موقع متخصص بالشؤون الصينية

#وانغ_كيجيان يتحدث عن العلاقات بين #الصين و #لبنان: نعمل على تشجيع تصدير منتجات لبنانية إلى بلادنا (العدد 69)

0

خاص ـ نشرة الصين بعيون عربية:
في الجزء الثاني من المقابلة الشاملة مع سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان وانغ كيجيان، يتركز الحديث على العلاقات بين الصين ولبنان، في الماضي والحاضر، والآفاق المستقبلية لهذه العلاقات.
أخبار جيدة، وأفكار جديدة، ومشاريع وطموحات، يتحدث عنها السيد وانغ، يمكن من خلالها دمج لبنان بمبادرة الحزام والطريق، كما كان منذ القديم محطة مهمة على طريق الحرير التاريخي.

* نتابع الحديث عن مبادرة الحزام والطريق.. ماذا عن لبنان؟
منذ طرح هذه المبادرة تجاوب لبنان بايجابية كبيرة جداً لأسباب كثيرة: السبب الأول هو أن لبنان كان محطة مهمة في طريق الحرير القديم. كان طريق الحرير القديم يصل إلى البحر الأبيض المتوسط عن طريق صور وجبيل ويُنقل الحرير الصيني والشاي الصيني إلى أوروبا عبر صور، وبعد ذلك تطورت صناعة الحرير في لبنان.
وأيضاً في الوقت الحاضر أكد أصدقاؤنا اللبنانيون أن لبنان يريد الانضمام إلى هذه المبادرة، ونأمل الاستفادة من مشاريع التعاون بين الصين ودول المنطقة في مجالات تطوير البنية التحتية وتطوير الصناعة في لبنان وزيادة التواصل الإنساني بشكل خاص.
ولبنان رغم أنه بالمساحة بلد صغير لكنه يتمتع بثقافة متنوعة وحضارة طويلة وسياحة مزدهرة والطباعة المصرفية قوية وتقليدية، وأيضاً قطاعات قوية الثقافة والفنون والإعلام والنشر والطباعة، وهذا مشهور جداً ومميز جداً في منطقة الشرق الأوسط.
* هل تطورت العلاقة والتعاون بين الصين ولبنان؟
في السنوات الماضية، منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان والصين في عام 1971، تطورت العلاقات الثنائية بشكل سلس وجيد، وهناك تواصل على المستوى السياسي والتبادل التجاري متقدم بشكل كبير، والصين أكبر شريك تجاري للبنان على مدى السنوات الأربع الماضية. معظم هذا التعامل التجاري هو في الواقع لمصلحة الصين، وكان العام الماضي قد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين مليار و100 مليون دولار أمريكي، معظمه صادرات من الصين إلى لبنان.
الآن على سبيل المثال يتم التعاون على تطوير مرفأ طرابلس، والتعاون في مشاريع الآلات والرافعات في مرفأ بيروت ومرفأ طرابلس. وأيضاً تقدم الحكومة الصينية مساعدات اقتصادية لحكومة لبنان عبارة عن أدوات مكتبية وسيارات للأجهزة الحكومية، وأيضاً أجهزة فحص الحاويات، ولعبت هذه الأجهزة دوراً كبيراً في مكافحة الإرهاب والمخدرات. وأيضاً تقدم الصين مساعدات إنسانية للنازحين السوريين الموجودين في لبنان بدفعات مختلفة، سواءً عن طريق مجلس الإنماء والإعمار أو وزارة الشؤون الإجتماعية أو عن طريق الوكالات الدولية مثل الصليب الأحمر واليونيسف ونظام الصحة العالمية.
* كم قيمة مساعدات النازحين، هل هي بين عينية ونقدية؟
نعم، عينية ونقدية. 45 مليون ين صيني، حوالي 7 مليون دولار أمريكي من المساعدات الإنسانية هي عبارة عن أجهزة معدات طبية وأقمشة و مليوني دولار نقداً.
قبل أسبوع وقعت مع الأستاذ نبيل جسر دفعة جديدة من الدعم الإنساني للنازحين السوريين بقيمة 15 مليون ين صيني من الأرز، يعني أكثر من مليوني دولار.
* هل تساهم الصين أيضاً بتقديم مساعدات ودعم للمجتمعات اللبنانية المضيفة للنازحين، وهي مجتمعات فقيرة جداً؟
الاتفاق حول تقديم هذه المساعدات هي تقدم للنازحين السوريين وللمجتمع الحاضن. والحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن توزيع هذه المساعدات.
خلال القمة بمشاركة وزير الثقافة والأستاذ نبيل الجسر، تم توقيع اتفاقية كبرنامج تنفيذي لاتفاقية التعاون الثقافي بين البلدين بين عامي 2017 إلى 2020، يعني هناك اتفاقية تعاون ثقافي بين البلدين، ويجب أن نوقع بين فترة وفترة على برامج تنفيذية.
تشمل الاتفاقية التعاون الثقافي وتبادل للطلاب والتعاون التعليمي والفني، وأيضاً خلال القمة تم توقيع اتفاق بين الحكومتين تفضي بتقديم الحكومة الصينية منحة قدرها 100 مليون ين صيني وهي حوالي 12 مليون دولار أمريكي هبة للحكومة اللبنانية لدراسة إنشاء معهد عالي للموسيقى. وأيضاً وقّعنا مذكرة تفاهم حول تيسير التجارة بين البلدين، هذا بالاتفاق بين الصين ومع كثير من البلدان المشاركة في هذه القمة.
* هل هناك مشاكل يواجهها رجال الأعمال اللبنانيين في التبادل التجاري بين البلدين؟
هناك آفاق كبيرة للتعاون بين الصين ولبنان في إطار هذه المبادرة، هذه المبادرة تتشكل من خمسة أجزاء، التناسق بين السياسات، والترابط بين البنية التحتية وتيسير التجارة وتطوير التعاون المالي والمصرفي والتواصل الإنساني. على مستوى تنسيق السياسات، فنحن سعداء أن الحكومة الحالية، حكومة دولة الرئيس سعد الحريري، تعمل على وضع خطة وطنية لتطوير البلد بما فيه تطوير الشمال، سمعنا أن الخبراء والمتخصصين يعملون على هذه الخطة الآن، فبعد أن يتم وضع هذه الخطة يمكن أن نجلس ونبحث ما هي نقاط الالتقاء بين هذه الخطة، خطة لبنان ومبادرة الحزام والطريق، وما هي المشاريع التي يمكن العمل بها.
في مجال التجارة، هناك تعامل تجاري بالنسبة للبنان حجمه كبير، ولكن هناك معوقات: أولاً أن حجم السوق في لبنان صغير والهيكل الاقتصادي في لبنان ليس في موقع منافسة مع الصين، الاختلاف في الحجم والهيكل الاقتصادي يحكم التعاون الاقتصادي والتجاري، لكن نعمل الآن بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والهيئات المتخصصة في التشجيع على تصدير منتجات لبنانية لها خصائص وقدرة تنافسية إلى الأسواق الصينية، مثل زيت الزيتون، مثل النبيذ اللبناني، أو المكسرات.
يعني نحاول أن نجد السلع التي يتميز بها لبنان وله القدرة التنافسية في السوق الصيني، ونعمل على هذا الاتجاه.
رغم كل هذه المحاولات وحتى لو نجحنا بشكل كبير في هذه المحاولات فهي لن تحل مشكلة الاختلال في الميزان التجاري، يجب أن ننظر إلى صورة أكبر، مثلاً الاستثمارات الصينية، والتعاون المصرفي، فلبنان يتمتع بقطاع مصرفي قوي جداً ومتطور وهناك مجال كبير للتعاون المصرفي بين البلدين، ونحن الآن نعمل على توقيع مذكرة تفاهم بين جهات الرقابة المصرفية بين لبنان والصين، وأعتقد أن المذكرة جاهزة، ونن نبحث الآن في بعض المواضيع الفنية فقط استعداداً للتوقيع على الاتفاقية.
* ضمن أي إطار يقع الاتفاق على الرقابة المصرفية بين لبنان والصين ؟
هناك جهاز رقابة على المصارف في لبنان، وفي الصين هناك جهاز للرقابة أيضاً. على سبيل المثال لو كان مستثمر صيني يريد أن يتعاون مع أي مصرف في لبنان يمكنه بحسب مذكرة التعاون أن يطلب معلومات عن هذا المصرف، موثقة من قبل جهات الرقابة في لبنان. والعكس هو صحيح، فأي مصرف لبناني أو تاجر أو رجل أعمال لبناني يمكنه الحصول على معلومات موثقة عن أي مصرف صيني، فهذا سوف يسهّل التعاون بين القطاعات المصرفية في البلدين ورجال الأعمال من البلدين. وبعد توقيع هذه المذكرة يمكن لمصارف للبلدين أن تفتح مكاتب تمثيلية وبعد ذلك فروع في الطرف الآخر.
* هل بات هناك استعداد للمصارف اللبنانية أن تفتح فروعاً في الصين؟
نعم.
* سؤال معاكس، هل يمكن أن نرى مكاتب تمثيلية ومصارف صينية في لبنان؟
يمكن أن نبحث الأمه، لأن هناك تعاوناً بين البنوك الصينية وبنوك عربية مثل في الإمارات وقطر وفي السعودية أعتقد أو البحرين. على الأقل كخطوة أولى مكتب تمثيلي، كل شيء ممكن، ممكن جداً.
* في إطار هذه المبادرة، كما قلت حضرتك، كان لبنان من خلال صور وجبيل محطة للصين حتى تصل إلى أوروبا، هذا التطور مع المشاكل الحاصلة في المنطقة والتي نحن نعيش فيها، هل تعتقد أن لبنان سيلعب هذا الدور مجدداً بشكل جيد بوجود منطقة الخليج التي تطورت في إطار النقل والشحن،أو يبقى للبنان دور مميز بأن يكون صلة وصل بين الصين وأوروبا، وهل عملكم في تطوير مرفأ طرابلس يندرج في هذا الإطار؟
كان لبنان محطة مهمة في طريق الحرير القديم، لكن الآن هذه المبادرة تهدف لتحقيق الترابط بين البنية الأساسية الموجودة، يعني مثلاً قطار صيني أوروآسيوي، فهي مجرد ربط لهذه القطارات والتنسيق في الجمارك حتى يمشي هذا القطار بدون توقف من الصين ليصل مثلاً إلى لندن. فهذا يحتاج إلى ربط هذه السكك الموجودة، الآن السكة الحديدية وصلت إلى طهران، وإذا ما توفرت الظروف في هذه المنطقة يمكن أن نعمل نفس الشيء، أي ربط الخطوط الموجودة.
* بخصوص اختيار طرابلس، لماذا طرابلس، هل بسب سهولة الطرقات أو إذا كان هناك نية لسكك حديد عبر سوريا إلى حمص إلى آخره، وإذا كان هكذا لماذا لم يكن اهتمامكم بالجانب السوري، لأن الجانب السوري لديه مرافق مهيأة أكثر، هل هناك أسباب معينة؟
أنا شخصياً زرت طرابلس منذ فترة، وفي الشهر الماضي زار وفدان صينيان طرابلس ورأوا المرفأ والمنطقة الاقتصاديةال خاصة ومعرض رشيد كرامي واستمعوا إلى شرح من المسؤولين حول فرص التطوير والاستثمار. السبب الرئيسي وراء هذه الزيارات هو اهتمام الحكومة اللبنانية بهذا المشروع، لأن دولة رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري تكلم معي شخصياً حول اهتمام الحكومة اللبنانية بتطوير الشمال بشكل عام وطرابلس بشكل خاص وطلب من الجانب الصيني الاهتمام بهذا المشروع، وهذا هو السبب المباشر من زيارتي إلى طرابلس وزيارة الوفود الصينية إلى طرابلس.
* كيف ستكون صيغ استثماراتكم، هل ستلزّم للشركات أم أنتم ستستلمون الإدارة والتشغيل؟
حسب تصورات الحكومة اللبنانية فإن التعاون في تطوير الشمال يمكن أن يتم بأساليب مختلفة إن كان استثمار مباشر أو مشترك أو BOT أو غير ذلك، كل شيء قابل للنقاش.
بعد زيارة الوفود الصينية والمستثمرين، فإن بعض رجال أعمال صينيين وجدوا أن موقع مدينة طرابلس موقعها الجغرافي متميز جداً وهناك فعلاً فرص للتعاون بالاستثمار، وهم يريدون معلومات أكثر عن خطة اللحكومة اللبنانية، ما هي الأولويات وما هي الضمانات التي يمكن أن تقدم للمستثمرين الأجانب وما هي الشروط للاستثمار وما هي الحوافز للاستثمار.
* يعني وصلنا لمرحلة التنفيذ لاحقاً؟
ليس بعد.
* التركيز سيكون على الشمال وتحديداً طرابلس أم هناك أماكن أخرى في لبنان سيكون فيها نشاط استثماري صيني؟
نحن منفتحون للتعاون مع لبنان في المشاريع التي يهتم بها الجانب اللبناني. مثلاً خلال الجلسات الكثيرة بيني شخصياً مع خبراء ومختصين ومستشارين لرئيس الحكومة، تناقشنا حول ما هي الخطط الوطنية لتطوير البنية التحتية على نطاق الدولة، ليس فقط الشمال، وما هي الأولويات لهذه المشاريع، مثلاً مطار هنا أو مطار هناك، أو منطقة اقتصادية هنا أم هناك، نريد أن نعرف ما هي الأولويات لهذه التنمية، وأيضاً نريد أن نعرف ما هي إمكانيات التمويل، مصادر التمويل، وما هي أشكال التعاون، BOT، أو استثمار مباشر، فنتناقش بشكل مفصل، وعقدنا عدة جلسات.
* على سبيل التنمية في لبنان والتعاون الصيني اللبناني، هل يمكن أن يكون هناك تعاون من أجل إنشاء مصانع وإنشاء مؤسسات بتمويل صيني أو تسهيلات صينية؟
ممكن، طالما هناك حاجة من الجانب اللبناني.
* ليس فقط على مستوى الحكومة، أتكلم عن مستوى الفرد، القطاع الخاص؟
التعاون في القطاع الخاص بين البلدين يعمل حسب آلية السوق، يعني الحكومة هي تشجع وتبقى المبادرة بيد القطاع الخاص.
* هل هناك تعاون عسكري مع لبنان؟
نعم نقدم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني.
* بأي حجم؟ هل هو تعاون ملفت ومؤثر؟
التعاون العسكري على جانبين أو ثلاثة جوانب، تواصل ومساعدات عسكرية للجيش اللبناني عبارة عن أسلحة ومعدات طبية وأيضاً الموردات الميدانية، وأيضا تدريب الضباط، حتى الآن هناك عشرات من الضباط، من الجيش ومن الأمن العام والأمن الداخلي سافروا إلى الصين بدورات تدريبية.
* دعم لوجستي بإمكاننا أن نقول؟
نعم بشكل ما.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.