موقع متخصص بالشؤون الصينية

تقرير:”الكتاب الأصفر” يستشرف مستقبل الشرق الأوسط ما بعد “العصر الأمريكي”

0

نظم مركز دراسات غرب آسيا وإفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ودار نشر مراجع العلوم الإجتماعية اليوم 27 أكتوبر ببكين، حفل إصدار “الكتاب الأصفر للشرق الأوسط: تقرير التنمية في الشرق الأوسط(2016-2017)”. وتناول التقرير بالبحث، أوضاع منطقة الشرق الأوسط وموازين القوى العظمى ومستقبل هذه المنطقة. وركز التقرير على ثلاثة محاور رئيسية: تراجع النفوذ الأمريكي، والدور الروسي ومستقبل التنمية في الشرق الأوسط.

ورأى الخبراء الصينيون أن منطقة الشرق الأوسط قد دخلت أعتاب “عصر ما بعد أمريكا”. وأن الفراغ الذي تركته أمريكا بصدد تحفيز التنافس بين القوى الأخرى. حيث أتاح تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط فرصة للقوى الشرقية، لاسيما روسيا لتعزيز نفوذها في هذه المنطقة المهمة. في الأثناء، تزايدت ثقة دول المنطقة في إتباع طرق تنمية خاصة بها، وتزايد نفوذ “الإردوغانية” بالتوازي مع تراجع جاذبية النموذج الغربي. وبات النموذج الصيني والروسي أكثر جذبا لإهتمام دول المنطقة.

من جهة أخرى قال التقرير أن موازين القوى في الشرق الأوسط تطورت من الأحادية القطبية إلى الثنائية، ثم من الثنائية القطبية نحو التعددية القطبية. ومع توجه دول منطقة الشرق الأوسط إلى “النظر نحو الشرق”، بادرت الدول الآسيوية من جهتها إلى “الإنفتاح غربا”، وتطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية مع دول الشرق الأوسط.

ورأى التقرير بأن ترامب سيواصل تطبيق “سياسة أمريكا أولا”، ومواصلة تقليص التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط الذي بدأه أوباما. غير أن التقرير أشار إلى أن أمريكا ستظل تعتبر الشرق الأوسط منطقة مهمة بالنسبة لأمنها القومي. كما ستواصل جهود مكافحة الإرهاب، والسعي إلى تطويق المشروع النووي الإيراني، والحد من توسع النفوذ الإيراني في المنطقة.

وبالنسبة لروسيا، رأى التقرير أن روسيا لم توفّق في معالجة العزلة التي واجهتها بعد إندلاع أزمة أوكرانيا، من خلال الجهود التي بذلتها في مقاومة الإرهاب عبر التدخل العسكري في سوريا. وأضاف أن التعاون الأمريكي الروسي قد يتأثر بتأجيل مسألة الحسم في مصير بشار الأسد إلى التسوية السياسية.

وعلى مستوى إستشراف المستقبل الإقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط، قال التقرير أن دول هذه المنطقة ستشهد نموا إقتصاديا جماعيا في عام 2018. حيث توقع نمو إقتصاديات الدول المصدّرة للنفط بـ2.9% خلال العام القادم. بينها دول مجلس التعاون الخليجي، التي من المتوقع أن تحقق نموا بـ 2.5%، فيما يتوقع أن تحقق بقية الدول المصدرة للنفط نموا بـ 3.4%. كما توقع التقرير نمو إقتصادات الشرق الأوسط المستوردة للنفط بـأكثر من 4% في عام 2018. إلى جانب تحقيق غالبية دول المنطقة لتحسن في آداء ميزان المدفوعات وتراجع لنسبة العجز.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.