موقع متخصص بالشؤون الصينية

السفير بان ويفانغ: #الصين و #الأردن يعملان يداً بيد لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية (العدد 62)

0

أجرت ”نشرة الصين بعيون عربية“ مقابلة مع سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية في عمّان السيد بان ويفانغ بمناسبة ذكرى مرور أربعين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تحدث فيها عن تاريخ هذه العلاقات وآفاقها المستقبلية، كما تحدث عن العلاقات العربية الصينية بشكل عام وعن “مبادرة الحزام والطريق”. كما تحدث عن الدور الذي يلعبه “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين” لتعزيز العلاقات الصينية العربية، وعن مساهمة موقع الصين بعيون عربية في هذا المجال. وهذا نص المقابلة التي أجراها في عمّان الأستاذ مروان سوداح
ـ تصادف هذه السنة الذكرى السنوية الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية، نرجو منكم التفضل بتعريف الظروف التاريخية والعملية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية، ما هي تطلعات الجانب الصيني للعلاقات الثنائية؟
السفير بان ويفانغ: تضرب الصداقة الصينية الادرنية جذورها في تاريخ عريق، وتشكل جزءاً مهماً من التبادلات الوديّة الصينية العربية.
في 7 نيسان العام 1977، وقّعت حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية بياناً مشتركاً لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد التواصل للاتفاق عبر المفاوضات بينهما إعلانا لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بصورة رسمية، بينما كان أعلن الجانب الاردني قطع العلاقات الدبلوماسية مع سلطات تايوان. إن تأسيس العلاقات الدبلوماسية حادث تاريخي للعلاقات بين البلدين، مما يدفعها لأن تدخل إلى مرحلة جديدة وتفتح صفحة جديدة للصداقة والتبادل بين الشعبين. أقيمت العلاقات الصينية الأردنية على مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر، والمساواة، والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي، التى تعرف بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي.
أربعون عام مضت، وظل البلدان يعملان سوياً للحفاظ على سيادتهما واستقلالهما وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهما، يداً بيد وجنباً إلى جنب مهما كانت المصاعب والتحديات، ما أدى إلى حصد ثمار وافرة للعلاقات الثنائية بينهما، والتي كانت قائمة على الثقة والتفاهم المتبادلين فيما بينهما، وتقديم الدعم القوي لبعضهما بعضاً في التعامل مع القضايا ذات المصالح الجوهرية لكلا البلدين.
وإن الصين تقدّر تمسك الأردن بمبدأ “الصين الواحدة”، فهذا هو حجر الأساس للعلاقات بين البلدين. وإن الجانب الصيني يدعم الجانب الأردني لجهوده تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في الحفاظ على أمن البلاد واستقرار المجتمع وتحقيق التنمية الإقتصادية.
ويدرك كلا البلدين تماماً بأنه يجب مواصلة الاحترام والرعاية للمصالح الرئيسية لكل منهما، وتعزيز التبادلات والتعاون في مختلف المجالات، إذ أن ذلك يتماشى مع المصالح المشتركة لكلا الجانبين، وأيضاً يتطابق مع التطلعات المشتركة بين الشعبين. نحن على يقين أننا سنستقبل آفاقاً جديدة للعلاقات والتعاون بين البلدين في المجالات كافة.
ـ كيف كانت أحوال التطورات للعلاقات الأردنية الصينية على المستويين الرسمي والشعبي في السنوات الأخيرة؟ ما هي الانجازات البارزة منها؟ كيف هو حال التجارة بين البلدين؟ وتبادل الطلبة بين البلدين وأيضاً تعليم اللغة الصينية في الأردن؟
وأرجو التفضل بتعريف التطورات في مشروعي إنشاء المركز الثقافي الصيني والجامعة الصينية الأردنية. هل لدى الجانبين مشاريع مهمة أخرى؟
السفير بان ويفانغ: في السنوات الأخيرة، تتكثف التبادلات بين البلدين قيادةً وحكومةً وبرلمانًا، ويتزايد دفء العلاقات السياسية بين البلدين. فقد قام جلالة الملك عبدالله الثاني بعد توليه العرش بزيارة الصين لثماني مرات، كما أن قادة الصين قد قاموا بزيارة الأردن لمرات كثيرة. وتحت رعاية قادة البلدين وتوجيهاتهما، ازدهرت سبل التبادل والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وازداد التفاهم والثقة المتبادلة بينهما. وفي أيلول/ سبتمبر من عام 2015م، تمت اقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتعتبرها علامة فارقة مهمة لتطور العلاقات الثنائية.
أربعون عام مضت، وقد تطورت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بوتيرة سريعة. وفي الوقت الحالي، فإن الصين تعد ثاني أكبر شريك تجاري للأردن وأكبر مصدر للاستيراد أيضاً.
وفي عام 2016، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين ثلاثة مليارات ومائة وسبعون مليون دولار أمريكي، أي بزيادة 75 ضعفاً عن عام 1980م. وفي عام1980م، بدأت الصين في تنفيذ مشاريع المقاولات في الأردن، وحتى يومنا هذا، فقد شاركت الصين في عدد كبير من المشاريع والإنشاءات الهامة في الأردن، بجودة ومصداقية كبيرة لكسب ثقة الجانب الأردني.
وفي ظل تشارك الدول العربية مع الصين في مبادرة بناء “الحزام والطريق”، فقد دخلت استثمارات الصين إلى الأردن بخطوات كبيرة.
وما يستحق بالذكر، هو أنه في الشهر الماضي قد تم الإغلاق المالي لشركة عطارات للطاقة لمشروع توليد الكهرباء بواسطة الحرق المباشر للصخر الزيتي، كما بدأت أعمال البناء والإنشاء له. فإن الصين هي المستثمر والممول والمنشئ لهذا المشروع، وقد بلغ مقدار التمويل مليار وستمائة مليون دولار أمريكي.
وإلى يومنا هذا، يعدّ هذا المشروع أكبر مشروع استثماري وتمويلي وإنشائي من قبل الصين في الأردن.
وهو سيقدّم مساعدة كبيرة للجانب الأردني لاستغلال الموارد الطبيعية الذاتية والحد بشكل كبير من اعتماد الجانب الأردني على مصادر الطاقة المستوردة، إضافة إلى توفير الآلاف من فرص العمل في الأردن.
علاوة على ذلك، فإن الجانبين الصيني والأردني حاليًا يتباحثان في مشاريع السكك الحديدية والطاقة المتجددة بالإضافة إلى مشاريع المياه وخطّ أنابيب النفط والغاز وغيرها من المشاريع الكبيرة المهمة.
كما أن التبادلات الثقافية والإنسانية بين البلدين تسير على نحو متزايد. ففي السنوات الأخيرة أقيمت العروض لـ “عيد الربيع السعيد” و”التراث الثقافي الصيني غير المادي” وغيرهما من العروض الثقافية الصينية في الأردن، التي لقيت ترحيبًا كبيراً وإقبالاً واسعاً من الشعب الأردني. كما أن التبادلات التعليمية تتكثف يوماً بعد يوم، فإن عدد تبادل الطلبة بين البلدين في تزايد مستمر، وفي الوقت الحالي، لقد بلغ عدد الطلبة حوالي 500 لأحد البلدين في الآخر. بالنسبة إلى تعليم اللغة الصينية، أنه تم إنشاء معهدي كونفوشيوس وثماني مؤسسات تعليمية لتدريس اللغة الصينية في الأردن، كما أن مسابقات اللغة الصينية تحت عنوان “جسر اللغة الصينية” في الأردن سنوياً تتقدم بروائع وإبهار كل المتفرجين. في ظل تشارك الأردن مع الصين في مبادرة بناء “الحزام والطريق”، يلعب مشروع الجامعة الصينية الأردنية دوراً مهماً لتعزيز التبادلات والتعاون في مجالات الثقافة والإنسانية. إلى حد الآن، تمت دورات من التشاورات بين المؤسسات والجامعات المعنية للجانبين، ويبقى أمام الجانبين عمل الاتصالات المكثفة حول أسلوب التعاون وتحديد عنوان موقع الجامعة وغيرها. ونأمل أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن.
أما مشروع المركز الثقافي الصيني، هو من ثمار تكثيف التبادلات الثقافية بين البلدين، وتم توقيع مذكرة التفاهم لبناء المركز في الأردن بين الجانبين في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي في بيجين، وقد قدّم الجانب الصيني مسودة الاتفاقية حول المشروع في بداية العام الحالي إلى الجانب الأردني الذي يقوم بدراستها الآن. نأمل من الجانبين سرعة التوصل إلى اتفاق، مما يمهد الطريق للشروع في بناء المركز الثقافي الصيني في الأردن.
ـ كيف تقيّمون تطور العلاقات بين الصين والدول العربية، وما الدور الذي يلعبه منتدى التعاون الصيني العربي في هذا الصدد؟
السفير بان ويفانغ: تظل الشعوب العربية الأصدقاء الأعزاء والإخوة الحميمين في قلب الشعب الصيني وتحتل منطقة الشرق الاوسط مكانة مهمة في خريطة الدبلوماسية الصينية. إن طريق الحرير المعروف عالمياً، هو الذاكرة المشتركة والميراث الغالي التي أهداها التاريخ إلى الشعب الصيني والشعوب العربية.
بالنسبة للصين، الدول العربية ليست قوة مهمة لصيانة المصالح المشتركة للدول النامية، والدفع ببناء نظام دولي عادل ومعقول فحسب، بل أيضا شريك طبيعي للتشارك في بناء “الحزام والطريق”، والالتقاء بين الاستراتيجيات التنموية وتعميق التعاون العملي. في بداية عام 2016 قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة تاريخية لمنطقة الشرق الأوسط شملت كلاً من السعودية ومصر ومقر جامعة الدول العربية، وطرح خلالها الخطط التعاونية تجاه المنطقة والدول العربية، الأمر الذي ارتقى بمستوى التعاون الجماعي الصيني العربي ودفع العلاقات الصينية العربية للصعود إلى درجة جديدة في المرحلة الجديدة.
ومنذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي في عام2004، حقق التعاون الصيني العربي في المجالات كافةً نتائج مثمرة، ما ساهم في توطيد الصداقة الصينية العربية التاريخية وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة والحوار والتعاون الجماعيين بين الجانبين والارتقاء بمجمل العلاقات الصينية العربية. أقام الجانبان الصيني العربي علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة، وتتطور ـ بل تتكامل ـ آليات التعاون في إطار المنتدى مثل اجتماع كبار المسؤولين ومؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب ومؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة وندوة الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة الصينية العربية وسنة الصداقة الصينية العربية باستمرار. وسوف يتخذ الجانبان المنتدى كمنصة لتبادل التفاهم والدعم في القضايا التي تهم الجانبين وتتعلق بمصالحهما الجوهرية والرئيسية وتوثيق التشاور والتنسيـق سياسياً علــى المستــوييــن
الإقليمي والدولي والتشارك في بناء الحزام والطريق وتعميق علاقات التعاون الاستراتيجي الصيني العربي في مجالات التجارة والاستثمار والمالية والطاقة والبنية التحتية والطاقة الانتاجية.
ـ ما رأيكم في الدور الذي يلعبه “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين” لتعزيز العلاقات الصينية العربية؟
السفير بان ويفانغ: ظل “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين” يقدّم مساهمات إيجابية في تعزيز الصداقة بين الصين والعالم العربي، انطلاقاً من الموقف الودي والعملي الذي يتمسك به دوماً. ويضمّ الاتحاد صحفيين وإعلاميين وكتّاب ذوي خبرات وافرة ومؤهلات كثيرة من مختلف الدول العربية، فهم يجتمعون ويعملون كمتطوعين في الاتحاد من أجل تحقيق هدف مشترك.
إن روحهم تستحقّ الإعجاب والتقدير، وإنهم قد أصبحوا سفراء للصداقة الصينية العربية. ويحكي الاتحاد قصص الصين للشعوب العربية كما أنه ينقل الأصوات الصينية إليها، الأمر الذي جعله أكثر تميزاً وتفوقاً.
إضافة إلى ذلك، يتميز الموقع الالكتروني “الصين بعيون عربية” كمنصة إعلامية للاتحاد بسماتها الخاصة وتغطيتها السريعة، مما يضيف لها شهرة وتأثيرات في العالم العربي بشكل مستمرّ.
إننا نقدّر ونشكر رئيس الاتحاد وأعضاءه على جهودهم المبذولة، وقد بدأت بعض وسائل الإعلام الصينية تهتمّ بدور الاتحاد وتعرّفه للشعب الصيني. نتمنى للاتحاد أن يستمرّ في ضخّ قوة إيجابية لتطوير العلاقات الصينية الأردنية والعلاقات الصينية العربية، ويواصل عزف ألحاناً جميلة للتعاون الصيني العربي، بما يساهم في توطيد الصداقة وتعزيز التعاون بين الصين والعالم العربي بشكل أفضل.
ـ ما هي التطورات لتنفيذ مبادرة بناء “الحزام والطريق” المطروحة من الجانب الصيني؟
السفير بان ويفانغ: منذ طرح الجانب الصيني المبادرة في عام 2013 فقد أصبحت هناك أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية أعربت عن دعمها للمبادرة، وتم توقيع ما يربو على 40 اتفاقية تعاون مع الصين. إن حجم الاستثمار الصيني في الدول الواقعة على طول الخط تجاوز 50 مليار دولار مما حفز التنمية الاقتصادية في هذه الدول وخلق عدداً كبيراً من فرص العمل.
إن الجانبين الصيني العربي شريكان طبيعيان للتشارك في بناء “الحزام والطريق”، ويتمتعان بقوى كامنة هائلة في مجالات الطاقة والبنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار والطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الإنتاجية.
نأمل أن يعمل الجانبان الصيني والعربي على التشارك في بناء “الحزام والطريق” وتعميق علاقات التعاون الاستراتيجي باستمرار من شأنه تكوين مجتمع ذي مصير مشترك فيما بينهما وتأليف صفحات جديدة للصداقة بينهما.
في شهر أيار/ مايو المقبل ستعقد الصين منتدى القمة للتعاون الدولي لـ”الحزام والطريق” في بيجين، وسيكون المنتدى على أعلى مستوى من نوعه منذ طرح مبادرة بناء “الحزام والطريق” ويهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي العالمي من ناحية، وتطبيق مفهوم التعاون والكسب المشترك الذي تتمسك به الصـيـن من نـاحية أخـرى. سنعمل على إضفاء قوة التحرك الكبيرة على بناء هيكل اقتصادي منفتح وتنمية الاقتصاد العالمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.