موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: ما هي قضية ترامب الأساسية في أول زيارة رسمية يقوم بها الى آسيا؟

0

صحيفة الشعب الصينية:
يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجولة آسيوية تشمل خمس دول هي: اليابان، وكوريا الجنوبية، والصين، وفيتنام، والفلبين، خلال الفترة من 5 الى 13 نوفمبر الجاري، وتعتبر أطول رحلة آسيوية يقوم بها رئيس الولايات المتحدة الامريكية منذ 25 عاما. هل سيعلن ترامب خلال زيارته لآسيا استراتيجية جديدة بديلة لاستراتيجية ” إعادة التوازن في آسيا والمحيط الهادئ” التي طرحها أوباما سابقا؟ وهذا ما يهتم به العالم الخارجي عموما.

قال ليو مينغ زميل باحث بمعهد الدراسات الدولية التابع لأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية في لقاء صحفي مع صحيفة التحرير اليومية ان طرح ترامب استراتيجية جديدة في آسيا والمحيط الهادئ أمر غير متوقع، لأنه لا يريد زيادة الاستثمار والتوسع في آسيا والمحيط الهادئ على أساس استراتيجية أوباما. ومع ذلك، يمكن من خلال زيارته هذه ملاحظة خطوط عريضة لفكرته العامة، بالرغم من عدم تشكل سياسته في آسيا والمحيط الهادئ بعد”.

من الناحية السياسية، ستكون قضية كوريا الشمالية بمثابة جوهر زيارة ترامب الأسيوية. حيث باتت الاحتياجات الأولية بالنسبة لترامب هي التوصل الى اتفاق في الآراء مع الصين وكوريا الجنوبية واليابان بشأن الخطوة التالية بتشكيل خارطة طريق لحل المسألة النووية الكورية.

من الناحية التجارية، ترامب لا يأمل الى تعديل التوازن التجاري مع الصين فقط، وأنما أيضا مع اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهم من الحلفاء. وسيؤكد أهمية فتح البلدان الاسيوية أسواقها لأمريكا وزيادة استثماراتها في أمريكا في اجتماع الاوبيك، من اجل خدمة هدف “احياء قوة الولايات المتحدة مرة أخرى”.

من الناحية العسكرية، ترامب سيضمن عدد وجودة القوات الامريكية في المنطقة، ويطالب حلفاءه بتقاسم المزيد من المسؤوليات، وفي نفس الوقت يضمن حمايتها من التهديدات. وباختصار، يمكن تلخيص زيارة ترامب الى اسيا في ” رحلة اقتصادية وامنية”، و” رحلة إعادة بناء الثقة في آسيا”.

قال وو شين بو نائب رئيس معهد الدراسات الدولية بجامعة فودان أن مراجع استراتيجية ” الهند والمحيط الهادئ ” كثيرة في الآونة الأخيرة، حيث اعادت الحكومة الامريكية صياغة ” أسيا والمحيط الهادئ ” إلى ” الهند والمحيط الهادئ”. وقال مسؤول امريكي، أن مفهوم ” منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ الحرة والمفتوحة” سيكون شعار السياسة الامريكية الجديدة في آسيا. وقد يؤكد ترامب هذه النقطة خلال زيارته. وإذا قلنا إن سياسة أوباما في آسيا ركزت بشكل أكبر على الأنماط والتشكيل الإقليمية، فإن ترامب ينتهج أسلوب” التوجه نحو القضية”، أي تعزيز مصالح الولايات المتحدة في قضايا محددة مثل القضية النووية الكورية، التجارة، مكافحة الإرهاب، والتصدي للجريمة العابرة للحدود، وغيرها.

” التعاون” .. كلمة رئيسية في العلاقات الصينية الامريكية

ووفقا لتقرير نصف سنوي صدر عن مؤسسة بروكينغز في اغسطس هذا العام حول العلاقات الصينيةـ الامريكية في عهد ترامب، فإن الاخير ركز خلال الستة أشهر التي تلت توليه رئاسة الولايات المتحدة بشكل رئيسي على قضيتين بالنسبة للصين: القضية التجارية والقضية النووية الكورية الشمالية. وأشار الى ان هدف حكومة ترامب من التعامل مع الصين يبين، أولا الموازنة بين العجز التجاري بين الصين والولايات المتحدة، والاخرى مطالب الولايات المتحدة تجاه الصين بشأن القضية النووية لكوريا الشمالية.

وعلق الاعلام الأجنبي بأن الصين هي ” نقطة ارتكاز” لجولة ترامب الاولى في آسيا. ناهيك عن اجتماع زعماء البلدين ثلاث مرات هذا العام، وعدد من الاتصالات الهاتفية، كما ستوضح الصين لترامب على أهم اجراءات صينية لبناء دولة اشتراكية قوية على مدى السنوات الخمس القادمة بعد المؤتمر الوطني التاسع عشر، وتشجع الولايات المتحدة على اغتنام الفرصة لتطوير العلاقات مع الصين. كما سيساعد التفاعل بين رئيسي الدولتين في تعميق التفاهم المتبادل وتعزيز الصداقة الشخصية القائمة بالفعل وتشكيل تفاعل ايجابي بين البلدين.

وبالرغم من ان الصين والولايات المتحدة شاركتا في التبادلات منذ حوالي 40 عاما، بيد ان العلاقات الصينية الامريكية مازالت بحاجة الى مسار تعلم طويل. وإن التعاون هو الاختيار والسبيل الوحيد، كما أن عادة التعاون بحاجة الى أن يزرعها الطرفان معا، ليس لتحقيق وضع مربح للجانبين بين الصين والولايات المتحدة فحسب، ولكن لتعزيز الفوز في العالم أيضا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.