موقع متخصص بالشؤون الصينية

حماية البلاد بشكل أفضل تحتاج جيشاً قوياً (العدد 78)

0

 

صحيفة تشاينا دايلي الصينية ـ
يانغ ينان/
26– 7- 2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”

 

يؤكد الفيلم الوثائقي المعروض على التلفزيون المركزي الصيني “استكمال الإصلاح حتى النهاية” على أهمية وجود جيش قوي لتحقيق الحلم الصيني. وتحتاج الصين لأن تتماشى قوتها العسكرية مع نموها الاقتصادي والاجتماعي من أجل حماية مصالحها الوطنية على نحو أفضل. وقد أكد الرئيس شي جين بينغ، وهو أيضا رئيس اللجنة العسكرية المركزية، على أهمية تحديث الجيش جنبا إلى جنب أسلحته ومعداته، والتكنولوجيا المستخدمة من أجل حماية أفضل لسيادة الصين وسلامتها.
خلال ال 90 عاما منذ إنشائه في 1 آب 1927، طوّر جيش التحرير الشعبي نفسه بشكل كبير وسريع، سيما فيما يتعلق بتكنولوجيا الدفاع والسلاح المستخدم.
وكانت الأسلحة الثقيلة ترفاً بالنسبة لجيش التحرير الشعبي الصيني الذي كانت قدرته على إنتاج الذخائر وإصلاح المعدات المتطورة محدودة قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949. وكانت معظم الأسلحة التي استخدمها جيش التحرير الشعبي الصيني قد استولى عليها سابقاً من الأعداء.
لكن بين عامي 1950 و1978 تمكنت الصين من عتق نفسها من الاعتماد على الأسلحة المستوردة. وقد سمحت الواردات القادمة من الاتحاد السوفياتي بشكل رئيسي، بما في ذلك طائرات من طراز ميج 15 ودبابات من طرازT-54  للصين بتطوير ما كان يُعد في ذلك الوقت أسلحة متطورة من تلقاء نفسها. فعلى سبيل المثال، استلهمت الطائرات الصينية المقاتلة من طراز J-5  ودباباتها من نوع 59، من الطائرات الحربية من طراز ميج 15 والدبابات من نوع   T-54. وبحلول العام 1959، تمكّنت الصين أيضا من تصنيع معدات مدفعية بشكل محلي. وقد تماشت هذه التطورات التدريجية مع النهضة الاقتصادية والتراكم الصناعي للصين الجديدة.

وكان تطوير القنبلة والصواريخ الذرية معلماً آخر بالنسبة للصين، خاصة وأن الاتحاد السوفياتي كان قد سحب دعمه التكنولوجي للصين عام 1962. وفي العقدين التاليين، حولت بكين تركيزها من محاكاة الأسلحة المتطورة إلى تطويرها بشكل مستقل.
وتجدر الإشارة إلى أن التجربة الأولى للقنبلة الذرية في موقع لوب نور للتجارب النووية في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غرب الصين عام 1964 جعلت الصين خامس قوة نووية. وقد كلف مشروع “قنبلتين وقمر صناعي” والذي شمل قنبلتين إحداهما ذرية والأخرى هيدروجينية وقمرا صناعيا الصين حوالي 10 مليارات يوان أي حوالي 2 في المئة من نفقاتها السنوية و12 في المئة من نفقاتها الدفاعية.
وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، عجّلت الصين تطوير قطاعها الدفاعي. وفي 28 حزيران/ يونيو، أفرجت بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني عن آخر مدمرة محلية الصنع في شانغهاى. وقبل شهرين، أفرجت عن أول حاملة طائرات محلية الصنع، وهي سفينة من نوع 001A.
وعلاوة على ذلك، لم يعد الفضاء الخارجي ولا الفضاء السيبراني غريبين على الابتكـار التكنولوجـي الصينـي.
وبحلول الذكرى الستين لتأسيس الصين الجديدة، أصبحت البلاد قادرة على تصميم العديد من الأسلحة التقليدية للدولة بشكل مستقل وأخرى مصغرة غير تقليدية، وبات أفراد الدفاع الصيني أفضل تدريباً وأكثر استعداداً للقتال.
كما حققت الصين نجاحاً في تطوير المعدات والصواريخ الاستراتيجية لقواتها البحرية والجوية ولجيشها. وبإمكان صواريخ دونغفنغ -31 العابرة للقارات ذات القدرة النووية وصواريخ جولانج 2 البالستية التي تطلق من الغواصات، بمدى يصل إلى 8 آلاف كيلومتر، حمل رؤوس حربية أكثر قوة، كما عززت قدرتها على التنقل على الأرض وفي البحر.
ويمكن أن تساعد الغواصات المزودة بصواريخ باليستية من نوع 094 والتي تعمل بالطاقة النووية، جنباً إلى جنب مع الغواصات الهجومية من طراز 093 و091، والتي تعمل بالطاقة النووية، سلاح البحرية في جيش التحرير على تنفيذ مهام بحرية مفتوحة بشكل أفضل. ومن شأن تكليف دبابات زتز -99، وهي الدبابة القتالية الأكثر تطوراً في جيش التحرير الشعبي الصيني، ومقاتلة الشبح الأخيرة من طراز جى 20، أن تعززا بشكل كبير جهود الصين لبناء جيش عصري متعدد الاستخدامات.
إن الإصلاح الهيكلي المتعمق الذي أعاد هيكلة قيادات المناطق السبعة إلى القيادة الشرقية والقيادة الغربية والقيادة الشمالية والقيادة الجنوبية والقيادة المركزية يتماشى مع الحاجة إلى التركيز على العمليات والتكنولوجيات المشتركة، وكذلك كان إنشاء ال 84 وحدة جديدة بقيادة ضباط برتب جنرالات في نيسان/ أبريل.
ولكن 90 عاماً من تطوير التسلح هو مجرد جانب واحد من تحديث جيش التحرير الشعبي الصيني. وليس المقصود منه أي استعراض صيني للقوة. بل إنه يعكس تصميم وعزم جيش يطور نفسه على حماية البلاد والشعب.
تتبع الصين سياسة دفاع دفاعية، ومن هنا إن تحديث معداتها العسكرية والدفاعية يهدف إلى ضخ المزيد من الحيوية في قوات الدفاع حتى تتمكن من حماية البلاد، والسلام الإقليمــي والعــالمي بشكل أفضل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.