موقع متخصص بالشؤون الصينية

تفجير رؤوس أطفال نانجينغ!

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
مَاَرِينَا سُودَاح*:

في المرة الأولى لإحياء ذكرى مذبحة نانجينغ في الصين، في عام 2014، انتقد الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية، الصديق شي جين بينغ في كلمته، القوميين اليابانيين الذين ينفون وقوع مذبحة نانجينغ وذلك بقوله: “كل مَن يحاول نفي المذبحة لن يَسمح له بذلك التاريخ وأرواح 300 ألف ضحية، و1,3 مليار صيني، وكل الشعوب المُحبّة للسلم والعدالة في العالم.”

زد على ذلك أن العالم كله لن يَغفر لمرتكبي المذبحة وأصحاب القرار الذين وقفوا ولا يزالوا يقفون مِن ورائها، مباركين بصمتهم ذبح وسحل وتشويه وإجراء ألعاب قتل للأطفال والرُضّع في نانجينغ بصورة أكثر من وحشية، حيث لم يتم للآن إتخاذ أية قرارات أو مجرد بحث جريمة قتل عدد ضخم من الأطفال والرضّع في المدينة، إذ أن هؤلاء لم يكونوا في وضع هجوم ما ضد العسكريين اليابانيين، ولم يكونوا مُنغمسين في أعمال عسكرية أو حربية أو غيرها، ببساطة قتلوا لكونهم أطفالاً وصِغاراً، فاستشهدوا بسبب عَجزهم عن الإتيان بأي فِعلٍ، وصاروا طعاماً شهياً لرصاص مجرمين دوليين.

طوكيو لم تعتذر قط عن جرائمها ولم تكّفر عنها لا بشأن مذبحة نانجينغ ولا بشأن غيرها، ولا لاحتلالها الصين وقتلها عشرات ملايين الصينيين. لهذا، رأينا كيف أن الأمين العام والرئيس شي جين بينغ يهدف الى تعزيز السّلم وليس إلى تعميق الأحقاد بين الامم، لكن بشرط أن يتم إحقاق الحق، ونشر الحقيقة عن المذبحة، وتحمّل القلّة المُجرمة لمسؤولياتها في المذبحة وذيولها، وتقول الصحافة الصينية والعالمية، أن ما يُثير الصين وشعوب الارض، هو الزيارات التي أصر رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي وغيره من مسؤولي بلاده، القيام بها لضريح ياسوكوني، الذي يُكرّم قتلى الحرب اليابانيين مِمَن يَضمون في صفوفهم مجرمي حرب، وبخاصة في مذبحة نانجينغ وغيرها.

بعض الدراسات ومشاهدات شهود العيان للمذبحة، ومنها شهادات أدلى بها للإعلام جنود من القوات اليابانية الغازية للصين، وبعضهم ندموا على أفعالهم الإجرامية، تُشير الى أن معظم ضحايا المجزرة كانوا من الرُضّع والأطفال وعموماً صِغار السّن، ذلك ليس لأن هؤلاء لم يتمكنوا من الهرب من أمام الجنود اليابانيين – الوحوش الكاسرة المنفلتة من عقالها، بل لأنهم لم يكونوا “أصلاً” قادرين فيزيائياً على الهرب أو الاختباء والدفاع عن ذواتهم، فتم استهدافهم وتمت تصفيتهم بطعنات الحِراب في صدورهم ورؤوسهم وكذلك برصاص بنادق يابانية أُطلقت عليهم مباشرة في رؤوسهم لتتفجّر ونحو صدورهم أيضاً لتتفتت، بينما كان الرصاص يَنهمر على ظهور الهاربين البالغين من الجنسين لينقسم الى أشلاء كثيرة. والجدير بالذكر، أن استهداف الأطفال كان رغبة وهدف قيادة الجيش الياباني، فضحها التاريخ، (1) لتتخلص الإمبرطورية اليابانية التوسعية من جيل صيني قادم مؤمن بقضيته الوطنية، ويستطيع تحرير بلاده من استعمارهم الاستيطاني، إضافة الى سبب آخر هو، (2) محاولة تقليص عدد المواطنين الصينيين في الصين الى أدنى رقم، و (3) تكريس الصين بالتالي أرضاً يابانية فارغة من أهلها الأصلاء – الأصليين، وصناعة تاريخ جديد لها يكون يابانياً!!!

وجرائم عسكر اليابان لم تقف عند حدود ما نشرناه إعلاه، بل ذهب العسكر اليابانيون وبشهادة جون رابي، وهو عضو في الحزب النازي، وكان من الأجانب المحاصرين في المدينة، الى “إرغام الصينيين على ممارسة زنا المحارم، تحت تهددي السلاح، حيث جعلوا الأولاد يَغتصبون أمهاتهم، والآباء الى إغتصاب بناتهن، وكانوا يرغمون الاسرى على ممارسة الجنس مع الجثث المشوهة والميتة، ويُجبرون الرهبان على إغتصاب النساء”.

في إحدى القصص التي توردها “ويكيبيديا” الدولية المحايدة على شبكة الانترنت، وهي قصص عديدة تعرض لوحشية بالغة ضد الاطفال وصِغار السن والعجائز – الضُعفاء والمسالمين والذين لم يستطيعوا حتى الدفاع عن أنفسهم، القصة التالية: “”..وأيضاً في أحدى المرات دخل نحو 30 جندي ياباني إلى منازل الصينيين، وقتلوا أحد الاشخاص، فركعت زوجته أمامهم وتوسّلت إليهم بأن لا يقتلو أي شخص آخر، ولكن تم قتلها خلف زوجها، وتم سحب أحدى السيدات من تحت الطاولة ليتم اغتصابها أمام إبنها، واغتصبها أكثر من جندي، ومِن ثم تم طعنها في صدرها، وحاول الجنود اغتصاب فتاتين من نفس المنزل، واعمارهن تتراوح ما بين 14-16، ولكن جدّتهم وجدهم البالغين من العمر 76 – 74 سنة حاولا الدفاع عنهن فتم قتلهما، ورميت جثتهما فوق جثة الزوج وزوجته، ومِن ثم تم اغتصاب الفتاتين من قِبل 3 رجال وشاب، وبعد ذلك تم قتلها طعناً، وأيضاً تم قَتل أُختها، وأكمل الجيش الياباني مجزرته بحق تلك العائلة فقتل الطفلة الصغيرة وكان عمرها ما بين 7-8 سنوات، وطفلة عمرها 4 سنوات!، وفي أحدى المرات شاهد أحد الجنود اليابانيين إمراة حامل، فحاول اغتصابها فقاومته، فقام هذا الجندي وطعن بطنها، وأخرج أمعائها وطعن الجنين!، وفي قصة أخرى، أن جنرالين يابانيين تنافسا في ما بينهم مَن يقتل أسرع من الآخر، فتم فقتل 200 شخص، وتم قطع رؤسهم فقط لإجل مسابقة بين الجنراليين!، وحفر الجيش الياباني حفرة لعشرة آلاف جثة وهي خندق قياسة 300 متر × 5 متر وكان لوضع الجثث الصينية في مكان واحد، وقدّر والمؤرخون والباحثوين عدد الضحايا في الحفرة ب12000 , وأيضاً تجميع الأسرى ومن ثم جعلهم يمشون على ألغام أرضية، وصب الغازولين عليهم وإحراقهم أحياءً، ومَن بقى حيّاً يُقتل عن طريق الحربة. وتذكر المصادر بأنه تم إحراق ثلث المدينة بسبب الحرائق التي أشعلها الجيش الياباني، وأحرق الجيش الياباني المباني الحكومية التي تم إنشاؤها حديثاً، والعديد من المنازل الخاصة لمدنيين، ونهب الجيش الفقراء والأغنياء في وقت واحد، وذلك بسبب عدم وجود قوى رادعة لعمليات السطو والسرقة لكثير من المناطق الصينية””.

إن قصص وتاريخ مذبحة نانجينغ الصينية مؤلم جداً الى حد الغثيان، وأحياناً تتصور أنه لا يمكن لبشر فعل أفعال كهذه، لكنها حدثت بوحشية بالغة، وهو ما يدفعنا لتأكيد وضرورة إعتذار اليابان عنها، وقفاً لأية مجازر مستقبلية من أية جهة في العالم تجاه أخرى، ولأجل ان يعيش الناس في مساواة بالحقوق والواجبات، وسالمين وآمنين، وأما مَن يعتدي عليهم فيجب محاكمته دولياً، وتنفيذ قرار القضاء بحقه كائناً مَن كان.

*مارينا مروان سوداح: كاتبة وقيادية ناشطة في هيئة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين، وعضو في منتدى أصدقاء “القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI “، ومنتدى قراء مجلة “الصين اليوم” في الاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.