موقع متخصص بالشؤون الصينية

المُبادرة الصّينية: وُجهة نَظر يَمنية

0

 

موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
م. ناصر فريد ظيفير*:
في العام 2013 م، أطلق فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، “شي جين بينغ”، مبادرة القرن الـ21 الموسومة بـ”الحزام والطريق”. هذه المبادرة الصينية القيّمة تسعى الى خلق عالم متناغم ويسوده التعاون والتشارك والتفاهم، من خلال إحياء الإرث الحضاري والانساني لمختلف الشعوب والقوميات بعامة، ولتُسهم بفعالية أشمل وأعمق في جهود التواصل بين الشعوب، عَبر التبادلات الحضارية والاقتصادية، ويُحسب للصين ولقيادتها الحكيمة بَعث هذا الأمل في البشرية، من خلال تحقيق هذا الحُلم بأدوات مُعَاصِرة لتسهم في الإسراع بدعم هذه المبادرة والارتقاء بها.

في عصرنا، حل القطار محل الجِمال ، والانترنت والاتصالات الحديثة قد اوصلت وسهّلت تبادل المعلومة، بدلاً عن الحَمام الزاجل والخيول وعرباتها ، والطيران وغيره من الوسائل المتطورة مهّدت لأن تلتقي الشعوب، وبذلك “ينتقل الحرير” الذي هو رمز لانتقال المنفعة والفائدة، الى صرح جديد تشارك فيه الشعوب للإفادة من بعضها البعض ، وها هي الصين تضرب من خلال مبادرة الحزام والطريق أروع الامثلة ووضع الافكار القابلة للتنفيذ، في مسعى منها لمد يد المساعدة للدول النامية وللتعاون مع الدول المتقدمة، دون احتكار أو هيمنة، إدراكا منها ان جميع الشعوب تعيش على كوكب واحد، ومن الطبيعي والحالة هذه، ان تكون مصالحها الحيوية واحدة، وإن عانى شعب منها ستعاني جميع الشعوب .
وفي هذا الصدد، وللدلالة على عِظم “المبادرة”، تبيّن ان عدد الدول التي سيشملها الحزام والطريق حوالي 60 دولة، موزعة على ثلاث قارات هي آسيا وأفريقيا وأوروبا . لذا يمكننا التأكيد، أن اطلاق مثل هذه مبادرة يمثل روح العطاء والانسانية التي وصل اليها العقل الصيني ، بإدراكه ان لا تطور يدوم ولا رفاه لأي بقعة في الارض ومحيطها يعاني من الفقر وتدني الخدمات والتواصل الثقافي والاجتماعي.
ان مبادرة الصين بخلق تعاون وتنمية وترابط اكبر مع مختلف الدول التي تقع على “الحزام والطريق، هي اعلان صريح عن ان زمن الهيمنة وشعارات الانظمة والدول المستبدة قد اصبحت في موقع تقهقر ، وما صعود نجم هذه المبادرة إلاّ بمثابة تعرية للسياسات الاستعمارية التي ظلت ما يُسمّى بالدول الكبرى، تمارسها على الشعوب ومن خلال اكذوبة المعونات والمساعدات التي ومنذ عشرات السنين لم تؤتي ثمارها، إنما بقيت الدول الفقيرة والنامية تعاني من استعمار هذه الانظمة حتى بعد استقلالها منذ منتصف القرن الماضي .
وبالعودة الى مبادرة الحزام والطريق التي اعلن عنها الرئيس شين جين بينغ، فقد تم تخصيص 100 مليار يوان إضافية (14.5 مليار دولار) للصندوق الخاص بها ، و380 مليار يوان قروضاً من بنكين كبيرين، و60 مليار يوان مساعدات للدول النامية، والمؤسسات الدولية في دول طريق الحرير الجديد. إضف الى ذلك، وعد الرئيس “شي” بتشجيع المؤسسات المالية الصينية بتقديم مئات المليارات من اليونات لمشاريع تخدم مبادرة الحزام والطريق، حيث سيتم استثمار هذه المبالغ في تشييد شبكات من السكك الحديدية وأنابيب نفط وغاز وخطوط طاقة كهربائية وإنترنت وبُنى تحتية بحرية، ما يُعزّز اتصال الصين بالقارة الأوروبية والإفريقية، وتعميق علاقة وروابط الصين مع محيطها الآسيوي ، وذلك عبر فتح ممرات برية واخرى بحرية تربط ما بين دول الحزام والطريق.
ونحن في اليمن، نعوّل على ان يصيب بلادنا استثمارات من هذه المبادرة، وان يكون اليمن كما كان نقطة مهمة في طريق الحرير الدولي الجديد، حيث كانت مدينة عدن محطة من محطات البحار الصيني (زينغ خه ) في القرن الخامس عشر ، زد على ذلك، أن بعض المراجع التاريخية تذكر تلك الرحلات بتفصيل كما وتبادل الهدايا بين حاكم عدن انذاك و امبراطور الصين عَبر البحار الصيني الادميرال (زينغ خه)، وتنظر شعوب الدول الواقعة على طول الطريق والحزام الى هذه المبادرة بكل تقدير وفخار ، وتهيب بدولها للتفاعل الايجابي معها ذلك لاستجلابها الخير والتنمية للدول المرتبطة بالمبادرة كافة.

* م. ناصر فريد ظيفير: عضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين في اليمن، ومُستمع دائم للقسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.