موقع متخصص بالشؤون الصينية

حوار الأحزاب الأجنبية ودروس صينية في “الوطني والأُممي”

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
م. فاروق خوري*:

إنعقاد حوار الأحزاب والمنظمات السياسية من مختلف دول العالم في الصين، هو حَدث عالمي بلا شك، يُؤشّر الى انفراج في العلاقات الدولية، لكنه انفراج من نوع وشكل جديدين، ذلك ان اجتماع الأحزاب غير الشيوعية وغير الاشتراكية بِمعناها الماركسي والمادي، يَعني شيئاً واحداً أحداً، هو أن مشتركات عميقة تم التوصل إليها ووضعها على شكل “وثيقة عهد” ما بين هذه الأحزاب والحزب الشيوعي الصيني، يَمكّنها أن تمهّد الى مزيدٍ من انفراج السياسة الدولية والعلاقات بين الدول، بخاصة في تلك البلدان والدول والشعوب التي تلعب فيها هذه الأحزاب أدواراً قيادية وعميقة، وتمارس تأثيرات حاسمة ومتشعّبة.

في الصين تعمل عدة أحزاب ومنظمات سياسية غير شيوعية، وهي مرخصة رسمياً من قِبل المؤسسات السيادية الصينية وبحسب القانون الصيني، الذي يَخضع لدولة إشتراكية من نوع جديد، تلتزمُ الألوان والنمط الاشتراكي الصيني. والعمل السياسي والاجتماعي والنظري لهذه الاحزاب والمنظمات في الحياة الصينية يُؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن الدولة الاشتراكية الصينية التي يَحكمها حزب شيوعي، هي مِثال يُحتذى في العمل السياسي داخلياً وخارجياً، ذلك أنها تمنح حقوقاً كاملة لغير الحزب الحاكم في مجال الفكر والتنظيم والعمل وفي شتى مجالات الحياة الوطنية، وكذلك في إبراز أفكار جديدة تحافظ على دولة الامة وتميزّها ضمن الطريق الواحد للمجتمع الصيني، بصيانة هذه الدولة التي لم تندثر ولم تنكفىء ولم تتوقف عن الوجود، منذ نحو خمسة الآف سنة، بحيث بقيت تنافح عن ذاتها القومية والوطنية وتصونها، وتحمي مؤسساتها التي تطورت الى ما هي عليه اليوم، حيث وحين تنسجم هذه الاحزاب مع مصالح المجتمع وكل مكوناته السياسية، في تدعيم أركانها وأساساتها ومسيرتها ومكتسباتها و.. عظمتها كقاسم مشترك أعظم.

الى ذلك، تُعتبر التشاركية والتبادلية ما بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب الأجنبية غير الشيوعية، شكلاً جديداً وغير مسبوق في مسيرة التفاهم الدولي والانفراج العام، وتجاه عملية اختراق الحدّية والمواجهة التي تطبع السياسة العالمية في أيامنا، حيث التقطت قيادة الحزب الشيوعي الصيني هذا الأمر، وشرعت بالعمل عليه ونجحت، إذ أن هذه الاحزاب سوف تنشر كل ما سمعته في الصين وفي تصريحات الأمين العام للحزب شي جين بينغ، وستنقله لمواطني بلادها وأوطانها، فتصبح كل هذه مدار نقاشات ومداولات في أوساط حزبية وغير حزبية في تلك البلاد، وقد يُستفاد منها في برامج تلك الاحزاب ورُؤاها  الآنية والمستقبلية، مما يَفتح المجال ويمهّد لجهد عالمي جديد مع الصين نحو قارات العالم، للتفاهم الشامل من أجل مصير مشترك للشعوب، وهو مصير يَجب ان يُصاغ بأيدي وعقول أبناء هذا العالم وقواه السياسية الحيّة والفاعلة، التي ستأخذ بعين الاعتبار المهام الاستراتيجية للعمل السياسي العالمي، بعيداً عن دفع جهات ما هذا العالم الى التنافر والتواجه والحروب، لصالح فئة وطبقة عالمية معروفة، تعتاش على الآم الناس وخراب بيوتهم وحتفهم.

شكراً للأمين العام شي جين بينغ لإنعقاد هذا الحوار العالمي الديمقرطي والحر، ويتطلع إتحادنا الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين، الى المشاركة في حوارات مَثيلة له في المستقبل القريب على أرض الصين الصديقة والحليفة.

*م. فاروق خوري: كاتب من الاردن وصديق قديم للصين منذ نحو أربعين سنة، وصديق لسفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الاردن، وصديق للقسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI، وعضو ناشط في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين ومنتديات القسم العربي لإذاعة ومجلة “مرافىء الصداقة” التي يَنشرها القسم العربي لإذاعة الصين الدولية CRI ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.