موقع متخصص بالشؤون الصينية

الاشتراكية الصينية وأفكار “شي” المُبدعة

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد القادر حسن عبد القادر
*:

لم تكن هذه المرة الأولى التي أزور فيها جمهورية الصين الشعبية الحليفة، فقد كان لي الشرف أن أزور هذا البلد المضياف والراقي في الفترة ما بين 13 / 12 / 2011 و22 / 12 / 2011، عندما حققت فوزاً ساحقاً في المسابقة التي أقامتها السفارة الصينية بالقاهرة بالاشتراك مع بوابة صحيفة “الوفد الالكترونية”، بمناسبة مرور 55 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين.

الزيارة الثانية، الحالية، التي تطأ قدمي خلالها أرض جمهورية الصين الشعبية الحبيبة، تحققت بدعوة جد كريمة ورفيعة المقام وعالية القدر من دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وقد تلقيتها عن طريق الأخ مروان سوداح، رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين، وهو اتحاد دولي وواسع التأثير، أفخر بالانتماء إليه والصداقة مع رئيسه. ولذلك كانت زيارتي هذه إلى الصين تاريخية وذات أبعاد فكرية وسياسية معرفية بالصين وشعبها، وبقيادتها بالدرجة الأولى، وعلى رأسها الرفيق شي جين بينغ الحكيم، الأمين العام للحزب الباني.

لقد أحسست بعمق، خلال زيارتي الأخيرة إلى الصين، بالاشتراكية الصينية المُباشِرة والشعبية التي تؤيدها الجماهير على الأرض وفي كل فعل ونشاط يومي، فهي “تفعل فعلها” على نمطها وفي مسارها، دون أن تحيد عنه قيد أنملة في كل مكان، وفي سلوكيات المواطنين الصينيين أنفسهم، وفي أعمال ونضال الحزبيين منهم والمسؤولين وحتى البسطاء على حد سواء، الذين يؤيدون هذه الاشتراكية ويحلمون بتطويرها بإبداع يومي على نمط ألوانها وضروراتهم الوطنية لتتماشى مع مصالحهم، والأهم أنها على نهج وأفكار الأمين العام والرئيس الصيني “شي جين بينغ” العزيز، فقد نقلت هذه الأفكار الصين إلى ذرى التقدم والازدهار بسرعة قياسية، وغدت الصين بالتالي حُلماً لمعظم دول وشعوب العالم للتقدم على مِثالها وسكّتها.

في العالم العربي، أشاد الخبراء والساسة والمثقفون ـ وما زالوا يُشيدون ـ بأفكار الرئيس الصيني شي جين بينغ المُبدعة حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الحديث، وقد كنت استمعت إلى محاضرات عنها خلال زيارتي الأخيرة هذه إلى الصين، وازدادت معرفتي بها فكرياً ومنهجياً. فالاشتراكية ذات الألوان الصينية تُشكّل في الحقيقة توجهاً جديداً وعملية إبداعية لعمل الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد لضمان أن تصبح الصين مجتمعاً راغد الحياة عموماً، واشتراكية متطورة تُحتذى دولياً وأكاديمياً، وذات خصائص وطنية، وهي بالتالي أضحت مهمة جداً لتطبيقات مطلوبة على صُعد وطنية منها واستراتيجية، وهي ليست بالقطع مرحلية أو تكتيكية، لكونها تضع هدفاً أعلى لنفسها، هو تحسين حياة المواطنين الصينيين، ونقلهم إلى رغادة الحياة في مرحلة عليا لا ردّة عنها ولا رجعة، بل دفع للأمام واستمرارية، كما وأنها في الصين غاية أمثل وأهم للحوكمة والعدالة الاجتماعية والطبقية.

من هنا يتضح لنا أن تحقيق حياة الرفاهية للمواطنين في الصين هو الفكر الأكثر عدالة وشيوعاً حينما يصل إلى مرحلة تلبية احتياجات المواطنين، والقضاء على الفقر والفاقة والأمراض، ومنها المستعصية، المادية والاجتماعية والطبقية سواء بسواء، ناهيك عن أمراض اجتماعية تمكنت الصين من القضاء عليها إلى غير رجعة، كانت تمثل ذيول الماضي الاستعماري والنفسية والسلوكيات البرجوازية أو الكومبرادورية والكولونيالية المقبورة التي طردتها حضارة الصين العميقة واشتراكيتها وأفكار شي جين بينغ في العصر الجديد، وهو الزعيم الذي استعاد أمجاد وطنه في كل حقل ومجال وموقع ريفي ومديني وعالمي فله المجد وعميق وعظيم التقدير.

تدعو الاشتراكية ذات الخصائص الصينية والمتميزة على أنها صينية، إلى الحفاظ على المكانة الأساسية للشعب الصيني في الدولة، ومواصلة تحرير وتنمية القدرات الإنتاجية وضمان الإنصاف والعدالة الاجتماعية، والسعي الجاد لتحقيق الرخاء المشترك وتحديد التناغم الاجتماعي والسعي لتحقيق التنمية.

في فكر الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الرفيق شي جين بينغ أفكار حقيقية للبناء الاشتراكي الأسرع، تتبناها المدرسة الحزبية الصينية والأيديولوجية الصينية المُعاصرة، أضف إليها الأبحاث والدراسات الفكرية الصينية المنفتحة على العالم ومختلف خبراته ومدارسه الفكرية والاقتصادية، أنه من الضروري الاعتماد الوثيق على طبقة العمال الواعين والملتزمين سياسياً وفكرياً لتطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، مترافقةً مع إبداعات المثقفين والمفكرين بقيادة الأمين العام للحزب. والاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي الفكرة الجوهرية لضمان تنمية وتقدم الصين المعاصرة، والطريق الحتمي لتحقيق حُلم الصين التاريخي والكوني. كما أنها الطريق الوحيد الذي يوجّه طبقة العمال في الصين إلى مستقبل أكثر إشراقاً وبريقاً وضماناً للمستقبل، وينبغي لطبقة العمال في الصين أن تعزّز شعورها العميق بالرسالة التاريخية والمسؤولية المصيرية المُلقاة على عاتقها، وتضع الوضع العام في صدر صدارتها كطبقة، أثناء تنفيذ أعمالها التاريخية، وتدمج بشكل واعٍ مُثل الحياة والسعادة الأسرية في القضية العظيمة لتحقيق رخاء وقوة الدولة ونهوض الأمة، وتربط ربطاَ وثيقاَ أحلام الأفراد المتناثرين بحلم الصين الشامل كأمة ودولة اشتراكية متطورة تعمل وتحلق سوياً وتشق طريقها كساعد واحدة، وتقدّم إسهامات غنية في التمسك بقيم الاشتراكية والاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها بصفتها سيادة للدولة، ويتعيّن على طبقة العمال في الصين أن تؤكد هي الأخرى المثل والإيمان بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية بثبات، وترسّخ إيمانها التام بأن تتقدم مع الحزب الشيوعي الصيني بلا تباطؤ، وتأييد النظام الاشتراكي بعزم وثبات، وتدعم الإصلاح والانفتاح تماماً، وتتمسك بقوة فولاذية بأن تكون ركيزة لطريق الصين، ويجب على الجماهير الغفيرة من الشباب الصيني أن يصقلوا أخلاقهم السامية ضمن الاشتراكية بألوان صينية، وبأن ينفضوا عن أنفسهم أية ألوان غربية واستعمارية يعمل الغرب على تصديرها إليهم، في محاولته ليحل محل الاشتراكية بالخصائص الصينية ومكان الثقافة الصينية العريقة التي حمت الصين وذادت عنها منذ ألوف السنين.

يقول فقهاء الصين – كما تحقق لي أن أسمع خلال زيارتي الأخيرة إلى الصين – وهؤلاء محقّون وبخاصة في وضع يستعدي فيه الاستعمار الأفراد والمجتمعات على الصين العادلة الحوكمية، إنه يستحيل على الأمة التي تنقصها القوة الروحية أن تحقق القوة الذاتية وقدرة الاعتماد على ذاتها وشخصيتها، والقضية الخالية من الارتكاز على ثقافة يَصعب أن تبقى طويلاً أو نافعة، والشباب هم قوة اجتماعية تقوّي الأجواء الاجتماعية.

إن التجارب المكتسبة لأمة تتجسد إلى حد كبير في المستوى الاخلاقى والملامح الروحية للشباب في أن يجمعوا بصورة وثيقة الإدراك ويتحلقوا من حوله، ويستمسكوا بالتأكد الأخلاقي الصحيح والتربية الواعية للأخلاق والممارسة الإيجابية وينصبوا ويمارسوا مفهوم القيم الاشتراكية الجوهرية بوعي ويكونوا رواداً في تعميم الأجواء الاجتماعية الحميدة كما ينادي الأمين العام شي جين بينغ، وينبغي لهم أن يعزّزوا التهذّب الفكري والاخلاقي وينشروا بوعي الوطنية والأفكار الاشتراكية ويدعوا بنشاط إلى الأخلاق العامة الاجتماعية والأخلاق المهنية والأخلاق الأسرية الحميدة، ويحفظوا حفظاً جيداً مفهوم “التمشّي مع الطيب مثل الصعود إلى القمة”.

إن النضال من أجل تحقيق حُلم الصين للنهضة العظيمة للأمة الصينية هو موضوع العصر الرئيسي لحملة الشباب الصيني والمجتمع الصيني برمّته، ولضمان تفوقه عالمياً من خلال أنماطه الخاصة غير المتلاقية مع الغرب بأنماطه الدونية التي تعدُ حفّارة قبرها بنفسها!

*#عبدالقادر_حسن_عبدالقادر: كاتب وعضو ناشط في هيئة الاتحاد #الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين في #مصر ومراسل نشط للقسم العربي لاذاعة الصين الدوليةCRI.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.