موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تزيد مشاركتها في حفظ السلام الدولي لتأكيد حضورها وتعزيز قدراتها

0

 

على مدى الأسابيع القليلة الماضية، كانت وسائل الإعلام الحكومية الصينية تفخر بإنجازاتها في مجال حفظ السلام في عدد من البعثات الدولية، أهمها في مالي، وجنوب السودان، وإقليم دارفور. وعلى الرغم من أن هذه الإنجازات قد تحققت في بعثات الأمم المتحدة الرسمية لعمليات حفظ السلام، فإن وسائل الإعلام الصينية أكدت جهود بكين المستقلة في هذه البعثات، ونسبت النجاح إلى «الجودة والمعايير الصينية».

وتتزامن جهود الصين المتزايدة مع التخفيضات الأخيرة في الولايات المتحدة، وتتنافس مع قيادة واشنطن بشأن هذه القضية الرئيسة. ومن خلال التعريف بحضورها المتزايد، تتفوق الصين على الولايات المتحدة كدولة رائدة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وصياغة صورة لنفسها داخل المجتمع الدولي «كمدرس للسلام والحضارة والقوة».

وخلال السنوات الخمس الماضية، رفعت الصين بشكل كبير إسهاماتها المالية، وعدد الأفراد في مبادرات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، من أجل إعادة صياغة الموقف الصيني في ميزان القوى الدولي. وبعد أن كانت تقدم نحو 3% من إجمالي المساهمات المالية في عام 2013، تسهم الصين حالياً بنسبة 10.25% من ميزانية الأمم المتحدة لحفظ السلام. ويمكن رؤية الالتزام المالي المتزايد لبكين، بوضوح، من خلال تعهد الرئيس شي جين بينغ، في مؤتمر قادة حفظ السلام لعام 2015 بنيويورك، بالإسهام بمبلغ مليار دولار لحفظ السلام على مدى السنوات الخمس المقبلة. وبالموازاة مع دعمها المالي، دربت الصين أيضاً 8000 من عناصر الجيش، للعمل كقوات دائمة لعمليات حفظ السلام. وبسبب هذه الجهود الكبرى، ذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن الصين ستصبح «وسيطاً نزيهاً»، و«باني جسور» في النزاع الدولي.

في المقابل، قرر الكونغرس الأميركي، قبل أسابيع، خفض إنفاق المساعدات الخارجية بمقدار 3.4 مليارات دولار (نحو 6%) للسنة المالية 2018. وبالمثل، أعلنت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هالي، أخيراً، أن بلادها لن تتحمل بعد الآن أكثر من 25% من ميزانية الأمم المتحدة الإجمالية لحفظ السلام.

وفي حين تخرج الولايات المتحدة من دائرة الضوء، تضغط الصين من أجل الاعتراف الدولي بدورها في مهمات حفظ السلام العالية المخاطر. وعلى الرغم من أن بكين قدمت المزيد من القوات، أكثر من جميع الأعضاء الآخرين، فلم يشغل مواطن صيني منصباً رفيعاً في أيٍّ من بعثات حفظ السلام الـ16 الحالية. وقد أعربت الصين العام الماضي عن رغبتها في واحد من أعلى المناصب في المنظمة، وبالنظر إلى نجاح الصين المستمر، فإن الحجة لصالحها تزداد قوة مع مرور الوقت.

وتساعد الفوائد المترتبة على المشاركة الصينية في تعزيز صورة الصين، التي أصبحت أكثر مشاركة وأكثر استثماراً في رفاهية البلدان والمحتاجين، خصوصاً أن المجتمع الدولي يرى أن الولايات المتحدة ستتنحى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.