موقع متخصص بالشؤون الصينية

“العربي” بإذاعة CRI.. تحالف أصيل أيضاً

0


 

موقع الصين بعيون عربية ـ
يلينا نيدوغينا*:

لم تكن هي المرة الأولى التي أزور فيها القسم العربي بإذاعة الصين الدولية في بكين، فقد كان لي الشرف والسرور والغبطة والسعادة في القيام بزيارات متواصلة منذ عشرات السنين، إلى هذا الصرح التاريخي والإعلامي الكبير، والحديث مع مديراته وموظفيه، والأجمل في الذكريات هو أنني التقيت خلال تلك الزيارات بمديرات القسم العربي واحدة بعد أخرى، وأخرهن هي الاستاذة الجليلة الصينية سميرة تساى جينغ لي التي أعرفها جيداً، ومِن قبلها الاستاذة درية وانغ التي تقاعدت، ومن قبلهن الاستاذة فائزة تشانغ لي التي تمثل القسم العربي وشؤونه منذ سنوات في القاهرة، ونأمل ان نلتقي معها ومع الاستاذة سميرة في العاصمة عمّان، وفي بيتنا الصغير كذلك.

وفي الحقيقة، وبرغم مرور شهور عديدة على ذكرى التأسيس الرسمية الستين (60) للقسم العربي بإذاعة الصين الدوليةCRI ، (في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1957)، إلا أن المستمعين المُحبّين للقسم ما زالوا يحتفون للآن بهذه المناسبة العزيزة، ومنهم منتدى أصدقاء الإذاعة ومنتدى قراء “مجلة مرافىء الصداقة” في الاردن، إحتفاءً بصداقتهم للصين وسمو العلاقات الصينية – العربية المتميزة، وتنويهاً الى نباهة الصين منذ ما بعد تأسيس الدولة الشعبية، حين شرعت في إبراز إهتمامها بالعربية والعالم العربي، ودعم ومساندة شعوبه للتحرر والاستقلالية الناجزة والصداقة والتحالف مع الصين الجديدة على كامل البر الصيني الرئيس.

وبالرغم من الفصل بالقوة الغاشمة لأجزاء صينية عزيزة عن الوطن الأُم، هي تايوان وهونغ كونغ وماكاو، إلا أننا شهدنا عملاً صينياً ودولياً كثيفاً أعاد منطقتين للوطن، واليوم نواصل تطلعنا الى عودة الجزيرة السليبة للوطن الصيني، تماماً كما تحررت وعادت غيرها إليه منذ بدايات النهوض التحرري الصيني بقيادة الحزب الشيوعي (1921م)، لتكون العودة عيداً أكبر للصين ولنا حُلفاء الصين، فالأوطان المَسلوبة ستعود لأهلها رضي مَن رضي وأبى مَن أبى، فالتاريخ يَشهد دوماً للحق وأهله.

مديرات القسم العربي للاذاعة الصينية لا يعملن في مجال واحد فقط هو الإداري، بل وهنّ ينشطن في غيره أيضاً.. فهؤلاء القياديات – إداريات قديرات، وأمثلة عالمية ناصعة للمرأة الصينية المُنتجة والسفيرة والقيادية والحازمة، وهن مذيعات أيضاً الى جانب منصبهن الأول والأرفع، ويتقن اللغة العربية كتابة وقراءة وحديثاً وفهماً وخطابة، ما يؤكد أن هنالك نظرة ثاقبة وبصيرة بعيدة المدى لدى القيادة السياسية الصينية لخلق جيل صيني يَعرف اللغة العربية ثقافةً وحضارةً وممارسةً يومية، زد على ذلك قدرتهن الواضحة في التواصل مع العرب من مستمعين وزوّار وتبادل الخبرات وإيّاهم، لتمكن الصين والشعب الصيني من الوصول الى المربعات العربية، من صحارى وبوادي ومدن وأرياف وقرى ومؤسسات ثقافية وإعلامية، ولأجل تبادلية ثقافية وإعلامية ما بين العالمين الصيني والعربي والأمتين العربية والصينية.

حقيقة، كانت لحظات مؤثرة جدا خلال الزيارة مع الوفد الخاص من الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحلفاء) الصين، الذي لبّى دعوة كريمة ورفيعة جداً ومشكورة لزيارة الصين والإذاعة من جانب قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي رتّب هذه الزيارة بكل دقائقها وحذافيرها.. كانت لحظات مؤثرة لم تنقطع، وخلال حديثي أيضاً من خلال ميكروفون الإذاعة في اللقاء الثنائي الذي طلبوه مني ومن زوجي، فكان الأثير مرة أخرى حاملاً لقصة صداقة طويلة الأمد، بل طاعنة في السن، وكان ناجحاً وطويلاً فقد تم بترتيب لحظي بطلب من الاستاذة مديرة القسم العربي الخيّرة الاستاذة سميرة، والتي هي جزء من عائلتي، فعندما أذكر الإذاعة أذكر الصين برمتها، ذلك أن هذا الصوت الصيني كان وما زال يرافق زوجي منذ نصف قرن، وقد ورثت أنا صداقة الاذاعة من زوجي، كما ورثته كل إبنة من بناتي، وسوف يرثه أحفادي، حتى تكتمل السلسلة التحالفية الطويلة التي بدأت في نهاية ستينات القرن الماضي من خلال الاذاعة، التي بَنت لنا جميعاَ بيتاً للصداقة، ثم شيّدت عمارة باسقة للتحالف مع الحزب الشيوعي لجمهورية الصين الشعبية ومع الدولة الصينية العظيمة ذاتها، فصدق زوجي حينما قال في كلمته في اجتماع الوفد الاتحادي الدولي الضيف بدار القسم العربي الإذاعي، وأمام الاستاذة سميرة بالذات، أن هذه الإذاعة بصوتها ومكانتها وطبيعتها هي في الواقع “سفير الصين المتجول” نهاراً وليلاً والمُعتمد لدى كل دول العالم وشعوبه ويدخل بيوتنا مُرحَّبا به.

وقُبيل دخولنا الى الاجتماع في القسم العربي سوياً مع الوفد الاتحادي وقياداته وعلى رأسه الاستاذة سميرة، تم ترتيب جولة تعريفية للوفد الاتحادي الضيف، في أرجاء وأقسام الاذاعة ومنها العربي، وكان الاستاذ لطفي مقدم من الجزائر هو دليلنا الموثوق في أرجاء الاذاعة الى جانب مديرته الصينية، والى ذلك هو مقدم برامج ومراسل في القسم العربي بالإذاعة، وعلمنا بأنه باشر بالعمل في القسم العربي كمقدم برامج في العام 2014، وأشاد بهذه التجربة المتميزة لديه في العمل الاذاعي، إذ أنه يستمتع به، كونه عملاً متجدداً يومياً وحيوياً، ويجري ضمن أسرة اذاعية صينية وعربية متآلفة، والقسم العربي هو أحد أكبر الاقسام الاذاعية، فيعمل فيه عشرات الخبراء والموظفين والمذيعين والتقنيين.

ولقد تعرفنا مرة أخرى في الإذاعة على متحفها، وعلى كرة الرسائل القديمة فيها، وهي كرة كبيرة للغاية تُحفظ فيها عشرات الألوف من رسائل المستمعين العرب مع مغلفات هذه الرسائل وطوابع البريد المختومة بأختام مكاتب البريد بالمدن والقرى العربية، ومن حول هذه الكرة، يتعرّف الزائر إلى تقنيات وأجهزة الراديو والإذاعة القديمة وتطورها من الأبسط منذ تأسيسها في الثالث من ديسمبر 1941، حين  بدأت ببث برامجها للخارج، وكانت حينها تُسمّى بإذاعة بكين، إلى الأعقد والأكثر تقدّماّ تكنولوجياً حالياً، فقد تنوعت برامج البث وتكاثرت ساعاته ولغاته العالمية، واتّسع كثيراً جمهور المستمعين والمراسلين للإذاعة وقسمها العربي، وتمكّن القسم من توقيع إتفاقيات عديدة مع وسائل الإعلام العربية لإعادة بث الصوت الصيني من بكين للتجمعات  العربية ولمواكبة المستمع العربي في ساعات عمله وراحته وفي حلّه وترحاله، وتقديم وجبات إعلامية جاذبة له، تتميز بالدقة المعلوماتية، والحقائق والموضوعية، وتبادلية ثقافية وتفاهم حضاري، فطبعت الإذاعة بصماتها في البلدان العربية وغدت رفيقة مُحبّبة للعرب لا تجرؤ جهة عالمية على منافستها.

وللموضوع بقية تأتي.

*#يلينا_نيدوغينا: رئيسة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين ورئيسة تحرير #الملحق #الروسي، وحاملة أوسمة وميداليات وتقديرات وشهادات #روسية و#كورية ديمقراطية و#صينية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.