موقع متخصص بالشؤون الصينية

بكين تحتج بعد توغل بارجة أميركية ببحر الصين

0

دانت الحكومة الصينية اقتراب سفينة “جون أس ماكين” الحربية الأميركية من جزر “نانشا” في بحر جنوب الصين أمس الخميس، واعتبرت هذا التصرف بمثابة “استفزاز عسكري” ضدها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية جينغ شوانغ في بيان اليوم الجمعة إن السفينة الأميركية دخلت بطريقة غير قانونية إلى المياه قرب الحيد البحري، وقامت بما يسمى “عملية حرية ملاحة” دون تصريح من الحكومة الصينية.

وأضاف جينغ أن البحرية الصينية تعرفت على السفينة الحربية الأميركية وحذرتها ومن ثم طردتها، مبينا أن “مثل هذه التحركات تلحق الضرر البالغ بسيادة الصين وأمنها، وتعمل بدرجة بالغة على تعرض سلامة الخط الأمامي للأفراد من الجانبين للخطر”.

وتابع المتحدث الصيني أن لبلاده “سيادة لا جدال فيها على جزر نانشا ومياهها المجاورة”، وأن الجهود المشتركة للصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ساهمت في تحقيق الوضع المستقر الراهن في بحر جنوب الصين.

وأشار إلى أن اجتماع وزراء خارجية الصين- آسيان الذي جرى مؤخرا بالفلبين تبنى إطار مدونة قواعد السلوك، وأنه رغم ذلك فإن بعض الأطراف الخارجية مستمرة في التدخل في المنطقة تحت ذريعة “حرية الملاحة”.

وتابع أنه “واضح من لا يريد أن يرى استقرارا في بحر جنوب الصين ومن هو العامل الرئيسي في عسكرة الوضع فيه”.

وقال جينغ إن بلاده مصممة بقوة على حماية سيادتها الإقليمية ومصالحها البحرية، مؤكدا أن الاستفزازات الأميركية ستجبر الصين على اتخاذ المزيد من الإجراءات لتعزيز القدرات الدفاعية الوطنية.

نزاع متواصل
من جهته، دعا المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو شيان في تصريح صحفي الولايات المتحدة إلى تصحيح أخطائها وإنهاء أعمالها الاستفزازية في بحر جنوب الصين.

وأمس الخميس، ذكرت تقارير إعلامية أن السفينة الحربية الأميركية “جون أس ماكين” اقتربت من حيد ميجي بجزر نانشا في بحر جنوب الصين، في خطوة هي الثالثة من نوعها منذ تولي دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة مطلع العام الجاري.

وكان مسؤول أميركي أعلن أن المدمرة اقتربت حتى ستة أميال بحرية من جزيرة ميسشيف (ميجي بالصينية) التي تشكل جزءا من أرخبيل سبراتليز المتنازع عليه، موضحا أن فرقاطة صينية وجهت إلى السفينة الأميركية تحذيرات باللاسلكي عشر مرات على الأقل.

وتتنازع الصين ودول آسيوية في مقدمتها الفلبين وماليزيا وبروناي على أحقيتها في مياه بحر جنوب الصين الذي تطلق مانيلا على الجزء الشرقي منه اسم “البحر الفلبيني الغربي”.

وتأتي هذه الخطوة الأميركية بعد أربعة أيام على احتجاج واشنطن تساندها اليابان وأستراليا على بناء بكين جزرا اصطناعية في بحر جنوب الصين لأغراض عسكرية.

كما تأتي في أجواء من التوتر الشديد في شبه الجزيرة الكورية بسبب برنامج الصواريخ البالستية الكوري الشمالي، بينما تدعو واشنطن بكين إلى العمل على الحد من نشاط حليفته غير المنضبطة.

وتتمسك بكين بالسيادة على أجزاء كبيرة من بحر جنوب الصين، الذي يعد ممرا لتجارة عالمية تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات سنويا.

وفي 12 يوليو/تموز 2016، أصدرت محكمة لاهاي قرارا قالت فيه إن ادعاءات بكين بشأن حقوقها التاريخية في بحر جنوب الصين “لا أساس لها قانونا”، وهي الدعوى التي رفعتها الفلبين، في حين رفضت الصين قرار المحكمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.