موقع متخصص بالشؤون الصينية

المركز الثقافي الصيني طال.. انتظارنا !

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
مارينا سوداح*:
في تصريحات سعادة السفير (بان وي فانغ) سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الاردنية الهاشمية، أن المركز الثقافي الصيني سيتم افتتاحه العام المقبل، 2019م!
التصريح الأخير بهذا الصدد كان من لدن السفير خلال إحياء حفل الفرقة الفنية الفلكلورية الصينية للموسيقى الشعبيىة المُسمّاة “التهليل”، كما أشارت المراجع الإعلامية الاردنية والصينية الى إسمها، والتي قدّمت مؤخراً عروضاً شيّقة ولا أحلى وأمتع أمام جماهيرلا أردنية غفيرة، بخاصة على خشبة المركز الثقافي الملكي في عمّان بمناسبة حلول السنة القمرية الصينية الجديدة، وعيد الربيع، ونتقدم لجميع الصينيين بهاتين المناسبتين، بتهانينا القلبية، ومزيداً من النجاح بمختلف المناحي.
قصة المركز الثقافي الصيني طويلة، وهي تسير جنباً الى جنب مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. فغالباً ما تزامن إنشاء مركز كهذا بالاعتراف الدبلوماسي المتبادل بين دولتين، وعلى مِثال ما جرى في الاردن، حيث وحين إفتتحت العديد من البلدان مراكز ثقافية وإعلامية لها، بعد الاعتراف الدبلوماسي المتبادل، في سبيل تعريف الشعب الاردني على شعبها وثقافتها ونمط حياتها، ليكون ذلك فاتحة لدبلوماسية شعبية نشطة، إلا أن تأسيس المركز الثقافي الصيني تأخّر لأكثر من أربعين سنة بعد الاعتراف المتبادل بين العاصمتين عمّان وبكين، ونأمل ان يكون تأخير قص شريط إفتتاحه علامة كبيرة على إيجابية وجود مركز صيني “ثقيل الوزن” بتأثيره وامتداده عمودياً وأفقياً، ويتمتع بالجاذبية الأكبر والأوسع والأُبّهة، وليتألّق بلون مُمَيّز بين المراكز الثقافية الاخرى في البلاد الاردنية، التي تتوق الى معرفة الصين عن قُرب.
سيَجد المركز الثقافي الصيني نفسه بين عشرات المراكز الثقافية على اختلاف تسمياتها في الاردن، ومنها بالطبع مَن هو غير معروف للعامة، إلا أن كثيرين من الاردنيين يعرفون عدداً لا بأس به من هذه المراكز، وهم يترددون عليها لأسباب ثقافية وعلمية وتعليمية وفنية الخ، وتلعب المواقع الجغرافية لهذه المراكز الدور الاول والأهم في جذب الاردنيين إليها، فإذا كان المركز مُقاماً في منطقة غير نائية وتتمتع بدرجة كافية من العمران السكاني والثقافي وسهولة الوصول إليه فيها، فسيكون عدد الاردنيين الذين يترددون عليه كبيراً، ناهيك عن أهمية الفِعل الإعلامي للمركز، فكلما كان التعريف به على نطاق واسع، كلما كان الجذب نحوه أكبر وفعالياته أنفع وانعكاساتها في الاوساط الشعبية والنُّخب والطبقات المختلفة أعمق وأشمل.
ومن المهم بمكان للصين كما أعتقد، أن يكون للمركز أنشطة بمجالات جد عديدة ومُبدعة غير متوافرة في مراكز أخرى مثيلة في الاردن، وأن يستقدم من الصين إداريين صينيين مهرة يتقنون اللغة العربية محادثةً وكتابةً، والى جانب ذلك إستمساكهم بسلوكيات دبلوماسية في العلاقات العامة، والى جانبها إدراك إدارييه للشرق العربي وخصائصه الاجتماعية والتاريخية وحياته اليومية والاجتماعية وتركيبته النفسية، فهذا مدخل مهم الى نجاح أعمال المركز وإدارييه، فمن غير المستحسن ان تكون إدارة المركز ناطقة بلغة أجنبية واحدة هي الانجليزية فقط، فهذا من شأنه تقليص عديد الزائرين الاردنيين إليه، وانحسار جمهوره الذي يتردد عليه، الى أكثر من النصف، وستنأى بنفسها عنه بالتالي شرائح أردنية عديدة.
وجود مركز ثقافي صيني مهم جداً لجهة تطوير وتأكيد وتنشيط وتفعيل الدبلوماسية الشعبية بين عامة الاردنيين والصينيين، ولأجل ان يلتقوا أخير من خلاله ومن خلال مركز ثقافي اردني نأمل إقامته في العاصمة بكين، وفي حذاقة إدارة المركز في بكين وإدارييه في الاردن، مفتاح نجاحه وديمومته وشعبيته وإنتشاره الأوسع ونرجو له نيله هذه كلها بيسر وجدارة.

*كاتبة وناشطة وقيادية في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدِقاء وحُلفاء الصّين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.