوم الخميس، أكد المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية صن جيوين معارضة بلاده الصارمة لـ “ثاد” ودعا الأطراف المعنية إلى وقف المضي قدماً بنشر النظام المضاد للصواريخ. ورداً على سؤال حول مشاعر العداء تجاه مجموعة لوت وسط بعض مستخدمي الإنترنت الصينيين، قال صن إن الحكومة الصينية ترحّب بجميع الشركات الأجنبية وتحمي عملياتها في البلاد طالما أنها قانونية.
وباعتبارها أكبر مشغل للمتاجر ومحلات السوق الحرة في الجمهورية الكورية، شهددت مجموعة لوت نمواً متباطئا في تجارة التجزئة في الصين، حيث تراجعت مبيعات متاجرها في الصين بنسبة 14 في المئة العام الماضي. من الواضح إذن أن مشاركة لوت في صفقة ثاد التي وقّعتها واشنطن وسيول لا تبشر بالخير بالنسبة لأعمالها التجارية في الصين.
سيكون على سيول أن تواجه العواقب إذا ما قررت المضي قدماً في نشر نظام ثاد. وقد تقع العلاقات الاقتصادية بين الصين وجمهورية كوريا، وحتى المبادلات التجارية الإقليمية، ضحية قرارها غير المدروس.
إن الصين هي أكبر شريك تجاري واستثماري لجمهورية كوريا، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 171.8 مليار دولار في الأشهر ال 11 الأولى من عام 2016. وقد تجاوز حجم التجارة السنوية بين الصين وجمهورية كوريا القيمة الإجمالية لتجارة كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة واليابان وأوروبا معاً.
وقد جلبت العلاقات الاقتصادية الوثيقة المشتركة بين البلدين الجارين فوائد جمة لكلا الشعبين. ونذكر بشكل خاص النمو المتسارع في التبادلات السياسية والاقتصادية والثقافية نظراً لكون بكين وسيول قد بدأتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ 25 عاما فقط.
وقد بلغت التجارة الثنائية رقماً قياسياً ب 234.5 مليار دولار في عام 2014، أي ما يقارب 47 ضعف حجمها في عام 1992. وتشير التقديرات إلى أن فائض تجارة جمهورية كوريا مع الصين، والذي لطالما كان ضخماً، لم يقلّ عن 450 مليار دولار على مدى السنوات ال 25 الماضية. ويعد قطاعا الترفيه والسياحة من بين القطاعات الكورية التي استفادت أكثر من غيرها من التجارة مع الصين.
وبالتالي فإن سيول ترتكب خطأ فادحاً عبر اظهارها القليل من الاهتمام بالإنسحاب من صفقة ثاد، حتى في ظل خطر تقويض شراكتها الصلبة مع بكين. لا تشكل الصين تهديداً أمنياً للجمهورية الكورية. وبدلاً من ذلك، يمكن لجمهورية كوريا استخدام السوق الصينية للتغلب على نموها الاقتصادي غير الواعد، والاضطرابات السياسية في الداخل.
لقصر نظر سيول تأثير كبير بالفعل على الاقتصاد الكوري. فقد انخفضت صادراتها إلى الصين بنسبة 9.5 بالمئة على أساس سنوي إلى حوالي 152.8 مليار دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2016. وقد تراجع فائضها التجاري مع الصين أيضا، مسجلاً انخفاضاً بقيمة 25 في المئة. وهذه استجابة طبيعية لخيارات المستهلك الصيني.
لقد أوضحت الصين وجهة نظرها، بأنها لن تقدّم أية تنازلات عندما يتعلق الأمر بمصالحها الجوهرية، والتي يشكل ثاد خطراً كبيراً عليها. وعلى هذا النحو، ينبغي أن توقف سيول الرقص على الأنغام الخاطئة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.