موقع متخصص بالشؤون الصينية

توقعات بأن تعزز القمة العلاقات الصينية الأمريكية (العدد 62)

0

صحيفة غلوبال تايمز الصينية
29-3-2017 لي هايدونغ
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى بكين، أصبحت القمة الصينية الأمريكية المقبلة موضوع نقاش ساخن في وسائل الاعلام ومراكز الأبحاث. وسيلعب لقاء مبكر، كما يتوقع الكثيرون، دوراً هاما في توطيد وتعزيز العلاقات الصينية الأمريكية.
تمر العلاقات بين بكين وواشنطن بمرحلة انتقالية حساسة، وبالتالي فإنها تتطلب تنسيقاً وتوجيهاً مناسبين من قبل كبار القادة. فمنذ الحرب الباردة، اعتمد استمرار التعاون الصيني الأمريكي على التكامل الاقتصادي الذي يعدّ حجر أساس العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام دولي مستقر، والذي هو رباط للتعاون الاستراتيجي.
إن ازدياد حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة من 2.5 مليار دولار في عام 1979 إلى 519.6 مليار دولار في عام 2016 لهو دليل على اقتصادهما المتكامل بشكل كبير. وفي الوقت نفسه، لقد جلبت التحركات الذي قامت بها بكين للاندماج في النظام الدولي واستراتيجية واشنطن التكاملية تجاه الصين تعاوناً متعدد الطبقات بين البلدين على غرار مكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة ومعارضة استقلال تايوان.
بيد أن استراتيجة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الهادفة إلى إعادة التوازن إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والتي تتّسم بالعسكرة الشديدة وتهدف إلى تهميش الصين في المنطقة، قد أضعفت الأساس الاستراتيجي الصيني الأميركي لتوحيد النظام الدولي بشكل خطير، وعرّضت قدرة البلدين على خلق اقتصاد متكامل للخطر. ومن ناحية أخرى، إن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب يعمل سريعاً على محو تركة أوباما الدبلوماسية ويرسم سياسته الخاصة تجاه الصين في هذا السياق. وهذا يتيح فرصة للبلدين لتحسين علاقاتهما الثنائية. هناك حاجة ملحة إلى توجيه وتعاون فعالين بين كبار قادة الصين والولايات المتحدة لتوحيد دعائم التعاون الصيني الأمريكي وتحديد آفاق العلاقات الثنائية.
وبالإضافة إلى ذلك، يفتقر ترامب إلى الخبرات الدبلوماسية، ولا يمكن التنبؤ بسياسته تجاه الصين. ولقاؤه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ سيساعد ترامب على فهم سياسة الصين تجاه واشنطن. لقد فاز ترامب بالانتخابات الأمريكية بفضل رؤيته السياسية الحثيثة وفهمه للرأي العام، لكنه لم يتمكن بعد من  تكوين نظرة شاملة وموضوعية تجاه الصين والعلاقات الصينية الامريكية. وهذا يعني أنه قد يقترف الأخطاء في معالجته للعلاقات الامريكية الصينية.
إن لقاء شي هو الطريقة الأسرع والأكثر مباشرة لتحديد موقف ترامب من الصين، كما أنه سيقلّل احتمالات أن تعتمد إدارة ترامب سياسات تقوّض التعاون الصيني الأمريكي. ومن هنا، إن قمة صينية أمريكية مبكرة ستلعب دوراً حيوياً لضمان تطور سليم ومستقر للعلاقة بين بكين وواشنطن.
لا شك أن التصريحات السابقة لترامب وفريقه حول التجارة الصينية وسعر صرف العملة الصينية والدور الذي يتعيّن على بكين أن تلعبه في الموضوع النووي في كوريا الشمالية مثيرة للقلق. وقد بدأ ترامب بالفعل بتنفيذ وعوده الانتخابية بشأن المهاجرين، والشراكة عبر المحيط الهادئ وغيرها من الأمور. بيد أن لهجة إدارة ترامب القاسية تجاه الصين لم تصبح سياسة بعد، ولم تتبلور سياسته النهائية تجاه بكين بعد.
خلال زيارته إلى بكين، بثت تصريحات تيلرسون بشأن مبدأ عدم المواجهة وعدم النزاع والاحترام المتبادل والتعاون المربح  للجانبين الأمل في العلاقات الصينية الامريكية، ويبقى أن نعرف اذا كان المبدأ متفقاً عليه وسط جميع أعضاء إدارة ترامب، وما إذا كان ترامب يعتزم تطبيقه. قد تكون القمة الصينية الامريكية بداية لعلاقات صينية أمريكية سليمة ومستقرة، كما أنها قد تؤسس لنبرة إيجابية للعلاقات الثنائية في الأعوام الأربع القادمة.
لقد شهدت الصين والولايات المتحدة والنظام الدولي تغييرات جوهرية. وبقوة شاملة مشتركة وتأثيرات دولية، فإنه لدى الصين والولايات المتحدة أهداف مشتركة تتمثل في الحفاظ على الحيوية الاجتماعية وتحسين النظام الدولي الحالي من خلال تعميق الإصلاحات من أجل ضمان الاستقرار العالمي.
لقد اقترح تيلرسون العمل على علاقات “بناءة” و”موجهة نحو تحقيق نتائج” مع الصين، وهذا يتفق مع سياسة الصين المعتمدة تجاه واشنطن والساعية لتحقيق الربح للجانبين.
يدرك كلا البلدين أن هناك عدداً من القضايا الشائكة التي تجدر معالجتها في العلاقات الثنائية، وأن التعاون هو الحل الوحيد.
إن قمة صينية أمريكية ستدفع العلاقات بين بكين وواشنطن خطوة إلى الأمام في عالم سريع التغير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.