موقع متخصص بالشؤون الصينية

زيارة قياسية لزعماء من النمسا توفر فرصا جديدة للتعاون مع الصين

0

بقيادته لوفد كبير يضم 250 عضوا من ممثلي الأعمال التجارية والوفود الثقافية والعلمية بالإضافة إلى وزراء فيدراليين، سيحقق الرئيس النمساوي اليكساندر فان دير بيلين، سجلا قياسيا دبلوماسيا في التاريخ الحديث لبلاده من خلال أول زيارة مشتركة لهم للصين خلال الأيام القادمة.

إن هذه الزيارة الجماعية للزعماء النمساويين من دوائر الدولة والحكومة، وهي أيضا نادرة في تاريخ التبادلات الدولية، تظهر الأهمية التي تعلقها فيينا على بكين، والرغبة القوية لدى النمسا لمزيد من تطوير العلاقات الثنائية.

وتظهر أيضا الثقة والعزم القويين لفيينا للاستغلال الأمثل لإمكانيات التعاون الشامل مع الصين.

وهناك معطيات رسمية من الصين تظهر أن الصين هي أكبر شريك تجاري للنمسا في آسيا، وخامس أكبر شريك في العالم، بينما النمسا هي سادس أكبر مستثمر في الصين من بين 19 بلدا في منطقة اليورو.

ولكن إمكانيات التعاون الثنائي الهائلة بينهما تبشر بمراتب أفضل لكلا الجانبين.

فمن جانب، تستعد الصين لعقد أول معرض دولي للواردات في نوفمبر هذا العام، إضافة إلى الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها بكين عام 2022. ويمر اقتصاد الصين بمرحلة انتقالية من النمو الكمي إلى التنمية النوعية. ولديها طلب هائل على التكنولوجيا الحديثة والمنتجات النوعية والخبرة في الألعاب الشتوية، وفي حماية البيئة، ومجالات كثيرة أخرى، تمثل سوقا كبيرة جدا أمام النمسا.

ومن جانب آخر، يمكن للصين الاستفادة من خبرات ومعارف النمسا في مجالات حماية البيئة والتخطيط الحضري والبحوث العلمية. والشركات النمساوية لديها الكثير لتقدمه قبل الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين.

إلى جانب ذلك، يمكن للنمسا استغلال فرصة إطار التعاون بين الصين و16 بلدا في وسط وشرقي أوروبا، لتلعب دورا خاصا في تطوير علاقات المنطقة مع الصين، باعتبارها (النمسا) دولة تعود تقليديا إلى مناطق وسط وشرقي أوروبا، ولديها علاقات وثيقة مع دولها.

بالإضافة إلي هذه المزايا، فكل من الصين والنمسا تدعوان إلى التعددية وتحرير التجارة وتسهيل الاستثمارات والتسوية السلمية للنزاعات الإقليمية. والبلدان يتشاطران رغبة مشتركة لمعالجة التحديات العالمية مثل الإرهاب وتغيرات المناخ.

ثم أن الرئاسة الدورية للنمسا للاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من هذا العام، يمكن أن تسهم بشكل فعال في تعزيز التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات والقضايا.

وخلال زيارة الزعماء النمساويين للصين، سيلتقيهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، من أجل تعميق الثقة والتفاهم المتبادلين. وسيعمل كلا الجانبين على تقوية التعاون رفيع المستوى في القضايا الثنائية والدولية.

وخلال الزيارة، ستتم مناقشة التعاون الفعال في العديد من المشاريع الفعلية، ومن المتوقع توقيع العديد من الاتفاقيات المعنية. وهناك توقعات قوية بأن هذه الزيارة غير العادية ستسهم في رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.