موقع متخصص بالشؤون الصينية

مذبحة نانجينغ بقلم أفريقي

1

موقع الصين بعيون عربية ـ
منصور عبدالله إسحاق*:
كان ألإعتداء الياباني على الصين والصينيين من أبشع وأشنع الاعتداءات التي شهدها العالم في قرن سابق، فقد ارتكب اليابانيون من عسكريين وأمنيين مذابح يَندى لها جبين الانسانية ويتذكرها الشرفاء بدموع مِدرارة وأسى بالغ، وتذكرها البشرية جمعاء بمزيد من الألم، وتطالب بمعاقبة فاعليها والمخططين لها، حتى لا يعيدوا ارتكاب مثلها في المستقبل ضد أيٍّ من شعوب ودول العالم.
وإحدى المذابح اليابانية ضد الصين كانت على سبيل المثال لا الحصر ((مذبحة نانجينغ))، حين وحيث مورس فيها القتل بأبشع أنواعه، والاغتصاب الشنيع والمذل لإنسانية الانسان، وقتل الأطفال والرضّع ورميهم في الحُفر. لقد كان كل ذلك مضاداً للإنسانية، ومع ذلك لم يعترف اليابانيون بجريمتهم بل استمروا بغيرها على تراب الصين الصديقة. لكن التاريخ لن ينسى السفاكين الذين لا رحمة ولا شفقة في قلوبهم، ولا يتمتعون بأية إنسانية، وهم بما اقترفوا يجب بل ونطالبهم بقوة بأن يقدموا الاعتذار للصين والبشرية جمعاء، إظهاراً للحق والعدالة .
بصفتي تشادي المواطنة والجنسية والوطنية، فإنني أدين بشدة هذه العملية الإجرامية واللاإنسانية في نانجينغ في ذكراها ال80، وأقدم تعازيّ الحارة للصين رئيساً وجزباً وحكومة وشعباً، ضارعاَ لله تعالى أن يتغمد برحمته الواسعة الشهداء من الرجال والنساء والاطفال والمُقعدين والشباب والشابات وجميع مَن سقطوا مضرجين بدمائهم الزكية في نانجينغ وفي كل أرجاء الصين، التي تعرّضت لفترة طويلة جداً لعسف الاستعمار الدولي ومنه الياباني، ومنه أيضاً الانجليزي (الإفيوني)!
لم تكن مذبحة نانجينغ واحدة أحد من نوعها، فقد سبقتها وتلتها مذابح اخرى، إرتكبتها اليابان الامبرطورية على أرض الصين، ومن المُستغرب لأية دولة واقعية ولأي إنسان وقائد وعسكري حقيقي إرتكاب مذبحة كهذه، لا قيمة لها في المنحى الايجابي، بل تتسربل بكل السلبيات والإدانات المعروفة في البشرية والتاريخ، وإضافة لذلك فأن المذبحة مضادة لكل الأديان التوحيدية السماوية، ولكل الاعراف والقوانين الدولية، بل وهي مضادة كذلك للعقل السليم والتفكير الصحيح، الذي لا يرضى بمثلها مطلقاً.
ولهذا، شخصياً أرى بأن ارتكاب اليابان لهذه المذبحة واحتلالها الصين، هو خروج واضح على القانون الدولي والاعراف والاديان جميعها ونكرانٌ لها، بل وهو ايضاً غريب كل الغرابة على الجنس البشري، لذلك اعتقد أن مَن ارتكبها ومَن ارتكبوها هم غير عقلانيين، ولا يتحلون بأية مبادىء سماوية أو وضعية، بل هم مجردون من كل ما يمكنه تقديم الخير والصلاح للآخرين، وإن في مجال صغير وقليل ومحدود. فالقتل هو جريمة كبرى بل الأكبر بين كل الجرائم التي تنال من الانسان، ناهيك عن التمثيل بجثة المقتول، أضف الى ذلك الاغتصاب.. اغتصاب الآخرين مِن إناث وذكور كما تم في نانجينغ، وإرغام الصينيين إغتصاب بعضهم بعضاً، ثم اغتصاب اليابانيين لهم!!!، وهي ممارسة جهنمية لا تغادر جهنم الى الأرض، حيث يعيش الانسان، وأصحاب هذه الجريمة – المذبحة هم من أصحاب جهنم وشياطين، ومصيرهم الفناء بأمر الله في لهيب حارق وأبدي.

*ناشط من دولة تشاد الافريقية، وصديق للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين.

تعليق 1
  1. مروان سوداح يقول

    المقالة الاولى من دولة تشاد.. الى الامام سيد منصور بالكتابة.. سوف تسر اذاعة الصين الدولية بهذه المقالة وما بعدها كما نتأمل منك الابداع اللاحق..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.