موقع متخصص بالشؤون الصينية

#شي و #ترامب: ماذا بعد الابتسامات؟ (العدد 62)

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا

ذهب الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى فلوريدا وعاد. التقى الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. هو أول لقاء بين الرجلين في موقعيهما، لذلك كان لقاء استكشاف وتعارف، ولقاء بناء علاقات شخصية، طالما أن الرئيسين سيترافقان لأربع سنوات مقبلة على الأقل، في قيادة الدولتين الأكبر اقتصادياً على مستوى العالم.
الأجواء التي عكستها تصريحات المسؤولين الصينيين حول اللقاء إيجابية جداً، ووسائل الإعلام الصينية تحدثت عن ابتسامات وتبادل إطراءات، وعن أغاني ونزهات على البحر. إنها أجواء تكاد تنضح بالرومانسية، وتوحي بـ “إعجاب من أول نظرة” بات يحكم العلاقة بين الزعيمين الصيني والأميركي.
ولكن الواقع يبدو مختلفاً تماماً عن هذه الصورة الوردية.
الملفات التي كانت محل خلاف قبل القمة ما زالت محل خلاف بعد القمة: العلاقات الاقتصادية، مشكلة تايوان، قضية بحر الصين الجنوبي، أزمة كوريا الديموقراطية، وبالتأكيد القضايا الإقليمة والدولية الأخرى، وبينها الوضع في سوريا.
كل ما قيل حول تعزيز العلاقات بين البلدين بقي في إطار العموميات، إن لم نقل التمنيات. الرئيس الصيني بدا متفائلاً جداً في الوصول إلى تفاهمات للمشاكل العديدة القائمة بين البلدين، والرئيس الأميركي تحدث عن “علاقات رائعة” بناها مع الرئيس شي.
بالرغم من ذلك، لم تستنكف وسائل إعلام صينية عن التساؤل عن الخطوة التالية لترامب، وهل سيبقى على حماسه لعلاقات رائعة مع الصين، وسأل بعض المعلقين الصينيين: هل كل أعضاء فريق ترامب على رأي واحد في كيفية التعامل مع الصين؟
لا خلاف على أن القمة مفيدة جداً لوضع قواعد ثابتة للعلاقة بين الصين والولايات المتحدة، ولكن هذا لا يعني أن كل المشاكل بين البلدين باتت على سكة الحل في ظل “حماقات” ترامب على المسرح الدولي، والتي بدأت من صواريخ توماهوك التي أُطلقت على سوريا، وقد لا تنتهي مع توجه مجموعة بحرية حربية إلى بحر شبه الجزيرة الكورية.
الحكم على نجاح القمة لا يكون بالاستماع إلى الأقوال، ولكن بمراقبة الأفعال، ولا يبدو أن الخشية الصينية من تقلّبات ترامب قد تبددت تماماً مع الابتسامات التي وزعها الرئيسان شي وترامب للمصورين، ولا في المصافحات التي شهدتها الساعات السبع من اللقاءات بين الزعيمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.