موقع متخصص بالشؤون الصينية

ما الذي يمكن أن تتعلمه #الصين من الاستراتيجية الهندية لحاملات الطائرات؟ (العدد 60)

0

تشاينا ميليتاري/
10- 3- 2017
ليو كوي/  معهد بحوث المعدات البحرية في بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
وفقاً لتقارير وسائل الاعلام، لقد تم الاستغناء مؤخراً عن حاملة “آي ان اس فيرات” التي خدمت مدة 30 عاماً في البحرية الهندية . فبعد إطلاقها إلى المحيط الهندي بعَلَم البحرية الهندية في أيار 1987، لطالما كانت حاملة الطائرات في طليعة البحرية الهندية.
إستراتيجية حاملات الطائرات الهندية
تعتقد الهند، بوصفها بلداً رئيسياً يطل على المحيط الهندي، أن أمنها وازدهارها يتوقفان على سيطرتها على المحيط الهندي. وطالما أنها تسيطر على المحيط، فإنها ستكون قادرة على الهيمنة على المحيط والدول المحاذية له، وعلى السيطرة على المنطقة الشاسعة بين البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الهادئ.
ولذلك، كانت الهند تدرس “استراتيجية السيطرة على المحيط الهندي” أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. وهي عازمة في القرن الحادي والعشرين، على بناء بحرية موجهة للهجمات بعيدة المدى، والتي يمكن التحكم بها من الجو من أجل الحفاظ على مكانتها كـ “قوة اقليمية  مُسيطرة”، وعلى مكافحة التعزيزات الصينية لقوتها البحرية بعيدة المدى، وضمان سلامة الطرق البحرية في المحيط الهندي.
معضلة حاملات الطائرات الهندية
مع ذلك، وبالمقارنة مع استراتيجيتها للمحيط الهندي، فإن تطوير الهند لحاملات الطائرات لم يسر على قدم وساق.
فهي أولاً، غير قادرة على تعديل وتطوير سفنها بشكل مستقل.
قبل الستينات، لم تتمتع الهند بالقدرة على تصميم أو بناء سفن كبيرة، ولكن إنتاجاتها البحرية العسكرية اليوم موجودة على المقياس الأولي، برغم واقع أن صناعة بناء السفن الهندية لا تزال تظهر قدرة إنتاجية صغيرة، وعملية متخلفة وضعفاً في البنية التحتية. لذلك، فإن الهند ليست قادرة على تصنيع حاملات طائرات وتطويرها بشكل مستقل بعد .
ثانياً، إن التخطيط الإستراتيجي الهندي لا يتماشى مع قوة الهند الوطنية الشاملة.
تعتقد البحرية الهندية أنه يجب أن يكون لديها حاملتا طائرات من أجل “الهيمنة” على المحيط الهندي والسيطرة على خليج بنغال شرق الهند والخليج العربي. كما أنها تحتاج إلى حاملة طائرات ثالثة كقوة متحركة لتقديم العون السريع أو للإبحار إلى مناطق بحرية أخرى حاسمة لمصالحها. ولتحقيق هدف امتلاك ثلاث حاملات للطائرات، اسثمرت الهند، مع تمديد خدمة “آي ان اس فيرات “، الكثير من الأموال لتجديد نظام “آي ان اس فيكراماديتيا” وواصلت تطوير  “آي ان اس فيكرانت”، ولكن النهج “ذو الثلاث شُعب” لم يسر بنجاح كما كان متوقعا.
وقد كلفت ال “آي ان اس فيكراماديتيا” الكثير من المال لدرجة أن “آي ان اس فيكرانت” الجديدة التي كان ينبغي إطلاقها إلى الخدمة الفعلية عام 2014 لن تكتمل حتى العام 2018، ولا تزال قدرة الهند على تلبية هذا الموعـد النهائـي غير مؤكدة.
وقد ذهب حلم البحرية الهندية بامتلاك ثلاث حاملات طائرات أدراج الرياح لأنها بالغت في تقدير قدرتها على البحث والتطوير وفي تقدير قوة البلاد الشاملة، واتبعت استراتيجية ضخمة جداً تقطعت بها السبل في نهاية المطاف.

ثالثاً، لقد أخطأت الهند في اعتبار ردع حاملة الطائرات قدرة قتالية وكانت مأخوذة بـ “مجموعة الحاملات”.
إن تطوير حاملات الطائرات أمر ملحّ، لكننا لا نستطيع استعجاله. ففي العجلة الندامة. كما أنه لا يمكن وضع جميع الطائرات المحمولة موضع القتال، لكن الهند تصر على زيادة عدد حاملات الطائرات في مثل هذه الظروف، وهو نوع من “التخريف”.
لقد تم ايقاف تشغيل الطائرة سي هاريير، وهي الطائرة المحمولة الرئيسية في البحرية الهندية عام 2016، وقد تحطم 2/3 منها خلال خدمتها التي استمرت مدة 33 عاما، مما أسفر عن مقتل أكثر من 10 طيارين هنود. وهذا يعني أن نظام الطائرات المحمولة في الهند لا يزال بعيداً عن تشكيل قدرة قتالية حقيقية.
الدروس المستفادة
إن وضع البحرية الهندية يوفر التوصيات التالية لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني:
أولا، يجب أن تعلّق الصين أهمية كبيرة لتطوير حاملات الطائرات وتوفر دعماً مستمراً لهذا التطوير.
وبرغم عدم اندلاع حرب واسعة النطاق في المحيط الهندي في العقود القليلة الماضية، فإن البحرية الهندية تنمو باستمرار من حيث القوة، ووجود حاملة طائرات يؤدي بشكل خاص إلى ردع الدول الأخرى على طول المحيط الهندي من التعدي على الجزر الهندية القريبة.
في زمن السلم، تعتبر حاملة الطائرات سفينة بحرية فعالة تستعرض قوة الردع وتحمي السلام الإقليمي والعالمي.
ثانيا، ينبغي على الصين مواصلة تعزيز قدراتها على الابتكار والبحث والتطوير.
تعتمد البحرية الهندية بشكل كبير على الاستيراد، والذي بإمكانه مساعدتها على بناء قدرة قتالية بشكل أسرع إلى حد ما، ولكنه ليس جيداً للتنمية على المدى الطويل. سيما إذا كان يعتمد على “استيراد” الأجزاء الأساسية، حيث سيتم التحكم به من قبل المصدر وهذا من شأنه إعاقة القدرة القتالية النظامية.
فقط عندما تمتلك الصين قدرة قوية على البحث والتطوير بشكل مستقل، فإنه سيصبح بإمكانها تبيان اتجاه ومسار الابتكار بشكل أكثر دقة، وحشد إمكاناتها وحيويتها بشكل فعلي، وبالتالي دفع التنمية البحرية الشاملة قدماً.
ثالثا، يجب على الصين تحقيق تقدم مطرد على صعيد القدرة القتالية كأولوية قصوى.
هناك مشكلة كبيرة تواجه البحرية الهندية وهي أنها كانت على “عجلة” كبيرة من أمرها قبل أن تمتلك الأمة القوة الكفاية لدعم استراتيجيتها.
وقبل أن تبني الطائرات المحمولة قدرة قتالية حقيقية. ولذلك، كانت دائماً في حالة من التطوير غير المتوازن، وهو ما كان السبب الرئيسي لجميع الصعوبات و”الحوادث” التي واجهتهـا.
وبالتالي، إن مهمة الصين الأولى الآن هي تحسين النظام، سيما دراسة ومراقبة القوانين التي تنظم نمو القدرة القتالية لحاملات الطائرات والطائرات المحمولة بعناية، وإجراء التدريبات الأسـاسيـة وتعويـض “نقـاط الضعـف”.
ومن ثم سيصبح بإمكان الصين تطبيق مزاياها النامية لاحقاً وتعزيز حاملات الطائرات خطوة بخطوة.
رابعا، ينبغي على الصين تعزيز قوتها العسكرية الشاملة بسرعة أكبر من خلال التكامل العسكري – المدني.
إن عقبة رئيسية أمام تطوير الهند لحاملات طائرات هي القوة الوطنية الشاملة غير الكافية، مما يجعلها غير قادرة على تحمل كلفة عملية البحث والتطوير لحاملات الطائرات الثلاث مرة واحدة.
إن الحرب المستقبلية ليست عسكرية فقط، وانما تتعلق بالأمة بأسرها. وينبغي على الصين تعزيز وتطبيق استراتيجية عسكرية – مدنية عميقة وتطوير التنمية الوطنية والعسكرية بشكل موازٍ .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.